الثلاثاء 15 تموز / يوليو 2025
Close

وعوده تبخرت.. هجوم إسرائيل على إيران يوجه ضربة لترمب بصفته "صانع سلام"

وعوده تبخرت.. هجوم إسرائيل على إيران يوجه ضربة لترمب بصفته "صانع سلام" محدث 14 حزيران 2025

شارك القصة

حث ترمب نتنياهو مرارا على عدم ضرب إيران لكنه قام بتهديدها بنفسه
حث ترمب نتنياهو مرارًا على عدم ضرب إيران لكنه قام بتهديدها بنفسه - غيتي
الخط
كان ترمب قد وعد أثناء حملته الانتخابية بإنهاء الصراعات حول العالم وبدء مرحلة جديدة من السلام العالمي لكن بعد مرور5 أشهر يبدو الأمر أبعد ما يكون عن تلك الوعود.

أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الجمعة، أنه أبلغ مسبقًا بالضربات الإسرائيلية الواسعة النطاق على إيران، مكررًا موقفه بأن طهران "لا يمكنها امتلاك قنبلة نووية"، بحسب ما نقلت شبكة "فوكس نيوز".

وقال ترمب: "لا يمكن لإيران امتلاك قنبلة نووية، ونحن نأمل في أن نعود إلى طاولة المفاوضات. سنرى"، وذلك في إشارة إلى الجولة المقبلة من المباحثات النووية بين طهران وواشنطن، والتي كانت مقررة الأحد في مسقط.

وعود ترمب 

كان ترمب قد وعد أثناء حملته الانتخابية بإنهاء أعنف الصراعات في العالم وبدء مرحلة جديدة من السلام العالمي،‭ ‬‬لكن بعد مرور قرابة خمسة أشهر على توليه الرئاسة، وفي ظل مهاجمة إسرائيل لإيران واستمرار إراقة الدماء في قطاع غزة وأوكرانيا، ذهبت تلك الآمال أدراج الرياح.

فقد هاجمت إسرائيل حليفة الولايات المتحدة عشرات الأهداف الإيرانية في هجوم مفاجيء، ومتشعب اليوم الجمعة، ويقول محللون إنه يهدد بالتحول إلى حرب شاملة في المنطقة في نهاية المطاف.

وكان ترمب قد حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارًا على عدم مهاجمة إيران، رغم أن الرئيس ذاته هدد بقصفها إذا فشلت المحادثات النووية.

وقال بريت بروين، وهو مستشار سابق للسياسة الخارجية للرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما، لوكالة "رويترز": "دبلوماسية ترمب هي إحدى أولى ضحايا هذه الهجمات".

وأضاف: "لقد وجد صعوبة من أجل الاقتراب حتى من وقف إطلاق النار (في غزة)، ناهيك عن السلام في أي صراع كبير. بدا أن إيران هي صاحبة أكثر ملف واعد لتحقيق نجاح، وأفسده نتنياهو للتو".

جهود ويتكوف في مهب الريح

وتمثل الهجمات أيضًا تجاهلًا لستيف ويتكوف، مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ومساعده المقرب، الذي يعمل بصورة مكثفة مع المفاوضين الإيرانيين من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للحد من برنامجها النووي.

وسعى ويتكوف دون جدوى لإقناع نتنياهو بالتحلي بالصبر، بينما تمضي المفاوضات الأميركية الإيرانية قدمًا. ووصلت تلك المحادثات إلى مرحلة من الجمود. ويقرّ بعض حلفاء ترمب سرًا بأن جهوده الدبلوماسية متعثرة بالفعل حتى من قبل الهجوم الإسرائيلي.

وبدأت ولاية ترمب الرئاسية الثانية بما بدا وكأنه انتصار في السياسة الخارجية، إذ عمل ويتكوف، قبل فترة وجيزة من تنصيب ترمب، مع مستشاري جو بايدن الرئيس الأميركي آنذاك على إنجاز وقف لإطلاق النار طال انتظاره في قطاع غزة. لكن هذا الاتفاق انهار في غضون أسابيع.

كما لم تحرز الولايات المتحدة أيضًا تقدمًا يذكر باتجاه التوصل لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، التي تعهد ترمب بإنهاء صراعها حتى قبل توليه منصبه.

