Skip to main content

وسط صعوبات النزوح مجددًا.. أوامر إخلاء إسرائيلية لأهالي مدينة غزة

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025
ألقت القوات الإسرائيلية منشورات جوا تأمر فيها السكان بإخلاء مدينة غزة، وقصفت أبراجًا سكنية وسوتها بالأرض في الأيام القليلة الماضية- رويترز

تساقطت منشورات إسرائيلية على الفلسطينيين، الذين يعيشون وسط أنقاض مدينة غزة، اليوم الثلاثاء، تأمرهم بإخلاء المدينة، بعد أن قالت تل أبيب إنها على وشك شن هجوم على المنطقة بزعم القضاء على حركة حماس مما أثار حالة من الذعر والارتباك بين السكان.

ويتوقع سكان المدينة، البالغ عددهم زهاء مليون نسمة، هجومًا شرسًا منذ أسابيع، بعد أن وضعت الحكومة الإسرائيلية خطة لاحتلال المدينة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "أقول لسكان غزة: اغتنموا هذه الفرصة وأصغوا إليّ جيدًا: تم تحذيركم، غادروا الآن!"، حسب قوله.

وألقت القوات الإسرائيلية منشورات جوًا تأمر فيها السكان بإخلاء مدينة غزة، وقصفت أبراجًا سكنية وسوتها بالأرض في الأيام القليلة الماضية.

"لا يوجد أي مكان آمن"

وأثارت أوامر الإخلاء مخاوف سكان مدينة غزة. وقال بعضهم إنه لا خيار أمامهم سوى المغادرة إلى الجنوب، بينما قالت الغالبية العظمى إنها ستبقى في المدينة لأنه لا يوجد أي مكان آخر آمن. ولا يوجد أي مؤشرات حتى الآن على نزوح جماعي. وشاع القلق في منطقة خيام بمدينة غزة تؤوي مرضى سرطان نازحين.

وقال مريض اسمه باجس الخالدي: "ولا مكان، لا في الشمال ولا في الجنوب ولا شي، صرنا محاصرين تمامًا".

ويشكل النزوح مشكلة كبيرة للفلسطينيين الذين يخشون من أن نتنياهو وحلفاءه من اليمين المتطرف في الحكومة يريدون تكرار "النكبة" عندما نزح مئات الآلاف أو طُردوا خلال حرب عام 1948 التي شهدت قيام إسرائيل.

واتهمت أكبر مجموعة من خبراء الإبادة الجماعية في العالم وكيانات أخرى إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية خلال حملتها العسكرية المستمرة منذ ما يقرب من عامين في القطاع والتي تقول السلطات الصحية في غزة إنها أسفرت عن استشهاد أكثر من 64 ألف فلسطيني.

وأعلنت السلطات الصحية في غزة أنها لن تخلي المستشفيين الرئيسيين العاملين في مدينة غزة، وهما الشفاء والأهلي، موضحة أن الأطباء لن يتركوا المرضى دون رعاية.

ونزح سكان غزة مرات عدة منذ بدء الحرب وتحول معظم القطاع إلى ركام مع تفاقم أزمة الجوع كثيرًا في الشهور القليلة الماضية.

"تفاقم المحنة الإنسانية"

وأصدر الجيش الإسرائيلي تعليمات لسكان مدينة غزة بالانتقال إلى ما يصنفها "منطقة إنسانية" في المواصي الساحلية جنوبًا، وهي منطقة مكتظة بالفعل لجأ إليها آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون في خيام. وتقصف إسرائيل الجنوب بانتظام.

وقالت أم صامد، وهي أم لخمسة أطفال تبلغ من العمر 59 عامًا، إن الاختيار الآن ما بين "تبقى ونموت في مدينة غزة ولا نرد على أوامر إسرائيل وننزح من غزة وبعدها نموت في الجنوب".

ويقول منتقدون دوليون إن خطة إسرائيل، التي تتضمن إخلاء القطاع بأكمله من السلاح مع السيطرة الأمنية عليه، قد تفاقم المحنة الإنسانية لسكانه البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة والذين يتعرضون لخطر المجاعة.

وأثارت خطة الهجوم على مدينة غزة قلقًا داخل إسرائيل، وتراجع التأييد الشعبي للحرب.

ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، حذرت القيادة العسكرية الإسرائيلية نتنياهو من توسيع نطاق الحرب. وتخشى عائلات الأسرى الإسرائيليين وأنصارهم من أن يعرض الهجوم المحتجزين للخطر.

ويقول نتنياهو إن التحرك للقضاء على حماس يصب في مصلحة إسرائيل ويحميها من أي هجمات أخرى، حسب زعمه.

وقال نتنياهو إنه لا خيار أمام إسرائيل سوى إكمال المهمة وهزيمة حماس لأنها ترفض إلقاء سلاحها. وتؤكد الحركة الفلسطينية أنها لن تتخلى عن سلاحها إلا في حالة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ولن تطلق سراح كل الأسرى قبل التوصل إلى اتفاق على إنهاء الحرب.

المصادر:
رويترز
شارك القصة