الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

وفاة مهسا أميني.. رئيسي يحذر من الفوضى مع اتساع الاحتجاجات في إيران

وفاة مهسا أميني.. رئيسي يحذر من الفوضى مع اتساع الاحتجاجات في إيران

Changed

فقرة من برنامج "صباح جديد" تسلط الضوء على الاحتجاجات والمواقف التي تلت وفاة الشابة مهسا أميني في إيران (الصورة: غيتي)
أثارت وفاة مهسا أميني غضبًا في أنحاء إيران بشأن قضايا من بينها تقييد الحريات الشخصية بما يشمل فرض قيود صارمة على ملابس النساء.

أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن "أفعال الفوضى" غير مقبولة، في تحذير واضح للمحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع تعبيرًا عن غضبهم بعد وفاة شابة كانت شرطة الأخلاق تحتجزها.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أنه أمر بالتحقيق في قضية مهسا أميني (22 عامًا) التي توفيت في الأسبوع الماضي بعدما ألقت شرطة الأخلاق في طهران القبض عليها بسبب ارتدائها "ملابس غير لائقة".

وقال رئيسي، الذي يواجه أكبر احتجاجات في البلاد منذ 2019: "هناك حرية تعبير في إيران... لكن الفوضى غير مقبولة".

وأشار رئيسي إلى أن حجم التغطية لقضية أميني جاء نتيجة "ازدواج المعايير".

وأضاف: "كل يوم في بلدان مختلفة منها الولايات المتحدة نرى رجالًا ونساء يموتون في مواجهات مع الشرطة، لكن لا نرى حساسية بخصوص السبب والتعامل مع هذا العنف".

ولعبت النساء دورًا بارزًا في الاحتجاجات، إذ يقمن بالتلويح بأغطية رؤوسهن وحرقها، وقامت بعضهن بقص شعرهن في الأماكن العامة.

ودعا الحرس الثوري الإيراني السلطة القضائية في البلاد الخميس إلى محاكمة "الذين ينشرون أخبارًا كاذبة وشائعات" في محاولة على ما يبدو للسيطرة على الاحتجاجات في أنحاء البلاد.

وعبّر الحرس الثوري في بيان عن تعاطفه مع أسرة أميني وذويها.

ونشرت منظمة هنجاو الكردية مقطعًا مصورًا يُسمع به دوي إطلاق نار كثيف خلال احتجاج، واتهمت قوات الأمن باستخدام أسلحة ثقيلة وشبه ثقيلة ضد المدنيين في بلدة أشنوية في شمال غرب البلاد.

كما أضرم محتجون في طهران ومدن إيرانية عدة النار في مركزين ومركبات للشرطة في وقت سابق الخميس، ووردت أنباء عن تعرض قوات الأمن لهجمات.

وذكرت مواقع إخبارية إيرانية أن وزارة المخابرات الإيرانية حاولت تخفيف زخم الاحتجاجات، وقالت إن المشاركة بها غير قانونية وإن كل من يشارك سيكون عرضة للمحاكمة.

اتساع نطاق ردود الفعل

في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن من المقرر أن تخرج مظاهرات مؤيدة للحكومة اليوم الجمعة، وخرج البعض في مسيرات بالفعل في الشوارع.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية يوم الخميس إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على شرطة الأخلاق الإيرانية متهمة إياها بالإساءة للنساء وممارسة العنف ضدهن وانتهاك حقوق المحتجين الإيرانيين السلميين.

وتركزت معظم الاحتجاجات في شمال غرب إيران الذي تقطنه أغلبية كردية لكنها امتدت إلى ما لا يقل عن 50 مدينة وبلدة. واستخدمت الشرطة القوة لتفريق المحتجين.

وأمر رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني باتخاذ إجراءات عاجلة في قضية مثيري الشغب "للحفاظ على أمن المواطنين وسلامتهم" ، وفق ما أوردت وكالة تسنيم للأنباء.

وقالت مجموعة نتبلوكس، المعنية بمراقبة انقطاع خدمات الإنترنت، على تويتر إنه تم تسجيل تعطل جديد للإنترنت عبر الهاتف المحمول في إيران، في إشارة محتملة إلى أن السلطات تخشى من اشتداد حدة الاحتجاجات.

وكتبت شركة "واتساب" على تويتر إنها تعمل على إبقاء المستخدمين الإيرانيين على اتصال، مضيفة أنها لا تحظر الأرقام الإيرانية.

وأفادت وكالتان إيرانيتان شبه رسميتان للأنباء الخميس بأن أحد أعضاء منظمة الباسيج شبه العسكرية الموالية للحكومة قُتل طعنًا في مدينة مشهد بشمال شرق البلاد الأربعاء، ولم يصدر تأكيد رسمي للحادث.

وقالت تسنيم أيضا إن عضوا آخر من الباسيج قُتل الأربعاء في مدينة قزوين نتيجة إصابته بعيار ناري على أيدي "مثيري الشغب والعصابات".

أثارت وفاة أميني غضبا في أنحاء إيران بشأن قضايا من بينها تقييد الحريات الشخصية
أثارت وفاة أميني غضبًا في أنحاء إيران بشأن قضايا من بينها تقييد الحريات الشخصية - غيتي

وقال مسؤول من مازندران: إن "76 من أفراد قوات الأمن أصيبوا في الإقليم خلال الاضطرابات"، بينما أعلن قائد شرطة كردستان إصابة أكثر من مئة فرد من قوات الأمن.

"الحريات الشخصية"

وأثارت وفاة أميني غضبًا في أنحاء إيران بشأن قضايا من بينها تقييد الحريات الشخصية بما يشمل فرض قيود صارمة على ملابس النساء، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الذي يترنح تحت وطأة العقوبات.

ويخشى حكام إيران من تجدد الاضطرابات التي شهدتها البلاد عام 2019 احتجاجًا على ارتفاع أسعار البنزين، والتي كانت الأكثر دموية في تاريخ الجمهورية الإسلامية. وذكرت "رويترز" أن تلك الاحتجاجات شهدت سقوط 1500 قتيل.

كما أعرب المحتجون عن غضبهم إزاء الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي. وشوهد حشد يهتف في طهران "مجتبى، نتمنى أن تموت قبل أن تصبح زعيمًا أعلى"، في إشارة إلى نجل خامنئي الذي يعتقد البعض أنه قد يخلف والده على رأس المؤسسة السياسية الإيرانية.

وفي حديث مع "العربي"، أشارت الباحثة المختصة في الشؤون الإيرانية منى سيلاوي إلى أنّ "هناك طبقات مختلفة من أشكال الاضطهاد التي تسببت بالاحتجاجات" في إيران، معتبرة أن قضية مهسا أميني هي الشرارة التي أشعلت الاحتجاجات وعمقتها بعد "المساس من كرامتها".

ولفتت إلى أنّ قضية الحراك النسوي داخل إيران "متراكمة" مع مطالبة مستمرة للإيرانيات بحقوقهن منذ سنوات طويلة.

ورأت أنّ قضية "شرطة الآداب" في إيران تمس الرجال والنساء على حد سواء، معتبرة أنّ "هذا الجيل الشاب الذي عاش تحت نظام الجمهورية الإسلامية منذ الثورة لا يريد الاستمرار في هذه الوضعية".

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close