الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

عدتها كييف"صورية وزائفة".. روسيا تجري استفتاءات لضم مناطق أوكرانية

عدتها كييف"صورية وزائفة".. روسيا تجري استفتاءات لضم مناطق أوكرانية

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول إجراء روسيا استفتاءات لضم مناطق أوكرانية (الصورة: وسائل التواصل)
مضت روسيا في خططها وباشرت بالاستفتاءات لضم مناطق في شرق أوكرانيا وجنوبها وسط تنديد من كييف وحلفائها الغربيين.

في خطوة دانتها كييف وحلفاؤها على اعتبار أنها غير قانونية وتمثل تصعيدًا في النزاع، بدأت مناطق تسيطر عليها موسكو في أوكرانيا اليوم الجمعة استفتاءات بشأن الانضمام إلى روسيا.

ولقيت الاستفتاءات التي تجري في مناطق دونيتسك ولوغانسك بشرق أوكرانيا، كما في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الواقعتين جنوبًا؛ إدانات واسعة واعتبرها حلفاء كييف وهمية.

وتأتي الاستفتاءات في أعقاب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع تعبئة إلزامية لنحو 300 ألف من عناصر الاحتياط، والتي بدورها لقيت تنديدًا في دول الغرب.

وجاءت التعبئة بعد استعادة القوات الأوكرانية غالبية منطقة خاركيف (شمال شرق) في هجوم كبير مضاد استعادت فيه كييف مئات القرى والبلدات التي ظلت لأشهر تحت السيطرة الروسية.

وفي حال ضم المقاطعات الأربع إلى السيادة الروسية وفق نموذج ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، سيرتفع عدد الأقاليم الروسية من 85 إلى 89. وبعد أن ضمت روسيا القرم، تصبح مساحة المناطق التي قطعتها روسيا من أوكرانيا نحو 136 كليومترًا مربعًا أي أكثر بقليل من 27% من المساحة الإجمالية لأوكرانيا.

فمساحة خيرسون تبلغ نحو 28500 كليومتر مربع، فيما تتجاوز مساحة زابوريجيا 27000 كليومتر مربع، وتحل لوغانسك ثالثة من حيث المساحة بـ 26700 كليومتر مربع، أما دونيتسك أصغر المقاطعات، فمساحتها 26500 كيلو متر مربع.

كييف: استفتاءات صورية وزائفة

في هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي" محمد الزاوي، أن كييف تصف الاستفتاءات بأنها صورية وزائفة ولن تغير في واقع الأمر شيئًا، سواء من الناحية القانونية أو الميدانية.

وأضاف مراسلنا من كييف، أن هناك حالة من التنديد الشعبي في أوكرانيا حيال الاستفتاءات الروسية، متحدثًا عن أن البلاد دخلت مرحلة التحذيرات الحمراء وفق ما قال في وقت سابق الرئيس الأوكراني، باعتبار أن الإجراءات الروسية ستجعل من المستحيل العودة إلى طاولة المفاوضات بين الجانبين الأوكراني والروسي.

ولفت إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد أن روسيا تجاوزت جميع الحدود من خلال إقامتها للاستفتاءات، وبأنها وضعت آخر نقطة في المفاوضات مع الجانب الأوكراني.

وتابع الزاوي أن رئيس البرلمان الأوكراني أكد من الناحية القانونية أن الإجراءات الروسية لن تغير في الواقع شيئًا، وأن الأراضي ستبقى أوكرانية، وستعمل كييف على استردادها بالطرق العسكرية خاصة في ظل التطورات الميدانية المتسارعة في الجبهات.

وأضاف أن نسبة كبيرة من سكان المناطق الأربعة قد غادروها فعليًا، نتيجة ما يعتبرونه عدوانًا روسيًا منذ 7 أشهر على هذه المناطق.

وخلال جلسة لمجلس الأمن الخميس، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: "لا يمكننا.. ترك الرئيس بوتين يفلت" من المحاسبة، مستنكرًا استفتاءات الضم ومعتبرًا أنها "وهمية".

وأضاف: "النظام العالمي الذي اجتمعنا هنا لدعمه يُدمَر أمام أعيننا... (الدفاع عن سيادة أوكرانيا) يتعلق بحماية نظام عالمي بحيث لا يمكن لأي دولة إعادة رسم حدود دولة أخرى بالقوة".

وتذكر هذه الاستفتاءات بضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014.

وتقول عواصم الغرب إن عمليات التصويت صورية وردّت بفرض عقوبات على موسكو.

في نيويورك هذا الأسبوع أدان قادة دول الغرب الاستفتاءات واستدعاء الاحتياط، وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الاستفتاءات "مهزلة".

ورد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف متهمًا بدوره أوكرانيا بأنها تعاني "رهابًا روسيًا".

وقال أمام مجلس الأمن: "هناك محاولة اليوم لفرض رواية مختلفة تمامًا عن عدوان روسي هو أصل هذه المأساة".

"الانضمام إلى روسيا"

في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الواقعتين شرقًا، واللتين اعترف بوتين باستقلالهما حتى قبل بدء الهجوم على أوكرانيا في فبراير/ شباط، سيُطلب من السكان الإجابة عما إذا كانوا يؤيدون "انضمام جمهوريتهم إلى روسيا"، بحسب وكالة الأنباء الروسية تاس.

وفي خيرسون وزابوريجيا سيُطرح السؤال: "هل تؤيد الانفصال عن أوكرانيا، وإقامة دولة مستقلة وانضمامها إلى الاتحاد الروسي بوصفها تابعة للاتحاد الروسي؟".

وأوضحت تاس أنه "نظرًا لضيق الوقت والافتقار إلى المعدات التقنية، اتخذ القرار بعدم إجراء تصويت إلكتروني واستخدام البطاقات الورقية التقليدية".

وستكون الإجراءات في المناطق الأربعة غير تقليدية إلى حدّ بعيد، بحسب تاس. ففي الأيام الأربعة الأولى سيتوجه المسؤولون إلى منازل الأهالي لجمع البطاقات، ثم تُفتح مراكز اقتراع في اليوم الأخير أي الثلاثاء، أمام السكان للإدلاء بأصواتهم.

بدوره، قال رئيس "جمهورية لوغانسك" المعلنة من جانب واحد ليونيد باسينشيك، لوكالة "تاس": إن المنطقة تنتظر هذا الاستفتاء منذ 2014، مضيفًا "أنه حلمنا المشترك ومستقبلنا المشترك".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close