الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

وسط عزوف شباب المغرب عن الزواج.. مكتب يقدم خدمات العثور على الشريك

وسط عزوف شباب المغرب عن الزواج.. مكتب يقدم خدمات العثور على الشريك

Changed

"العربي" يلقي الضوء على تقديم خدمات التزويج والخطبة في المغرب (الصورة: غيتي)
يسجل أول مكتب متخصص في تقديم خدمات التزويج والخطبة بالمغرب، ما معدله 20 قرانًا في الشهر.

في سابقة بالمجتمع المغربي، يستقبل مكتب متخصص في تقديم خدمات التزويح، الشباب والفتيات ليحصل منهم على مواصفات شريك حياتهم، ومن ثم يبحث عنها ليتم مطابقتها مع قاعدة البيانات الموجودة لدى الشركة.

وبعد مطابقة المعلومات، يدبر مكتب خدمات تيسير الزواج لقاءات بين الطرفين في أفق مساعدة الفئة الشابة في المغرب على الارتباط بأشخاص وفق المعايير والصفات المناسبة لهم.

ويحترم المكتب خصوصية كل زبون، وتُسهل عملية البحث عن الشريك وسط شروط صارمة على حد قول من جربوا هذه الخدمة.

واللافت، هو أن مكاتب تيسير الزواج المعدودة على أصابع اليد ليست بالأمر المعتاد في المجتمع المغربي، إنما المقبلون عليها يعدون بمئات الآلاف، بينما تناهز الزيجات المنعقدة عن طريقهم العشرات شهريًا.

فهذه الزيجات نجحت بعد سلسلة لقاءات بإشراف خبراء هذه المكاتب، بناءً على تحليل معايير كل شريك وتحديد متطلباته.

في هذا الخصوص، تقول سكينة أكزو خبيرة تطوير العلاقات الزوجية في مكتب "زواج سنتر" أنهم يساعدون الأشخاص الجديين وفي العمر المناسب للزواج للقاء نصفهم الآخر.

وتضيف لـ"العربي": "استطعنا أن نعثر على أكثر من 300 ألف مغربي يريدون الزواج على سنة الله ورسوله، بمعدل 20 عقد قران في الشهر".

70% من الشباب من دون زواج

أما نسبة الشباب المغاربة العازفين عن الزواج فتصل إلى الـ 70%، وفق آخر تقرير للمرصد الوطني للتنمية البشرية، فيما كانت نسب العزاب قبل 8 أعوام لا تتجاوز الـ 40%.

فتكاليف المعيشة مع عدم الاستقرار الاقتصادي، أكثر العقبات التي تحول دون تكوين الشباب عش الزوجية، ليصبح البحث عن شريك الحياة استثمارًا بالنسبة لكثيرين، مع تزايد أعداد العزاب وتغير معالم المجتمع في ظل الاتجاه نحو الرقمنة، فظهرت مئات التطبيقات للتعارف والالتقاء تحت شعار "الشريك بنقرة زر". 

ومن الرباط يشرح فيصل طهاري المحلل النفسي والخبير الأسري، أن مثل هذه المكاتب ربما تكون جديدة في المغرب إلا أنها قديمة العهد في كثير البلدان العربية منها والأوروبية.

ويرى الخبير، أن هذه الوكالات تحاول ما يمكنها عليه لتسهيل التواصل بين شاب وفتاة قد يتفقان على نمط شخصية واحد أو على أهداف معينة سواء المهنة، أو العلم، أو العائلة، وغيرها.

هل الزواج الهدف الأساسي في الحياة؟

إنما الإشكال بحسب طهاري فيكمن في البحث عن الزواج "بشكل تجاري" أي وكأن الفرد يبحث عن عمل ما، إذ أصبح الزواج بالنسبة للبعض هدفًا أساسيًا في الحياة، محذّرًا في هذا الصدد من أن المملكة المغربية تعاني من ارتفاع معدلات الطلاق نتيجة العلاقات الزوجية غير المتينة.

فتساءل المحلل النفسي في هذا الخصوص، عما إذا كانت مثل هذه الطرق للوصول إلى شريك حياة، ضمانة للاستمرار في العلاقة الزوجية وضمانة لبناء أسرة بالطرق السليمة.

ويضيف: "نعلم جيدًا أن المراحل للوصول إلى شريك الحياة تختلف من حيث الآليات والوسائل، لكن الأهم هو أنه خلال مرحلة التعارف والخطبة يجب على كل واحد أن يفهم شخصية الآخر واستيعاب الهدف من هذا الزواج".

ويتابع طهاري في حديثه مع "العربي": "الزواج ليس هدفًا في الحياة بقدر ما هو وسيلة للاستمرار في الحياة، والانتقال من حياة فردية إلى أخرى ثنائية.. فعندما لا نجد علاقة زوجية مبنية على المبدأ الصحيح.. فسنرى مع مرور الوقت تدهورًا في هذه العلاقة".

عقبات أمام الشباب المغربي

وعن النسب المرتفعة للعازفين عن الزواج بالمغرب، فيقول الخبير إنها ترجع إلى عاملين أساسيين: اجتماعي – اقتصادي، ونفسي.

فالعامل الاجتماعي مرتبط بتكاليف الحياة الباهظة بأبسط الأمور، والارتفاع الكبير في الأسعار خلال السنوات الأخيرة، ما يشكل عقبة أمام الشباب المغربي في الحصول على عمل ودخل كافٍ من أجل تكوين عائلة مستقلة ماديًا بشكل كامل، وفق طهاري.

ويكمل: "الحد الأدنى للأجور في المغرب لا يكفي أي شاب أو شابة للوصول إلى الزواج، والاستقلال عن بيت الأهل".

وعلى المستوى النفسي، فيوضح الخبير الأسري أن العديد من الشباب يتخوفون من الارتباط في ظل ارتفاع معدلات الطلاق في السنوات الأخيرة، فهناك من يخشى الدخول في علاقة قد تنتهي بالفشل.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close