تصدر اسم الطفلة لين طالب (6 سنوات) محركات البحث في لبنان، بعد حملة يقوم بها ناشطون على وسائل التواصل للمطالبة بالكشف عن حقيقة الملابسات المحيطة بوفاتها.
فقد أثارت وفاة الطفلة لين غضبًا عارمًا في الشارع اللبناني، يوم السبت، بعدما تبين أنها حصلت بعد مرور 8 أيام على إقامتها مع أمّها في منزل جدّيها، عقب طلاق والديها. وقد أكّد تقريران طبّيان شرعيّان منفصلان تعرّضها لاعتداء جنسي قُبيل موتها.
وحذر ناشطون من أي محاولة لطمس معالم الجريمة، عن طريق أي تسوية عائلية، أو عشائرية، ولا سيما أن العديد من الجرائم في لبنان تمت تسوية الخلافات حولها، لرغبة عائلية أو عشائرية بعيدًا عن الإعلام، وبتدخلات سياسية، وفق ما قال عدد من رواد مواقع التواصل.
كل نائب او صاحب نفوذ يحاول التغطية على الجريمة الشنيعة بحق الطفلة #لين_طالب هو مجرم أيضا، هذه ليست قضية تحلها العشائر ولا أهلية، لين هي طفلة كل لبنان وليس أقل من عقاب علني يتنكل بالمغتصب لايام عدة على مرأى جميع الناس، ويترك …لحكمة الله!
— Yumna Fawaz (@yumnafawaz) July 3, 2023
بيان آل طالب
وأصدر أهل الطفلة من ناحية الأب بيانًا باسم آل طالب وأهالي قرية "سفينة القيطع" في محافظة عكار شمال البلاد، أكّدوا فيه أنّ "ما حصل مع ابنتنا الطفلة لين عمر طالب يتعدّى نطاق الجريمة العادية إلى جريمة تهز الأمن الاجتماعي والوجدان البشري، وتشكّل انتهاكًا صارخًا لكل القيم الإنسانية وأخلاقيات مجتمعنا اللبناني".
#لين_طالب نطالب بمحاكمة المجرم المغتصب الذي سلب الطفلة حياتها، وبمحاسبة المتواطئين/ات معه الذين/ اللواتي يساهم تطبيعهم/هن مع جرائم الاعتداء الجنسي باستمرار وقوعها.
— Dagher.J (@DarcDagher) July 4, 2023
وطالب البيان السلطات المسؤولة عن التحقيق بـ"الإسراع في كشف الحقيقة، وتحديد هوية المجرم الوحش البشري، وإنزال أشدّ العقوبات به وهي الإعدام، وكذلك معاقبة كل من تستّر على هذه الجريمة الشنعاء".
وختم: "نهيب بكل سياسي أو أي مسؤول يتدخّل لطمس الحقيقة أو إخفاء معالمها وسيتم الإعلان عن اسم كل سياسي يتدخّل لإخفاء الحقيقة".
وكانت وزارة الصحة قد أصدرت بيانًا، يوم السبت، قالت فيه إنها تتابع ظروف وفاة الطفلة التي نقلت مرتين متتاليتين في اليوم نفسه إلى المستشفى.
التحقيقات
وكانت صحيفة "النهار" المحلية أفادت بأن الأم ترددت مرتين إلى المستشفى، بعدما طالبها الطبيب بضرورة بقاء الطفلة للعلاج قبل أن تعود بها إلى منزل جديها الواقع في مدينة المنية شمال البلاد، ثم تقصد المشفى مرة أخرى قبل وفاة صاحبة الست سنوات.
قضية الطفلة #لين_طالب مش قضية طفلة و بس، بعد في كتير أطفال متل لين بس على قيد الحياة، ممنوع يستمر التهاون بالتعامل مع هيك نوع من القضايا، و الإعدام بحق هيك مجرمين كتير قليل حتى.
— أمل زهر (@Amal__Zahr) July 4, 2023
وظهر أب الطفلة وأحد أقاربها في قناة تلفزيونية محلية، حيث أكد أن الطفلة تعرضت لاعتداء جنسي بالقوة ولأكثر من مرة، وقد عاندت طبيبين في محاولاتهما الكشف عليها لشدة رعبها.
وباشرت مديرية العناية الطبية في الوزارة يوم السبت، التحقيق اللازم في ظروف الوفاة مع المعنيين لتبيان أسبابها. وستودع وزارة الصحة العامة كل ما لديها من معطيات لدى القضاء المختص لإجراء المقتضى، وفق ما أفاد البيان حينها، في حين نقلت وسائل إعلام محلية، بأن عائلة الأم ترفض أي اتهام لوالدتها بالتقصير.
على أمل أن لا تتلفلف قضية الطفلة #لين_طالب.. على أمل أن يُحاسب ذلك الوحش بأقسى عقوبة، وكل من كان يعلم وسكت وبرر وأخفى وتستر.. في بلد لم يعرف يومًا معنى المحاسبة!
— Dana (@danazein1) July 3, 2023
وسجل لبنان ارتفاعًا في حالات العنف الجنسي ضد الأطفال، ما بين عامي 2020، و2022، إذ ارتفعت النسبة من 10 إلى 12% وفق جمعية "حماية" المعنية في تلك الحالات، وتوزعت حالات العنف المسجلة هذا العام بين 46% للإناث و54% للذكور.
وفي دراسة سابقة أعدتها منظمة "أبعاد" النسائيّة الحقوقيّة في لبنان، أواخر العام الماضي 2022، وشملت 1800 امرأة، ثبتت أن واحدة من أصل 20 امرأة تعرضن لاعتداء جنسي في البلاد، كما أنّ 3 من أصل 10 نساء تعرضت بناتهنّ للاعتداء الجنسي لم يبلغن خوفًا من عدم تصديقهن.