الأربعاء 21 مايو / مايو 2025
Close

وسط تحديات كبيرة.. مايكروسوفت تحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيسها

وسط تحديات كبيرة.. مايكروسوفت تحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيسها

شارك القصة

شركة مايكروسوفت
تحتفل شركة مايكروسوفت بالذكرى الخمسين على تاريخ تأسيسها- رويترز
الخط
بعد خمسين عامًا على تأسيسها، نجحت شركة مايكروسوفت في أن تكون الأكبر قيمة سوقية في العالم بعد أبل بقيمة ناهزت 3 تريليونات دولار.

تحتفل شركة مايكروسوفت في الرابع من أبريل/ نيسان بذكرى مرور خمسين عامًا على تأسيسها بعد أن قدمت للعالم ابتكارات تكنولوجية نقلتها إلى قمة وول ستريت وجعلت أنظمتها المعلوماتية أساسية، لكنها لم تنجح يومًا في تحقيق خرق حقيقي على صعيد الإنترنت الموجه للعامة.

ويرى المحلل في شركة "إي ماركتر" جيريمي غولدمان أن صورة مايكروسوفت تظهرها على أنها "شركة مملة وأسهمها في البورصة مملة".

وقد تكون الشركة مملة، لكنها مربحة، فمع قيمة سوقية تناهز 3 تريليونات دولار، تمتلك مايكروسوفت أكبر قيمة سوقية في العالم بعد "أبل".

وتستند مايكروسوفت بشكل أساسي على خدمات الحوسبة عن بعد (السحابة)، وهو قطاع سريع النمو ازدادت قوته مع الطلب على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

ويضيف غولدمان: "إنها ليست بنية تحتية مثيرة للغاية، لكنها ذات قيمة كبيرة؛ فهي تدر الكثير من المال".

وفي عام 1975، أسس بيل غيتس وبول ألين شركة مايكروسوفت، وأطلقا نظام التشغيل "إم إس دوس" MS-DOS الذي كان نجاحه سببًا في تحقيق ثروتهما. وسُمي هذا النظام لاحقًا بـ"ويندوز" Windows، نظام التشغيل المستخدم في أكثرية أجهزة الكمبيوتر في العالم.

قدرة مايكروسوفت على الابتكار

وأصبحت برمجيات "مايكروسوفت أوفيس" (أبرزها "وورد" و"إكسل" و"باوربوينت") مرادفًا لأدوات المكتب اليومية، لكن المنافسة المتزايدة مع أدوات "غوغل دوكس" Google Docs تغيّر المعادلة.

ويقول غولدمان: "أن يكون "أوفيس" لا يزال مجالًا مهمًا بالنسبة إلى مايكروسوفت يكشف الكثير عن قدرتها على الابتكار".

ويتابع: "لقد وجدوا طريقةً لإنشاء منتج قائم على السحابة يمكن الإفادة منه بموجب اشتراك. لولا ذلك، ومع ظهور خدمات مجانية ومميزة، لكانت حصتهم السوقية قد انخفضت إلى الصفر".

لكن على صعيد التطبيقات التي يستخدمها ملايين الأشخاص يوميًا، تظل مايكروسوفت في ظل شبكات التواصل الاجتماعي فائقة الشعبية، والهواتف الذكية الأكثر رواجًا، ومساعدي الذكاء الاصطناعي متعددي الاستخدامات.

غير أن مايكروسوفت حاولت التوسع في هذه المجالات. فقد أطلقت الشركة التي تتخذ مقرًا في ريدموند في شمال غرب الولايات المتحدة، جهاز ألعاب الفيديو "اكس بوكس" Xbox في عام 2001 ومحرك البحث "بينغ" Bing في عام 2009. واستحوذت على الشبكة المهنية "لينكد إن" LinkedIn في عام 2016 واستوديوهات "أكتيفيجن بليزارد" Activision Blizzard في عام 2023.

وكانت الشركة تسعى للاستحواذ على تيك توك عام 2020، وهي من بين الطامحين حاليًا لضمّ هذه المنصة التي تواجه مجددًا تهديدًا بالحظر في الولايات المتحدة.

لكن من بين كل عمالقة التكنولوجيا، "تُعتبر مايكروسوفت الأقل مهارة في التعامل مع واجهات المستخدم. ويشكل ذلك في الواقع نقطة ضعفهم"، بحسب جيريمي غولدمان.

وفي عهد ستيف بالمر (2000-2013)، فشلت مايكروسوفت أيضًا في تحقيق التحول إلى الأجهزة المحمولة.

طموحات بينغ

وقد أدرك خليفته ساتيا ناديلا إمكانات نماذج الذكاء الاصطناعي في وقت مبكر، واستثمر بشكل كبير في "أوبن إيه آي" OpenAI حتى قبل أن تصبح الشركة الناشئة نجمة بين شركات سيليكون فالي بفضل "تشات جي بي تي" في نهاية عام 2022.

واعتقدت الشركة في العام التالي أنها قد تنجح أخيرًا في هز عرش غوغل في مجال محركات البحث عبر الإنترنت، من خلال إطلاقها نسخة جديدة من محرك بينغ قادرة على الرد على أسئلة مستخدمي الإنترنت باللغة اليومية، وذلك بفضل نموذج الذكاء الاصطناعي من OpenAI.

وقد فاجأت مايكروسوفت المجموعة الأميركية العملاقة التي تتخذ مقرًا في كاليفورنيا، والتي سارعت إلى ابتكار مساعد الذكاء الاصطناعي الخاص بها.

وفي نهاية المطاف، كانت إعادة تصميم بينغ بمثابة فشل، بحسب جاك غولد. فعلى الرغم من زيادة مايكروسوفت حصتها في السوق، إلا أن غوغل لا تزال تستحوذ على حوالي 90% منها. ويختتم المحلل المستقل قائلًا: "لقد كانت (غوغل) موجودة (في سوق محركات البحث) أولًا، بمنتج أفضل".

ويبدي المحلل اعتقاده بأن مايكروسوفت لا تزال متأخرة في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل عام، وذلك لأنها لا تملك (حتى الآن) شرائحها أو نموذجها الخاص.

وتعمل المجموعة على نشر خدمات الذكاء الاصطناعي بسرعة على منصة "أزور" Azure السحابية الخاصة بها ومجموعة أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي "كوبايلوت" Copilot.

لكن "نمو إيرادات "أزور"، من حيث البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، أقل وضوحًا من نمو منافسيها"، وفق جاك غولد الذي يؤكد أن خدمة الحوسبة السحابية "غوغل كلاود" Google Cloud، التي تحتل المركز الثالث في السوق بعد "إيه دبليو إس" من أمازون و"أزور"، قد تتقدم إلى المركز الثاني في غضون عامين.

ويضيف المحلل أن غوغل تجذب بسهولة أكبر الشركات الناشئة، لأن أسعار مايكروسوفت موجهة نحو المؤسسات الكبيرة.

ويتابع غولد: "تكمن قوة ريدموند (مايكروسوفت) في أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالشركات الكبرى. لديهم كل الحوافز للتركيز على ذلك، بدلًا من التركيز على المستهلكين، حيث توجد بالفعل منافسة شديدة".

لكن هل يصل ذلك إلى حد الاستغناء عن "إكس بوكس"؟ يجيب غولد: "تُحقق ألعاب الفيديو أداءً جيدًا، لكنها لا تُمثل سوى جزء ضئيل من إيرادات مايكروسوفت. لو حوّلت الشركة ميزانية البحث والتطوير إلى حلول الأعمال، لكان ذلك منطقيًا، برأيي".

تابع القراءة

المصادر

أ ف ب