الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

وسط مبادرة بديلة من المعارضة.. هل ينجح الرئيس الجزائري في "لم الشمل"؟

وسط مبادرة بديلة من المعارضة.. هل ينجح الرئيس الجزائري في "لم الشمل"؟

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تسلم الضوء على مبادرة الرئيس تبون لـ"لم الشمل" و انقسام الأحزاب بشأنها (الصورة الرئاسة الجزائرية)
لم تقدم الرئاسة الجزائرية تفاصيل كثيرة عن مضمون مبادرة "لم الشمل"، منذ الإعلان عنها في مايو الماضي، لكن تبون اكتفى بوصف المشروع بـ"الضروري".

بين الحسم والتردد وفي ظل غموض مبادرة "لم الشمل" في الجزائر التي جاءت منذ أكثر من شهر على شكل برقية نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية، تتواصل سلسلة اللقاءات بين الرئيس عبد المجيد تبون، ورؤساء الأحزاب السياسة المعارضة والموالية.

ومنذ الإعلان عن المبادرة بمقالة مفاجئة في وكالة الأنباء الرسمية في 03 مايو/ أيار الماضي، لم تقدم الرئاسة الجزائرية تفاصيل كثيرة عن مضمونها.

واكتفى تبون، بوصف المشروع بـ"الضروري"، وقال: إنه "يهدف لتكوين جبهة داخلية متماسكة".

وأعلن الرئيس الجزائري عن انعقاد "لقاء شامل للأحزاب في الأسابيع المقبلة" يعقب اللقاءات الفردية التي يجريها مع قادة الأحزاب.

وفي سياق متصل، يقول مدير إدارة العلاقات والإعلام في الحرس البلدي توفيق الكوشلي: إن "مؤسسته أكدت وشددت على أن أي حوار لا بد أن يكون مسبوق بإجراءات تهدئة، وإشارات حسن النية وعلى رأسها إطلاق جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي".

أما حزبيًا، فإن الاصطفاف مع أو ضد مبادرة لم الشمل قد يؤدي إلى إعادة هيكلة الأحزاب المعارضة من الداخل من خلال عقد مؤتمراتها وإعادة انتخاب رؤسائها وتشكيل موقف سياسي قد يحقق التوافق الذي ممكن أن تتبناه مستقبلًا.

وقال الباحث في الشأن السياسي توفيق بوقعدة: إن "ما نشهده في الساحة السياسية هو محاولة للاصطفاف مع أو ضد لكن من دون وجود مشروع سياسي الذي يمكن أن يكون سندًا للموقف النهائي لهذه الأحزاب السياسية".

"مبادرة لم الشمل"

وفي هذا الإطار، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر زهير بوعمامة أن مبادرة "لم الشمل" خطوة غامضة على مستوى التفاصيل، لأن الرئاسة اختارت منهجية عمل ترتكز على طرح الغاية من هذه الخطوة، من خلال لقاء الرئيس رؤساء الأحزاب والاستماع لهم ومن ثم بناء تصور يمكن تنزيله في وثيقة تصبح فيما بعد مبادرة بالمعنى السياسي.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة الجزائر أن هناك تسريبات من الرئيس وأطراف في السلطة عن بعض أبعاد المبادرة بما في ذلك إصدار قرارات عفو تشمل العديد من الموقوفين، وغلق ملفات عالقة من فترات سابقة تسبق فترة حكم تبون.

وتابع بو عمامة أن هناك حرصًا شديدًا من الرئيس على للحصول على التفاف سياسي وشعبي من أجل تمرير خيارات اقتصادية واجتماعية.

ولفت إلى أنه يوجد أي انقسام حول أهداف مبادرة لم الشمل، مشيرًا إلى أن المبادرة البديلة التي اقترحتها بعض الأحزاب ومن بينها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية لم يعلن في مؤتمره الأخير أنه ضد مبادرة "لم الشمل" بل قال إنه مع كل حوار لكن ضمن شروط.

وأكد بو عمامة أن هناك شبه إجماع ومن جميع الأطراف على مبادرة "لم الشمل"، حتى من بعض الشخصيات المحسوبة من الحزب المحل الذين وقعوا على بيان أكدوا فيه تأييدهم الكامل لمبادرة الرئيس عبد المجيد تبون.

ويسود غموض حول طبيعة هذه "المبادرة الجديدة"، كون البلاد لا تعيش أزمة مؤسسية أو سياسية حادة، حيث أنهى تبون لتوه مشروعه لتجديد المؤسسات الدستورية المنتخبة، وما يسميه في خطاباته "بناء جزائر جديدة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close