ولم تتخذ إدارته أي خطوات واضحة نحو توسيع اتفاقيات إبراهيم التي تم التوصل إليها في ولاية ترمب الأولى، لإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ودول عربية.

انقسامات داخلية

وظهرت انقسامات داخل إدارة ترمب بسبب السياسة الخارجية في وقت واجه فيه صعوبات بالفعل في إبرام اتفاقات سلام، وتم إقصاء العشرات من المسؤولين، بداية من مجلس الأمن القومي إلى وزارة الدفاع (البنتاغون) وحتى وزارة الخارجية، في خضم الخلافات الداخلية.

وحتى قبل الهجوم الإسرائيلي، بدأ العديد من المسؤولين في الإدارة الأميركية يتساءلون سرًا عما إذا كان رصيد ويتكوف، الذي يفتقر إلى الخبرة الدبلوماسية لكنه أصبح أبرز مفاوض لدى ترمب، قد نفد ولم يعد مرحبًا به.

وفي الوقت الذي تكشفت فيه الهجمات الإسرائيلية على إيران، عبر بعض أعضاء الحزب الديمقراطي البارزين عن إحباطهم من قرار ترمب خلال ولايته الأولى سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، الذي أبرم بين طهران وقوى عالمية في عهد أوباما.

وندد ترمب ومنتمون للحزب الجمهوري بذلك الاتفاق، قائلين إنه لم يكن ليبعد السلاح النووي عن أيدي طهران. ويعيب الديمقراطيون على ترمب عدم توصله حتى الآن إلى بديل موثوق يعتمد عليه.

وقال السناتور المنتمي للحزب الديمقراطي كريس ميرفي في منشور على منصة إكس: "هذه كارثة من صنع ترمب ونتنياهو، والآن تخاطر المنطقة بالانزلاق نحو صراع جديد يزهق الأرواح".

ولم يتضح بعد ما إذا كانت ضربات إسرائيل على إيران ستؤدي إلى اندلاع صراع أوسع في المنطقة. ومع ذلك، قال محللون: إن طهران قد ترى في الأصول الأميركية في المنطقة أهدافًا مشروعة.

وعلى سبيل المثال، يمكن لجماعة الحوثي اليمنية أن تستأنف حملة قصف سفن تعبر من البحر الأحمر.

نهاية مبكرة لـ"صانع السلام"

ومن غير الواضح أيضًا ما إذا كانت إسرائيل قادرة على إعاقة البرنامج النووي الإيراني بشكل دائم، إذ يشكك المحللون بشكل خاص في قدرة إسرائيل على تدمير منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، والموجودة على عمق كبير تحت الأرض.

وبينما يمكن لإسرائيل على الأرجح أن تلحق بها ضررًا واسع النطاق، إلا أن الخبراء يقولون إن توجيه ضربة أثرها أكثر استمرارًا سيتطلب مساعدة عسكرية أميركية، وهو ما قال مسؤولون أميركيون إنه لم يتم تقديمه.

وهناك علامة استفهام أخرى حول مدى فعالية رد طهران. فقد أشارت إسرائيل إلى أنها استهدفت عددًا من القادة الإيرانيين في حملة القصف التي من المتوقع أن تستمر لأيام مقبلة.

كل تلك العوامل هي التي ستحدد ما إذا كانت الضربة التي تلقتها طموحات ترمب في أن ينظر إليه، كصانع سلام عالمي ستكون قاضية أو مجرد انتكاسة.

وقال تشارلز ليستر، رئيس مبادرة سوريا في معهد الشرق الأوسط بواشنطن: "إذا ما صدقت إسرائيل في قولها بأن ضربات الليلة كانت الجولة الأولى في حملة إسرائيلية شاملة على برامج إيران النووية والصاروخية، فنظام إيران متورط الآن وبعمق في لحظة تحمل في طياتها تهديدًا وجوديًا.. مسألة حياة أو موت".

وأضاف: "يضع هذا ضربات الليلة في إطار جديد تمامًا وغير مسبوق، ويضفي واقعية على خطر الدخول في دوامة تصعيد كبرى أكثر بكثير مما رأيناه يتكشف من قبل".

تابع القراءة

المصادر

وكالات
تغطية خاصة