Skip to main content

وسط قلق أميركي.. هل يتطور التصعيد بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة؟

الجمعة 14 يونيو 2024
أعلن حزب الله اللبناني جاهزيته على كل المستويات للرد على أي هجوم من قبل إسرائيل - غيتي

أكد حزب الله أن ما وُصف بـ"الهجوم الأوسع بالصواريخ والمسيّرات" على إسرائيل أنه رد على اغتيال أحد قادته الميدانيين في جنوب لبنان، ويأتي في إطار مسار الإشغال والمساندة.

وأسفر هذا الاستهداف عن حرائق بمواقع مختلفة في الجبهة الشمالية، فيما أعلن الحزب جاهزيته على كل المستويات للرد، بينما يقول منطقه العسكري إن الحرب في الشمال لن تهدأ، ما لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

فإسرائيل التي سبق وأعلن جيشها أن حكومة بنيامين نتنياهو تقترب من نقطة اتخاذ القرار بشأن الحرب مع لبنان، عادت اليوم وحمّلت بيروت وحزب الله وطهران مسؤولية تدهور الأمن وتتوعد بالتصعيد أكثر.

وأثار هذا التصعيد قلق واشنطن والتي كشف مسؤول كبير فيها أنها تسعى لمنع حرب شاملة، وأن هناك حاجة حقيقية لترتيبات محددة في الجبهة الشمالية، لتطرح هنا فكرة التصعيد بهدف خفض التصعيد في جغرافيا تملك كل أسباب التوتر.

فالإستراتيجية العسكرية في الشمال، وفق التصريحات، تقوم على خفض القدرات الميدانية والبشرية لحزب الله، وهذا ما تعكسه قائمة بنك الأهداف الإسرائيلية، فيما يذهب حزب الله لعمليات تكتيكية بأسلحة لم تكن ضمن قواعد الاشتباك ضمن منطق الإسناد، والإشغال الذي طرحه الحزب منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.

هل إسرائيل مستعدة لخوض حرب ضد حزب الله؟

وبشأن الأنباء التي وردت عن القناة 13 الإسرائيلية، والتي قالت إن وفدًا إسرائيليًا غادر إلى واشنطن لإجراء مباحثات عاجلة بشأن لبنان، أوضح الخبير بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت أن كابينت الحرب الإسرائيلي قد اتخذ قرارًا بعدم فتح جبهة ثانية مع لبنان، طالما أن الحرب مستمرة في غزة، مشيرًا إلى أن هذا القرار اتخذ أيضًا بمباركة ومشاركة من واشنطن.

وفي حديث لـ"العربي" من عكا، أضاف شلحت أن واشنطن غير معنية بفتح جبهة ثانية في لبنان، التي قد تتطور إلى حرب شاملة، وأنها ما زالت تمارس هذا التأثير على إسرائيل حتى الآن.

أسفر تصعيد حزب الله ضد إسرائيل عن حرائق بمواقع مختلفة في الجبهة الشمالية - غيتي

أشار أنطوان شلحت إلى أن مع ازدياد التصعيد في القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله في الآونة الأخيرة، ونتيجة لإجلاء نحو 100 ألف مستوطن، يظهر أن هناك قرارًا يلمح إليه في وسائل الإعلام الإسرائيلية بتوسيع العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، مع استهداف حزب الله ربما في عمق الأراضي اللبنانية.

وأوضح شلحت أن هذا القرار، لن يُنفذ إلا بعد انتهاء عملية التوغل البري في رفح، مشيرًا إلى أن العديد من التحليلات الإسرائيلية تشير إلى عدم استعداد تل أبيب، حتى في حال توقف الحرب في غزة، للانخراط في حرب شاملة ضد حزب الله.

وفيما يتعلق بالتهديد الإسرائيلي بتوسيع الاشتباكات في لبنان وبفتح حرب شاملة مع حزب الله، وفي ظل الأصوات الإسرائيلية التي تعبر عن مخاوف من خسارة الشمال، أشار شلحت إلى أن اتخاذ قرار بتوسيع الحرب مع حزب الله سيكون خاطئًا، وفقًا لآراء كثير من المحللين الإسرائيليين.

وأوضح أن إسرائيل غير قادرة حاليًا على فتح جبهة ثانية في الشمال، خاصة في ظل استمرار الحرب في غزة، وأنها غير مستعدة لمثل هذه الحرب في المنطقة الشمالية، بسبب الترسانة الضخمة التي يمتلكها حزب الله.

