الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

وسط دعوات لتصعيد المقاومة.. آلاف الفلسطينيين يودعون شهداء جنين الأربعة

وسط دعوات لتصعيد المقاومة.. آلاف الفلسطينيين يودعون شهداء جنين الأربعة

Changed

تقرير لـ"العربي" حول عملية الاحتلال في مخيم جنين والتي أسفرت عن استشهاد 4 فلسطينيين (الصورة: وسائل التواصل)
دعا والد الشهيدين عبد الرحمن ورعد حازم إلى توحيد المقاومة والفصائل في جنين، فيما أكدت حركة حماس أن عمليات الاغتيال "الجبانة" لن تمرّ مرور الكرام.

شيع آلاف الفلسطينيين اليوم الأربعاء، جثامين أربعة شبان قضوا برصاص الاحتلال أثناء اقتحام مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وندد المشاركون خلال التشييع بجريمة الاغتيال الجديدة، مطالبين المقاومين بالرد والثأر، حسبما ذكرت وسائل وإعلام فلسطينية.

ونعت فصائل فلسطينية الأربعاء، شهداء جنين، مؤكدة ضرورة تصعيد المقاومة للرد على جريمة الاحتلال، ووقف التنسيق الأمني.

واليوم الأربعاء، استشهد 4 فلسطينيين على أطراف مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، بعد محاصرة قوات الاحتلال منزلًا كان يتواجد فيه عبد الرحمن حازم شقيق الشهيد رعد منفذ عملية شارع "ديزنغوف" في "تل أبيب" قبل نحو ستة أشهر.

وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن شهداء جنين هم: عبد الرحمن فتحي حازم، ومحمد محمود ألوّنة، وأحمد نظمي علاونة، ومحمد أبو ناعسة، مشيرة إلى وقوع 44 إصابة، وُصفتْ إصابات بعضهم بالخطيرة.

وإثر ذلك، عم الإضراب الشامل، اليوم الأربعاء، عدة محافظات في الضفة، حدادًا على أرواح شهداء جنين الأربعة، الذين قضوا في هجوم الاحتلال الإسرائيلي على مخيم جنين.

وتعقيبًا على استشهاد نجله عبد الرحمن برصاص الاحتلال، دعا والد الشهيدين (عبد الرحمن ورعد حازم) إلى توحد المقاومة والفصائل في جنين.

وقال في مقطع فيديو تم تداوله بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي: "إن المخيم أمانة في أعناقكم، ووحدة المخيم أمانة في أعناقكم ووحدة الفصائل، إياكم أن تضيعوها هذا الصف، إياكم أن تنكسر".

"الإدانات وحدها لا تكفي"

في غضون ذلك، ندد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، بقتل الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين الأربعة في جنين.

وقال في بيان: إن "الاحتلال الإسرائيلي ما يزال يعبث بالأمن والاستقرار ويرتكب المجازر بحق شعبنا".

وفيما رأى أن "هذا التصعيد الخطير لن يعطي شرعية وأمنا واستقرارا لإسرائيل"، شدد على أن "الإدانات وحدها لا تكفي، لأن الاحتلال يصر على تجاوز الخطوط الحمر".

بدورها دعت حركة "فتح"، إلى "الزحف نحو نقاط التماس مع الجيش الإسرائيلي"، ردًا على استشهاد الفلسطينيين الأربعة.

وأضافت في بيان أن "اليوم هو يوم غضب وتصعيد على كافة نقاط الاشتباك، وإضراب شامل في كافة محافظات الوطن".

وشددت على إن "جريمة الاحتلال اليوم في جنين تصعيد خطير، يفتح أبواب معركة شاملة في ميادين المواجهة".

وفي ردود الفعل، أكدت حركة "حماس" أن "عمليات الاغتيال الجبانة لن تمرّ مرور الكرام، ولن تجلب للعدو أمنًا مزعومًا".

وذكرت أن "شعبنا الذي أعلن الاستنفار لحماية المسجد الأقصى المبارك وصدّ العدوان، مستمر في مقاومته بكل الوسائل، وفاء لدماء الشهداء، وانتصارًا لحقوقنا الوطنية، فدماء الشّهداء هي شعلة الغضب وفتيل الثورة المتصاعدة، حتى دحر الاحتلال عن أرضنا".

وأضافت أن "هذه الجريمة الصهيونية التي تستهدف عائلة الشهيد رعد حازم بطل عملية إطلاق النار في تل أبيب، ما هي إلا محاولة يائسة للانتقام من العائلة والتغطية على فشل منظومة الاحتلال الأمنية أمام تصاعد المقاومة".

