الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

وسط دعوات للمقاطعة.. تونس تشهد أول انتخابات برلمانية في ظل الدستور الجديد

وسط دعوات للمقاطعة.. تونس تشهد أول انتخابات برلمانية في ظل الدستور الجديد

Changed

ناقشت فقرة ضمن "الأخيرة" مجريات الانتخابات البرلمانية التونسية في ظل دعوات واسعة للمقاطعة (الصورة: غيتي)
بدت الحملة الانتخابية التي استمرت ثلاثة أسابيع باهتة، حيث كان ظهور المرشحين خلالها محدودًا، ومن دون أن يطغى عليها أي طابع تنافسي.

وسط دعوات لمقاطعة واسعة من أحزاب ومنظمات مدنية، فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في تونس، اليوم السبت، لانتخاب برلمان جديد.

وهذه الانتخابات هي أول انتخابات برلمانية في ظل الدستور الجديد الذي وضعه الرئيس قيس سعيد، في ظل ما يقول إنها "إصلاحات ضرورية".

وجدّدت حركة النهضة دعوتها إلى مقاطعة ما وصفتها بـ"مهزلة" الانتخابات البرلمانية.

وعبّرت النهضة، في بيان، عن تفهّمها لرفض الاتحاد الأوروبي مراقبة هذه الانتخابات "لأنه لا يريد أن يكون شاهد زور"، داعية القوى الوطنية إلى "تنسيق جهودها لتحرير تونس من الانقلاب وبناء مؤسساتها الديمقراطية".

ورأت أن تأجيل صندوق النقد الدولي النظر في طلب تونس بإقراضها هو نتيجة حتمية للانقسام السياسي الحاد.

انتخابات باهتة

وبدت الحملة الانتخابية التي استمرت ثلاثة أسابيع باهتة، حيث كان ظهور المرشحين خلالها محدودًا، ومن دون أن يطغى عليها أي طابع تنافسي؛ بينما غاب عنها السجال الانتخابي في وسائل الإعلام.

ويتكوّن البرلمان الجديد من 161 نائبًا. وسيحلّ محل البرلمان السابق الذي جمّد سعيّد أعماله في 25 يوليو/ تموز 2021، وحلّه لاحقًا محتكرًا السلطات في البلاد، مبررًا قراره آنذاك بالانسداد السياسي وتواصل الأزمات السياسية في البلاد، إثر خلافات متكررة بين الأحزاب في البرلمان.

لكن هذا البرلمان الذي سيتمّ إعلان نتائج انتخابه بعد دورة ثانية بين فبراير/ شباط ومارس/ آذار المقبلين، سيكون مجرّدًا من السلطات استنادًا إلى الدستور الجديد الذي تمّ إقراره إثر استفتاء شعبي في يوليو الماضي، ولم يشارك فيه نحو 70% من الناخبين.

وقال الخبير السياسي حمادي الرديسي إنه بموجب هذا الدستور "لن يكون بوسع نواب البرلمان إقالة الرئيس، ولا إسقاط الحكومة، إلاّ بتوفر شروط من الصعب جدًا تحقيقها".

وينص القانون الانتخابي الجديد على الاقتراع الفردي ويحل محل انتخاب اللوائح، ما يضعف مشاركة الأحزاب السياسية في الانتخابات. وقد نتج عن ذلك ترشح شخصيات غير معروفة غالبيتها بدون انتماءات سياسية.

وترشّح للانتخابات 1085 شخصًا غالبيتهم غير معروفين.

وذكر "المرصد التونسي للانتقال الديمقراطي"، أن نصف المرشحين أساتذة (نحو 26%) وموظفون حكوميون بمستوى متوسط (نحو 22%).

من جهتها، قرّرت منظمة "بوصلة"، التي تراقب النشاط البرلماني في البلاد منذ 2014، عدم مواصلة عملها الرقابي على البرلمان، مبررة قرارها برفضها أن تكون "شاهد زور على برلمان كرتوني"، مضيفة أنها لا تريد "إضفاء الشرعية على هيئة وهمية يتم إنشاؤها فقط لدعم توجيهات الرئيس".

كما أعلن الاتحاد الأوروبي عدم مشاركته في مراقبة العملية الانتخابية.

وتبدو هذه الانتخابات مفصلية بالنظر إلى الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي في البلاد.

وبعد أن كان من المقرّر أن يعطي الضوء الأخضر الإثنين لمنح تونس قرضًا رابعًا على 10 سنوات (حوالي ملياري دولار)، أرجأ صندوق النقد الدولي قراره إلى مطلع يناير/ كانون الثاني المقبل، بطلب من الحكومة التونسية التي لم يُغلق ملفها بالكامل.

"عنوان لمزيد من التأزيم"

وفي هذا الإطار، رأى جوهر بن مبارك، عضو "جبهة الخلاص الوطني"، أن هذه الانتخابات هي عنوان لمزيد من التأزيم السياسي الذي سيعمّق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.

وقال بن مبارك، في حديث إلى "العربي"، من تونس، إن الجو التنافسي الانتخابي مفقود في ظل عدم اكتراث شعبي بالاقتراع، وعدم مشاركة معظم الأطياف السياسية في العملية الانتخابية، ناهيك عن مقاطعة المجتمع الدولي للانتخابات.

وأكد أن هذه الانتخابات تنقصها الكثير من الشفافية والمصداقية، إذ إن هيئة الإشراف على الانتخابات هيئة معينة من قبل سعيّد، وهي غير مستقلّة ولا محايدة، ناهيك عن خرق الصمت الانتخابي من قبل المرشّحين.

"إصلاح العملية السياسية من الداخل"

في المقابل، اعتبر محمد المسيليني، عضو المكتب السياسي لحركة "الشعب"، أن هذه الانتخابات ستكون مرحلة مهمة في هذا المسار الاستثنائي وتُنهيه بالذهاب إلى استقرار مؤسسات الدولة.

وأشار المسيليني، في حديث إلى "العربي"، من تونس، إلى ازدواجية في الخطاب السياسي للأحزاب الداعية لمقاطعة الانتخابات، مضيفًا أن الرئيس هو جزء من هذه العملية الانتخابية.

وأضاف أنه رغم انتقاد المسار السياسي للرئيس سعيّد، فإن العملية السياسية جارية، فإما أن نصلحها من الداخل أو نذهب إلى إسقاطها وهو ما لا يُمكن القيام به الآن.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close