الأحد 10 نوفمبر / November 2024

وسط توتر في الشارع.. البرلمان العراقي يصوت على "تجديد الثقة" بالحلبوسي

وسط توتر في الشارع.. البرلمان العراقي يصوت على "تجديد الثقة" بالحلبوسي

شارك القصة

تغطية مباشرة للتظاهرات في بغداد تزامنًا مع جلسة البرلمان العراقي (الصورة: غيتي)
أفاد مراسل "العربي" بأنّ المحتجّين يحاولون الدخول إلى المنطقة الخضراء في بغداد بعد تخطيهم حواجز لقوات الأمن، تزامنًا مع جلسة البرلمان.

صوّت مجلس النواب العراقي على "تجديد الثقة" برئيسه محمد الحلبوسي في جلسة عقدها اليوم الأربعاء، في وقت تجدّدت المظاهرات والاحتجاجات في محيط المنطقة الخضراء، وسط مواجهات مع قوات الأمن.

فقد حاول متظاهرون عراقيون اقتحام الحواجز الأمنية للوصول إلى المنطقة الخضراء في بغداد، فيما أغلقت السلطات العراقية الطرقات المؤدية إلى البرلمان قبيل انعقاده، وحاولت قوات الأمن تفريق المتظاهرين الرافضين لاستئناف جلسات مجلس النواب. 

وأفاد مراسل "العربي" عن قطع جسر الجمهورية وجسر السنك، مشيرًا إلى أنّ مئات المتظاهرين اشتبكوا مع قوات مكافحة الشغب. وأشار إلى أنّ المحتجّين يحاولون الدخول إلى المنطقة الخضراء في بغداد بعد تخطيهم حواجز لقوات الأمن.

وتحدّث مراسل "العربي" عن توافد متزايد للمحتجين في بغداد وتسجيل إصابات بين المتظاهرين نتيجة التراشق بالحجارة. ولفت إلى أنّ المتظاهرين يواجهون قوات مكافحة الشغب أسفل جسر الجمهورية ما ينذر بارتفاع التوتر.

لكنّ مراسلنا نفى وجود أيّ دعوة رسمية من جانب التيار الصدري لاحتشاد أنصاره في المنطقة الخضراء.

تجديد الثقة بالحلبوسي

وعقد البرلمان العراقي الأربعاء جلسته الأولى منذ أحداث العنف الدامية التي هزّت البلاد في 29 أغسطس/ آب، والاعتصام الذي أقامه مناصرو مقتدى الصدر لفترة وجيزة في محيط المجلس قبل شهرين، بحسب بيان صدر الإثنين.

ووضع المجلس على رأس جدول أعمال الجلسة المقررة اليوم إجراء عملية تصويت على "استقالة رئيس مجلس النواب" محمد الحلبوسي، الحليف الكبير للتيار الصدري واللاعب السياسي البارز.

وذكرت الدائرة الإعلامية لمجلس النواب في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "المجلس، صوت على تجديد الثقة برئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي".

وأضافت أن "العدد الكلي للمصوتين بلغ 235 نائبًا"، مشيرة إلى أن "الموافقين على الاستقالة 13 نائبًا فقط والرافضين للاستقالة 222 نائبًا".

وكان محمد الحلبوسي أعلن، في وقت سابق هذا الأسبوع، استقالته من رئاسة مجلس النواب العراقي، مطالبًا بالتصويت على تعيين رئيس جديد للبرلمان في الـ 28 من شهر سبتمبر/ أيلول الجاري.

وقبيل بدء الجلسة، أفاد مراسل "العربي"، بأن عددًا من المواطنين احتشدوا في ساحة التحرير، بهدف التقدم إلى جسر الجمهورية، من أجل الدخول إلى المنطقة الخضراء، رفضًا لعقد جلسة البرلمان.

