Skip to main content

وسط تبادل الاتهامات بين طرفي الصراع.. ما مصير "جهود السلام" في اليمن؟

الإثنين 27 يونيو 2022

بعد مرور شهر على المفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيين في العاصمة الأردنية عمان، لا تزال طرق تعز مغلقة.

وفي ظل عدم التوصل لأية نتائج، يتهم الوفد الحكومي جماعة الحوثي بوضع العراقيل، مشيرًا إلى أنها اقترحت فتح طريق وعرة وغير صالحة لمرور السيارات، بدل أن تقبل المقترح الأممي المتضمن فتحًا تدريجيًا للطرق.

ويصل رئيس الوفد الحكومي المفاوض عبد الكريم شيبان إلى اتهام الحوثيين بإعادة الأمور إلى نقطة الصفر. ويوضح أنّ "المفاوضات تتضمن حزمة من القضايا منها فتح مطار صنعاء، والحديدة وطرق في تعز، وطرق في بقية محافظات الجمهورية"، محذرًا من انهيار الهدنة إذا لم يضغط المجتمع الدولي على الحوثيين.

خروقات بالجملة للهدنة في اليمن

وفي ظل حديث الطرفين عن خروقات، يبدو الخوف على الهدنة الأممية في اليمن متزايدًا، فالقوات المسلحة اليمنية تقول: إن الحوثيين قاموا بخروقات في أكثر من محافظة، وسقط جراء ذلك  قتلى وجرحى في صفوف جنودها، فيما تجاوزت أعداد الخروقات 100 وفقًا لمركزها الإعلامي.

وبينما تتهم تلك القوات الحوثيين بالخروقات، تؤكد تمسكها بوقف إطلاق النار، فيما تنفي جماعة الحوثي الأمر، إذ تشير وسائل إعلامها إلى أن عشرات الخروقات نفذها الجيش الحكومي.

ورغم تبادل الاتهامات، تبدو الهدنة حتى الآن سارية، حيث لم يصل التصعيد بعد حدود عودة المعارك إلى شراستها وسعة نطاقها قبل الهدنة، غير أن وقف إطلاق النار يبقى خاضعًا لما يريده المتحاربون وما يقدمونه هم وحلفاؤهم الإقليميون من تنازلات.

ومطلع يونيو/ حزيران الجاري، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ، تمديد الهدنة لشهرين إضافيين قبل ساعات من انتهاء فعاليتها.

وفي 1 أبريل/ نيسان الماضي، أعلن المبعوث الأممي موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، بدأت في اليوم التالي، مع ترحيب من التحالف الذي تقوده السعودية، والقوات الحكومية والحوثيين.

ومن أبرز بنود الهدنة، وقف إطلاق النار، وإعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، وفتح الطرق في مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ 7 سنوات.

الحوثيون يشكون "غياب الرقابة الدولية"

ويؤكد نائب وزير الإعلام في حكومة الحوثيين فهمي اليوسفي أن جماعته لا تستغرب الاتهامات الموجهة لها بارتكابها خروقات للهدنة، في ظل غياب رقابة دولية على كل المواقع، مشيرًا إلى أن القوات الحكومية تحاول تبرير تراجعها في بعض النقاط من خلال توجيهها اتهامات للجماعة.

ويضيف في حديث إلى "العربي"، من صنعاء، أن الميدان يؤكد بأن صنعاء بادرت إلى فتح منافذ تعز بهدف تخفيف معاناة الناس، لكن الطرف الآخر يريد أن يُفتح كل شيء من أجل نقل ما يصفه بالمجموعات "الداعشية والإجرامية" إلى المديريات الخاضعة لسلطة صنعاء.

ويوضح اليوسفي أن الطريق التي فتحت في تعز هي معبدة حوالي 9 كلم إلى عمق المدينة، متهمًا ما سماها "دول العدوان" بأن لديها ملفات خطيرة (بناء قواعد عسكرية إسرائيلية في الجزر اليمنية ووجود الأساطيل الأميركية والبريطانية) تحاول التعتيم عليها من خلال التركيز على ملف فتح الطرق.

ويلفت إلى أن الحكومة اليمنية لم تنفذ أي شيء من الهدنة، إلا في بعض الأمور، خاصة رحلات الطيران القليلة التي علقت رغم أن هناك اتفاقًا بكسر الحصار بشكل عام.

ويتهم اليوسفي الحكومة اليمنية باستغلال بنود الهدنة لإعادة ترتيب قواتها، مضيفًا أنه كان يتمنى منها أن تقول الحقيقة في كل شيء وتجنب "سياسية تضليل اليمنيين".

ويدور نزاع في اليمن منذ عام 2014 بين الحوثيين وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.

المصادر:
العربي
شارك القصة