جريمة إرهابية جديدة

من جانبه، قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي في بيان: "إن الاحتلال ارتكب جريمة إرهابية جديدة ضمن جرائمه وإرهابه بحق شعبنا وأرضنا، وارتقى خلالها عدد من الشهداء من خيرة أبناء شعبنا وشبابه الأحرار في جنين".

وذكر أن "ارتقاء الشهداء جاء في ذكرى اقتحام المسجد الأقصى المبارك قبل 22 عامًا، ليؤكد الشعب الفلسطيني أن مسيرة المقاومة ماضية مهما بلغت التضحيات".

وشدد على أن إرادة المقاومة الفلسطينية لن تقبل الاستسلام وستواصل تصديها لجرائم الاحتلال وستواجه العدوان بكل إصرار، وهي متمسكة بسلاحها ونهجها الثابت.

وأكدت الجهاد أن "دماء الشهداء الأبرار لن تضيع هدرًا، ومقاومة شعبنا المتصاعدة بقوة لن تتهاون أمام تلك الجرائم والاعتداءات التي تستهدف شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".

شهداء جنين الأربعة الذين قضوا خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي
شهداء جنين الأربعة الذين قضوا خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي (الصورة: وسائل التواصل)

من جهتها، أكدت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين "أن جريمة الاحتلال في جنين اليوم، تثبت للقاصي والداني أن هذا الاحتلال الذي يمارس الإرهاب بشتى أشكاله ضد شعبنا الفلسطيني لا يخضع إلّا للغة القوّة".

وأضافت في بيان أن جريمة جنين تؤكد أن المقاومة هي القادرة على الوقوف في وجه هذه الجرائم.

واعتبرت أن الاشتباك الذي أقدم عليه الشهداء، هو الصورة المشرقة للشعب الفلسطيني ونضاله العادل ضد جرائمه المستمرة، والتي ستحفظها الأجيال كنقيض دائم في وجه كل الدعوات الاستسلاميّة الانهزاميّة المطالبة بنزع سلاح المقاومة.

وجددت الجبهة دعوتها للسلطة بالوقف الفوري للتنسيق الأمني وكل أشكال العلاقات والتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وإلى اعتماد لغة المواجهة الشاملة جنبًا إلى جنب مع أبناء الشعب ضد هذا الاحتلال.

وقف التنسيق الأمني

بدورها، شددت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين "على أن الاحتلال واهم إن اعتقد أن جرائمه وعدوانه المتواصل بإمكانها أن توقف نضالات شعبنا ومقاومته الشاملة".

وأضافت في بيان صحافي "أن شعبنا وصل لقناعة أنه لا طريق لاقتلاع الاحتلال والاستيطان إلا بالمقاومة الشعبية الشاملة".

ودعت الجبهة "سلطة الحكم الإداري الذاتي وقيادتها السياسية إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية والسياسية والأخلاقية، لوقف التنسيق الأمني المعيب وطنيًا، والتحرر من أية قيود والتزامات نحو سلطة الاحتلال والولايات المتحدة، وتحمل مسؤولية حماية شعبنا في مواجهة قوات الاحتلال وجرائمه".

وأكدت أن "غياب الفعل العملي من السلطة لحماية شعبنا من شأنه أن يعمّق الانفصال بينها وبين أبناء شعبنا في مواجهاتهم اليومية للاحتلال والاستيطان".

ودعت لتوفير عناصر الصمود للشعب الفلسطيني في مقاومته في أنحاء الضفة الفلسطينية وفي القلب منها القدس.

الاتحاد الأوروبي "قَلِق"

إلى ذلك، أعرب الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، عن قلقه من تصاعد العنف في جنين، مع استمرار توغلات الجيش الإسرائيلي، واصفًا الوضع في الضفة الغربية بأنه هش للغاية.

وقال مكتب الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية في تغريدة على تويتر إنه "يأسف للخسائر في الأرواح، ويُقلقه تصاعد العنف اليوم في جنين في أعقاب توغلات الجيش الإسرائيلي، التي أسفرت عن مقتل العديد من الفلسطينيين وإصابة ما لا يقل عن 40 آخرين".

وأضاف"يجب على جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في استخدام القوة المميتة لمنع الخسائر في الأرواح، وتجنب تأجيج التوترات في الضفة الغربية في وضع هش للغاية بالفعل".

وشدد الاتحاد على وجوب أن "يتوقف العنف على الفور".

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close