توافد متزايد للمحتجين في بغداد وتسجيل إصابات بين المتظاهرين نتيجة التراشق بالحجارة
توافد متزايد للمحتجين في بغداد وتسجيل إصابات بين المتظاهرين نتيجة التراشق بالحجارة - غيتي

خطة الانتشار الأمنية

وكانت قيادة عمليات بغداد، كشفت الأربعاء، عن تفاصيل خطة الانتشار الأمنية في العاصمة، فيما استبعدت وجود أي حظر للتجوال.

وقال قائد عمليات بغداد الفريق الركن أحمد سليم لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "جميع الجسور في العاصمة مفتوحة باستثناء جسري السنك والجمهورية"، مشيرًا إلى أن "الجسور مفتوحة ويتواجد فيها انتشار وتدقيق أمني لحركة السير".

وأضاف أن "قطع الشوارع في العاصمة بغداد يتوقف على أعداد المتظاهرين خلال اليومين المقبلين في ساحتي التحرير والنسور".

وأشار سليم إلى أن "القطعات الأمنية التي تطبق خطة الانتشار تهدف إلى تأمين الطرق ومناطق العاصمة"، لافتًا إلى أن "هناك انسيابية إلى حد ما في حركة السير باستثناء جسري الجمهورية والسنك اللذين تم قطعهما".

وتابع أن "الانتهاء من خطة الانتشار يتوقف على تطورات الموقف والانفراج في الأزمة"، مستبعدًا "فرض حظر التجوال في العاصمة".

رد الطعن المقدم بعدم صحة استقالة نواب الكتلة الصدرية

وفي سياق الأزمة العراقية، ردت المحكمة الاتحادية العليا، اليوم الأربعاء، الطعن المقدم بعدم صحة استقالة نواب الكتلة الصدرية.

وذكرت وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن المحكمة "ردت الطعن المقدم بعدم صحة استقالة نواب الكتلة الصدرية لعدم توفر المصلحة العامة لدى المدعيين".

وأوضح رئيس المحكمة الاتحادية العليا جاسم محمد عبود، أمس الثلاثاء، أن "هناك عدة دعاوى أقيمت بخصوص استقالة نواب الكتلة الصدرية، وقد ردت بعضها لأن طريقة إقامتها غير صحيحة، فيما لا تزال دعاوى أخرى مقامة سيتم النظر بها في وقتها".

وأكد أن "الدعوى المقامة للطعن باستقالة نواب الكتلة الصدرية لم يقم بها أصحاب الشأن (التيار الصدري) وإنما أقيمت من أطراف ليس لها علاقة من الناحية القانونية بهذا الموضوع"، مبينًا أن "لكل دعوى ظروفها، لكن مصلحة الشعب العراقي فوق كل شيء".

انتشار أمني مكثف في بغداد تزامنًا مع المظاهرات - غيتي
انتشار أمني مكثف في بغداد تزامنًا مع المظاهرات - غيتي

الأزمة العراقية

ويشهد العراق مأزقًا سياسيًا شاملاً منذ الانتخابات التشريعية في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، مع عجز التيارات السياسية الكبرى عن الاتفاق على اسم رئيس الوزراء المقبل وطريقة تعيينه.

وانعقد البرلمان آخر مرة في 23 يوليو/ تموز. وبعد أيام قليلة من ذلك، اقتحم أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مجلس النواب قبل أن يعتصموا لمدة شهر في حدائقه.

وبلغ التوتر ذروته أواخر أغسطس عندما وقعت اشتباكات بين مناصري الصدر وعناصر من الجيش والحشد الشعبي (تحالف فصائل موالية لإيران باتت منضوية في أجهزة الدولة وتعارض التيار الصدري سياسيًا). وقتل في هذه المعارك أكثر من ثلاثين من مناصري التيار الصدري، حسب وكالة "فرانس برس".

ويتصاعد الخلاف اليوم في العراق بين معسكرين الأول بزعامة مقتدى الصدر الذي يطالب بحل فوري لمجلس النواب المكون من 329 نائبًا وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة بعدما سحب 73 نائبًا، أما الآخر، فيتمثل بالإطار التنسيقي وهو تحالف من الفصائل الشيعية الموالية لإيران الذي يسعى إلى تشكيل حكومة قبل إجراء أي انتخابات.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close