وأعرب شلحت عن اعتقاده أن عدم توسيع الحرب في الشمال حتى الآن ليس ناتجًا فقط عن قرار إسرائيلي داخلي، بل أيضًا ناتج عن تدخل أميركي صارم، حيث تمتلك الولايات المتحدة القدرة والنفوذ لمنع إسرائيل من توسيع هذه الحرب.

هل واشنطن معنية بتصعيد النزاع في الشرق الأوسط؟

من جهته، استبعد محلل الشؤون السياسية والدولية في معهد "كاتو" الأميركي دوغ باندو، أن تكون الإدارة الأميركية معنية بتصعيد النزاع في الشرق الأوسط، موضحًا أن الحرب على غزة تسببت بمشاكل كبيرة للرئيس الأميركي جو بايدن، خاصة مع قرب الانتخابات في البلاد، وقد أظهرت انقسامات كبيرة في الحزب الديمقراطي.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من واشنطن، أن بايدن يريد أن ينهي العنف القائم في الشرق الأوسط، كما أنه يرى أن توسيع النزاع في لبنان قد لا يتوقف هنا، مشيرًا إلى أن الرئيس الأميركي يتخوف من أن يسمح النزاع واسع النطاق بين إسرائيل وحزب الله بتدخل إيران، حينها سيكون من الصعب على واشنطن التدخل للدفاع عن إسرائيل.

وفيما أوضح أن الولايات المتحدة لا تتحكم بإسرائيل خاصة فيما يتعلق الأمر بغزة، وأنها لا تريد اتخاذ خطوات ملموسة لفرض الضغط على تل أبيب لتغيير سياستها، أكد باندو أنها الإدارة الأميركية لديها القدرة للضغط على نتنياهو، لكن بايدن ليس مستعدًا لذلك.

ولتجنب السيناريو الأسوأ، أوضح باندو أن واشنطن يمكنها القيام بأحد الأمرين، الأول إصدار البيانات والتحدث، أو فرض الضغط على إسرائيل، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تصدر حتى الآن بيانات، وتحاول إقناع تل أبيب بأن توسيع رقعة الحرب لن يكون مفيدًا، ولن يؤدي إلى الانتصار، وقد يؤدي أيضًا إلى تصاعد النزاع وتدخل إيران.

وأعرب باندو عن اعتقاده أن إيقاف الدعم العسكري الأميركي هو الطريقة الوحيدة لفرض ضغط حقيقي من واشنطن على تل أبيب.

كيف يُقرأ التصعيد على الجبهة الشمالية؟

الخبير العسكري والإستراتيجي العميد المتقاعد إلياس فرحات، أوضح من جهته، أن التصعيد الأخير الذي قام به حزب الله اقتصر على استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية، مشيرًا إلى أن الحزب لم يستهدف أي هدف مدني خلال عملياته، وهذا جزء من سياسته في المواجهة القائمة منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من بيروت، أن تصعيد عمليات حزب الله يهدف إلى الرد على اغتيال قيادي كبير في الحزب في جنوب لبنان، ومحاولة ردع إسرائيل عن القيام بمثل هذه الاغتيالات في المستقبل.

وفرحات، الذي قال إن "حزب الله ملتزم بسياسة منع التصعيد وعدم توسيع الاشتباكات إلى الداخل الإسرائيلي"، أشار إلى أن عملياته ستستهدف الداخل الإسرائيلي إذا وسع الاحتلال عملياته.

أكد فرحات أن الجبهة الشمالية لا تزال جبهة إسناد من قبل حزب الله، رغم التطورات الميدانية في عمليات الاغتيال والتصعيد والرد المضاد، واستخدام أسلحة جديدة. وأشار إلى أن تحويلها من جبهة إسناد إلى جبهة هجومية غير مرجح في الوقت الراهن.

وفي هذا السياق، أوضح أنه حتى الآن لم تتم عمليات توغل بري من جانب إسرائيل أو حزب الله، وإنما ما يحدث هو تبادل لإطلاق النار وإرسال طائرات مسيرة وقصف مدفعي. وأشار إلى أن الهجمات الكبرى التي يشنها حزب الله ما زالت ضمن قواعد الاشتباك التي ترسخت على أرض الواقع.

وخلص فرحات إلى أن الحرب في الشمال ستتوقف عندما يتوقف العدوان على غزة، وفق اتفاق تقبله حركة حماس، معتبرًا أن هذه الحرب هي حرب إسناد وليست حرب تحرير أو مواجهة.

المصادر:
العربي
شارك القصة