بينما تتصاعد الاحتجاجات لمنع توقيفه، أمرت محكمة لاهور العليا بوقف عملية القبض على رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان حتى العاشرة من صباح الغد بالتوقيت المحلي.
وكانت الصدامات بين الشرطة وأنصار خان تواصلت، اليوم الأربعاء، في مدينة لاهور الواقعة شمال شرقي البلاد، لعرقلة عمل الشرطة التي تسعى لاعتقاله وإجباره على المثول أمام المحكمة بتهم فساد.
وحاصر المئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب، مدعومين بخراطيم المياه وناقلات الجند المدرعة، مقر إقامة عمران خان في أحد أحياء لاهور الراقية خلال الـ24 ساعة الماضية.
منع الاعتقال
وحالت مقاومة أنصار السياسي الباكستاني دون تنفيذ مذكرة الاعتقال الصادرة بحقه عن محكمة مقاطعة إسلام أباد في قضية تتعلق بعمليات شراء وبيع غير قانونية مزعومة للهدايا التي قدمتها شخصيات أجنبية لعمران خان أثناء وجوده في السلطة.
في ثاني محاولة لاعتقاله.. أنصار رئيس الوزراء الباكستاني السابق #عمران_خان يمنعون الشرطة من تنفيذ الحكم، ما تسبب في اشتباكات بينهم خلفت جرحى من الجانبين، وعمران خان يُعلن موافقته المثول أمام المحكمة في 18 مارس/ آذار #باكستان pic.twitter.com/k71HtaFvZH
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) March 15, 2023
وكانت اشتباكات مماثلة قد وقعت الأسبوع الماضي، فيما قال نائب المفتش العام للشرطة سيد شاه زاد نديم للصحفيين: "جئنا إلى هنا فقط امتثالًا لأمر المحكمة".
وأضاف أن أعضاء من حركة الإنصاف الباكستانية التي ينتمي إليها خان بدأوا برشق الشرطة بالحجارة والطوب، وردًا على ذلك وجهت الشرطة مدفع مياه نحوهم واستخدمت الهراوات مع بعضهم.
وفي السياق، عبّر خان عن استعداده لتقديم تعهد ضمني بأنه سيمثل أمام القضاء في الثامن عشر من الشهر الجاري، بعدما أصدرت محكمة ابتدائية في العاصمة مذكرة بتوقيفه.
والأسبوع الماضي، قالت الشرطة في بيان إن "ضابطًا دخل منزل خان لتسليم أمر الاعتقال الصادر عن المحكمة، إلا أن رئيس الوزراء الباكستاني السابق، الذي كان يتعافى من إصابة بطلق ناري لم يكن هناك".
كيف علق رئيس الوزراء الباكستاني السابق #عمران_خان على قرار اعتقاله؟ #باكستان pic.twitter.com/0c6wyrhTtf
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 15, 2023
ضغوط على خان
وقال مراسل "العربي" من إسلام أباد، بلال الأسطل، إن رضوخ عمران خان للمثول أمام المحكمة بقضية ما يعرف بـ"بيع هدايا" تعود ملكيتها للدولة الباكستانية، يأتي إثر الضغوط التي واجهها بعدما طوقت القوى الأمنية مكان إقامته في لاهور، إضافة لوقوع إصابات في صفوف القوى الأمنية، وكذلك بين أعضاء حركة الإنصاف الباكستانية.
وأضاف أن خان كان يرفض المثول أمام المحكمة لاعتقاده أنها قضية ملفقة ضده، وقال مرارًا إن الهدايا التي تلقاها أودعها في خزينة الدولة الباكستانية.
وأشار مراسلنا، إلى أن "الضغوط المتزايدة من قبل الشرطة دفعت خان للقبول بمثوله أمام المحكمة التي عادة ما يحضرها أنصاره بالآلاف، وبالتالي قد تشهد البلاد اشتباكات جديدة إذا ما أقدمت السلطات على اعتقاله".
ولفت إلى أنّ "الأمور بدأت تتجه نحو الهدوء بعد تصريح خان حول المحكمة، حيث تراجعت القوات الأمنية من قرب مقر إقامته وسط بقاء أنصاره متجمهرين لمنع اعتقاله".
