وسط توقعات بتجاهل دعوتها.. أوكرانيا تؤكد على العضوية الكاملة في الناتو
طالبت أوكرانيا اليوم الثلاثاء بعضوية "كاملة" في حلف شمال الأطلسي، مشيرة إلى أن ذلك سيكون الضمانة الحقيقية الوحيدة للأمن في مواجهة الهجوم الروسي، وذلك قبيل اجتماع مقرر لوزراء خارجية "الناتو".
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان: "نحن مقتنعون بأن الضمانة الحقيقية الوحيدة للأمن بالنسبة لأوكرانيا والرادع لأي عدوان روسي آخر ضد أوكرانيا وبلدان أخرى، هي عضوية أوكرانيا الكاملة في الناتو".
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022 تشن روسيا هجومًا عسكريًا على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخًلا" في شؤونها.
توقعات بتجاهل حلف الناتو دعوة أوكرانيا لعضويته سريعًاوجاءت مطالبة كييف، في وقت يقول فيه دبلوماسيون إن من المستبعد إلى حد كبير أن يستجيب حلف الناتو لدعوة أوكرانيا للانضمام لعضويته في اجتماع اليوم الثلاثاء مما يبدد آمال كييف في الحصول على دفعة سياسية في الوقت الذي تواجه فيه صعوبات في ساحة القتال وتنتظر عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
وفي رسالة إلى نظرائه في حلف شمال الأطلسي قبل الاجتماع، قال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها إن الدعوة من شأنها أن تزيل واحدة من الحجج الرئيسية التي تستخدمها روسيا لشن حربها، وهي منع أوكرانيا من الانضمام إلى الحلف.
لكن لا توجد أي مؤشرات على توفر التوافق المطلوب بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي وعددها 32 دولة لاتخاذ مثل هذا القرار في اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل، حسبما قال دبلوماسيون تحدثوا شريطة عدم كشف هوياتهم لوكالة "رويترز".
وقال دبلوماسي كبير في حلف شمال الأطلسي أمس الإثنين: "سوف يستغرق الأمر أسابيع وشهورًا للتوصل إلى إجماع. لا أرى أن هذا سيحدث غدًا، وسوف أشعر بمفاجأة كبيرة".
وأفاد مسؤول أميركي كبير أن الاجتماع سيركز على زيادة الدعم لأوكرانيا حتى تكون في أقوى وضع ممكن العام المقبل "عند الدخول في مفاوضات محتملة".
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته: "إن أفضل طريقة للقيام بذلك هي زيادة الأموال والذخائر والحشد".
وأمس الإثنين، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حزمة أسلحة جديدة لأوكرانيا بقيمة 725 مليون دولار.
دفاع مشتركبدورها، ترى أوكرانيا أن عضوية حلف شمال الأطلسي هي الضمان الأفضل لأمنها مستقبلًا. فبموجب المادة الخامسة من معاهدة الدفاع المشترك لحلف شمال الأطلسي، يتفق الأعضاء على التعامل مع أي هجوم على أحد أعضائه باعتباره هجومًا على الجميع، كما يتفقون على مساعدة بعضهم البعض.
والجمعة، اقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز"، أن وضع الأراضي التي تسيطر عليها حكومته حاليًا "تحت مظلة حلف شمال الأطلسي" من شأنه أن يوقف "المرحلة الساخنة" من الحرب.
وتأتي تعليقاته بينما تواجه فيه أوكرانيا شتاء قاسيًا على ساحة المعركة، مع تقدم القوات الروسية في الشرق واستهداف الغارات الجوية الروسية لشبكة الطاقة المتعثرة في البلاد.
وفي حين أعلن حلف شمال الأطلسي أن أوكرانيا ستنضم إلى صفوفه وأن طريق البلاد إلى عضوية الحلف "لا رجوع فيه"، فإنه لم يصدر دعوة أو يحدد جدولًا زمنيًا للعضوية.
وأي قرار من هذا القبيل سوف يعتمد في المقام الأول على القوة المهيمنة في حلف شمال الأطلسي، أي الولايات المتحدة، وبالتالي فإن هذا القرار سوف يكون قريبًا من اختصاص ترمب، عندما يعود إلى منصبه كرئيس للولايات المتحدة الشهر المقبل.
ويدرك مسؤولو إدارة الرئيس الحالي جو بايدن أن أي خطوة كبرى بشأن أوكرانيا ينبغي أن تحظى بدعم الحكومة القادمة لضمان أن يكون لها تأثير دائم.
وكان ترمب انتقد حجم المساعدات الأميركية المقدمة لكييف، وقال إنه سينهي الحرب في يوم واحد. لكنه لم يحدد خطة مفصلة لكيفية التعامل مع الصراع.
وعبرت بعض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، مثل المجر، علنًا عن معارضتها لانضمام أوكرانيا إلى الحلف.
لكن دولًا أخرى أشارت أيضًا إلى أنها لا تعتقد أن الوقت مناسب، مثل الحكومتين الأميركية والألمانية الحاليتين، بحسب دبلوماسيين.