لا يحصل النازحون الفلسطينيون في مخيمات اللاجئين في قطاع غزة على مياه صالحة للشرب إلا بشق الأنفس، حيث تفتقر هذه المخيمات إلى خدمات المياه والصرف الصحي، بينما أصبح تفشي الأمراض على نطاق واسع يلوح في الأفق.
وأصبحت مسألة الوصول إلى مياه صالحة للشرب حلمًا يراود النازحين في رفح وشرطًا أساسيًا للبقاء على قيدها.
ويبدو أن المخيمات قد اندثرت فيها كل مقومات العيش، فأي سبيل للحياة سوى المياه المالحة وسط تعثر محاولات النازحين للحصول على مياه صالحة للشرب.
وتقول غالية الصقيلي: "نستخدم المياه المالحة للغسيل وتنظيف الأوعية وحتى إن هذه المياه لا تنظف بالشكل المناسب لأنها مالحة"، لافتة إلى أنها منذ اليوم الأول لوصولهم إلى مدينة رفح لم يحصلوا إلا على صندوق واحد من المياه الحلوة.
كارثة صحية عامة
وعائلة الصقيلي المتشبثة بالحياة في أحد المخيمات السكنية في رفح جنوب القطاع مثال إلى جانب عدد من العائلات النازحة التي تعيش يوميات لا تخلو من اليأس للتمكن من تجديد العقد مع الحياة، بالبحث طوال ساعات النهار عن الماء والغذاء.
ويقول أحد النازحين: إن وضع الماء سيئ للغاية مع المجاري ويلجأون إلى تعبئة المياه المالحة غير الصالحة، وإنهم لا يستطيعون الحصول على المياه الصالحة للشرب من معبر رفح إلا بشق الأنفس.
فهذه المخيمات أصبحت غير صالحة للسكن، وسط نقص فادح في الإمدادات الإنسانية، وهو ما ينبئ بكارثة صحية عامة تتكشف، حسب منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة.
فهذه كارثة صحية سببها النقص في الغذاء وتلوث المياه، ما أدى إلى انتشار أمراض معدية كالطفح الجلدي والتهابات الجهاز التنفسي والإسهال والتهاب السحايا.
ويقول نازح آخر: إن حياتهم صارت عذابًا وتعيسة وفوق التصوّر، بلا ماء في الحمامات ولا نظافة.
هي معاناة يومية للحصول على أبسط مقومات العيش من ماء وغذاء ودفء، في وقت يصدح العالم بقوانين أممية تنص على حق الجميع لفي الوصول إلى المياه ويعد قطعها مخالفة للقانون الإنساني الدولي، ولكن لسان الحال يقول أين هؤلاء من هذه القوانين الأممية؟