الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

وسط حديث عن يورانيوم قريب لإنتاج قنبلة ذرية.. غروسي يصل إلى طهران

وسط حديث عن يورانيوم قريب لإنتاج قنبلة ذرية.. غروسي يصل إلى طهران

Changed

تقرير سابق يتناول اتهام الوكالة الذرية لطهران بتخصيب يورانيوم بنسبة قريبة لتلك المعتمدة في الأسلحة النووية (الصورة: الأناضول)
أفادت الوكالة الذرية بأنه جرى اكتشاف جزئيات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 83,7%، أي أقل بقليل من 90% اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية في مصنع فوردو.

وصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي اليوم الجمعة إلى طهران لعقد اجتماعات رفيعة المستوى حول برنامج إيران النووي، وذلك بعد اكتشاف جزيئات من اليورانيوم المخصّب بمستوى قريب من صنع قنبلة ذرية.

وبحسب تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن الزيارة تأتي وسط مناقشات مع طهران حول منشأ جزيئات اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 83.7%، وهي نسبة قريبة جدًا من تلك المطلوبة لصنع أسلحة نووية.

تطورات غير مسبوقة

وكان في استقبال غروسي في المطار المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، ومن المقرّر أنّ يلتقي خلال الزيارة التي تستغرق يومين، مدير المنظمة محمد إسلامي، ومسؤولين إيرانيين آخرين، بمن فيهم الرئيس إبراهيم رئيسي.

وبحسب تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء الماضي، فقد جرى اكتشاف جزئيات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 83,7%، أي أقل بقليل من 90% اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية، في مصنع فوردو الواقع تحت الأرض على بعد مئة كيلومتر جنوبي العاصمة طهران.

وبرّرت إيران التي تنفي رغبتها في حيازة السلاح النووي الأمر بالإشارة إلى "تقلّبات لا إرادية" أثناء عملية التخصيب، مؤكدة في الوقت ذاته "عدم قيامها بأي محاولة للتخصيب بما يتجاوز 60%".

وفي السياق، أفاد محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أمس الأربعاء أن نسبة نقاء إنتاج إيران تبلغ 60%، بحسب وسائل الإعلام الرسمية.

وكانت فرنسا قد وصفت أمس الخميس "التطورات غير المسبوقة" فيما خص هذا الملف بأنّها "مقلقة للغاية".

وسيسعى رفايل غروسي خلال زيارته إلى الحصول على "وصول أقوى إلى الموقع ورفع عدد عمليات التحقّق"، وفقًا لمصدر دبلوماسي في فيينا.

وأوضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ غروسي سيتحدّث بعد ذلك إلى الصحافة لدى عودته إلى فيينا في نهاية يوم السبت.

احتمالية استئناف المفاوضات

وتأتي هذه الزيارة القصيرة بعد عام على الزيارة الأخيرة للدبلوماسي الأرجنتيني إلى طهران في آذار/ مارس 2022، في الوقت الذي بدا فيه من المحتمل التوصّل إلى اتفاق لاستئناف المفاوضات بين الدول الكبرى وطهران بشأن الملف النووي الإيراني.

ولكن في سياق جيوسياسي متقلّب بفعل الحرب في أوكرانيا، ضاعت هذه الفرصة. ومنذ ذلك الحين، تتزايد المخاوف في الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل، بشأن تقدّم إيران باتجاه إنتاج قنبلة نووية.

بالتالي، يتمثّل طموح الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في "إعادة إطلاق الحوار" بعد أشهر على توقفه، في الوقت الذي تتراجع إيران تدريجيًا عن موجبات الاتفاق المبرم في العام 2015 للحدّ من أنشطتها النووية.

وتعثرت المفاوضات النووية بين طهران والقوى الكبرى لإحياء اتفاق عام 2015، حيث بدأت المفاوضات في أبريل/ نيسان 2021 في فيينا، لكنها توقفت منذ أغسطس/ آب 2022 في سياق توترات متزايدة.

وصل الاتفاق إلى طريق مسدود منذ انسحاب الولايات المتحدة منه في العام 2018 بقرار من الرئيس السابق دونالد ترمب.

وتأمل طهران في أن يؤدي رفع العقوبات الدولية القاسية، ولو جزئيًا، إلى انتعاش اقتصادها المنهك خصوصًا بسبب نقص الاستثمارات الأجنبية.

وفي سباقها التكنولوجي، تضاعف طهران عدد أجهزة الطرد المركزي في مواقعها المنتشرة في البلاد، كما تواصل تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية.

وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد ندد في اجتماعه الأخير في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 بعدم تعاون إيران في ما يتعلق بآثار يورانيوم مخصب عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.

من جهته، أعرب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز أخيرًا، عن قلقه حيال التقدّم المفاجئ للبرنامج النووي الإيراني، معتبرًا أنّ الإيرانيين لا يحتاجون سوى إلى بضعة أسابيع لبلوغ نسبة 90% من التخصيب، "إذا قرّروا تجاوز هذا السقف".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close