أثار الانكماش الأخير للعملات المشفرة بعض المخاوف الجدية حول مستقبلها، فقد حذّر المؤسس المشارك وكبير مسؤولي الاستثمار في شركة Absolute strategy research إيان هارنيت في مقابلة مع "سي أن بي سي"، من أن سعر البيتكوين يمكن أن ينخفض إلى ما يصل إلى 13 ألف دولار وهو ما يمثل انخفاضًا إضافيًا بنسبة 40% تقريبًا عن السعر الحالي.
وكان الكونغرس الأميركي قد كشف النقاب مؤخرًا عن مشروع قانون من شأنه أن يضع قواعد جديدة للعملات المشفرة، ويسلم الجزء الأكبر من إشرافه إلى لجنة تداول العقود الآجلة للسلع.
ويأتي تراجع "بيتكوين" بالتزامن مع موجة نزوح من الاستثمارات عالية المخاطر كالعملات المشفرة، وأسواق الأسهم والسندات، والتحوط بشراء الدولار تخوفًا من حدوث ركود أميركي.
ويدفع الواقع الجديد بمستقبل العملات الرقمية نحو المجهول، وتضجّ منصّات التداول الإلكترونية حاليًا بـ19 ألف عملة رقمية إلا أن هذا الرقم مرشح للاضمحلال بمرور الوقت بحسب خبراء الصناعة التي تسبّبت في إثراء البعض وإفقار كثيرين.
أسباب تقلب العملات المشفرة
وفي هذا الإطار، أوضح الخبير في الأسواق المالية نديم السبع أن هناك حالة من الفوضى الكبيرة داخل سوق العملات الرقمية، سواء من ناحية عدد العملات المشفرة أو من جهة المنصات الموجودة في ظل انخفاض أسعار هذه العملات.
وأضاف في حديث لـ"العربي" أن أسباب تقلب العملات الرقمية يكمن في أنها أصول ذات مخاطر مرتفعة، مشيرًا إلى أن التشديد النقدي الذي ينتهجه الفيدرالي الأميركي والبنوك المركزية أدى إلى الانخفاض الكبير الذي لحق بهذه العملات، تزامنًا مع تراجع المؤشرات العالمية خاصة الأميركية.
وبين السبع أن من بين العوامل الأخرى التي أدت لانخفاض أسعار العملات الرقمية هو غياب أي أسس يمكن أن تدعمها.
ولفت إلى أن هناك عددًا كبيرًا وغير مبرر من العملات الرقمية في العالم، وأن 90% منها سيختفي، ويبقى 10% منها خاصة تلك التي لا تندرج فقط تحت إطار "المضاربة" بل تستخدم في عمليات الشراء.
وأوضح السبع أن سوق العملات الرقمية مليء بالمخاطر، مشددًا على ضرورة معرفة كل حيثيات هذا السوق لمن يريد أن يشتري هذا النوع من العملات.
