وصل مسؤولون إسرائيليون إلى الدوحة، اليوم الإثنين، لإجراء محادثات تهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وفق ما أفاد مصدر مطلع على المحادثات وكالتي فرانس برس ورويترز.
وقال المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته بسبب حساسية المحادثات لوكالة "فرانس برس": إن "فريقًا فنيًا إسرائيليًا موجود في الدوحة لبحث وقف إطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن في غزة"، مضيفًا أن الاجتماعات تتم "بين مجموعتي عمل من إسرائيل وقطر".
من جهتها، نقلت "رويترز"، أنّ الفريق الفني الإسرائيلي يجري محادثات مع الوسطاء القطريين بشأن "القضايا المتبقية" في اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وقال مسؤول للوكالة إن المحادثات تركز حاليًا على سد الفجوات بين إسرائيل وحماس بشأن الاتفاق الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو/ أيار.
"محادثة جيدة" بين ترمب ونتنياهو
من جانبه، قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اليوم الإثنين، إنه أجرى "محادثة جيدة للغاية" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الحرب في غزة.
وكرر ترمب تهديده بأن "مشاكل كبيرة ستحدث" إذا لم تطلق حماس سراح الأسرى المحتجزين لديها بحلول 20 يناير/ كانون الثاني، وهو اليوم الذي يتولى فيه منصبه.
وأضاف ترمب في مؤتمر صحفي في بالم بيتش بولاية فلوريدا: "كما تعلمون، وجهت تحذيرًا بأنه إذا لم يعد هؤلاء الرهائن إلى ديارهم بحلول ذلك التاريخ، فإن مشاكل كبيرة ستحدث".
وقال لاحقًا إنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بحلول الوقت الذي يتولى فيه المنصب "فلن يكون الأمر جيدًا".
في هذه الأثناء، قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمام أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان: "نحن أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، منذ الاتفاق السابق" الذي تمّ التوصل إليه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 بين حركة حماس وإسرائيل، حسبما أفاد المتحدث باسمه، مؤكدًا بذلك ما نقلته الصحف الإسرائيلية في وقت سابق.
تفاؤل وغموض في التفاصيل
وذكر مراسل التلفزيون العربي في تل أبيب أحمد دراوشة، أن كاتس تحدث أيضًا عن أن محوري صلاح الدين الذي يفصل قطاع غزة عن مصر، ونتساريم الذي يفصل شمالي القطاع عن جنوبه، لن يشكلا عائقًا أمام التوصل إلى اتفاق.
وأوضح مراسلنا أن نتنياهو أصر على احتلال محور صلاح الدين خلال جولات التفاوض السابقة ما أدى إلى انهيارها.
وقال دراوشة إن بعض النقاط ما زالت غير معروفة في الاتفاق الذي يجري الإعداد له، ومنها أعداد الأسرى الذين سيفرج عنهم من الطرفين، ولا طبيعة ومواعيد الهُدن، ولا ما إذا كان الاتفاق سيكون جزئيًا ومرحليًا، لكن هناك تفاؤلًا لدى الجانبين بشأن قرب التوصل إلى اتفاق.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في حركة حماس في الدوحة مشترطًا عدم الكشف عن هويته، قوله "بالنسبة للتوصل إلى صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال ووقف الحرب، أعتقد أنها أصبحت فعليًا أقرب من أي وقت مضى، الظروف مُهيّأة أكثر من قبل. إذا لم يقم نتنياهو بتعطيلٍ مقصود للاتفاق، كما فعل في كلّ المرّات السابقة".
هدنة وحيدة في نوفمبر 2023
وكانت هدنة لمدة أسبوع في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، سمحت بالإفراج عن 105 أسرى محتجزين في قطاع غزة و240 أسيرًا فلسطينيًا معتقلين في السجون الإسرائيلية.
وهذه الهدنة هي الوحيدة التي تمّ التوصّل إليها خلال العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ومنذ ذلك الحين، فشلت جميع جهود الوساطة التي قادتها مصر والولايات المتحدة وقطر، للتوصل إلى هدنة جديدة.
وفي بداية نوفمبر الماضي، أعلنت قطر تعليق جهودها متهمة الطرفين المتحاربين بعدم رغبتهما في التوصّل إلى اتفاق، ولكن الجهود الدبلوماسية استؤنفت بقيادة مشتركة من واشنطن والقاهرة والدوحة وأنقرة.
والخميس، أكد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان خلال زيارة إلى إسرائيل، أنّ لديه "انطباعًا" بأنّ نتنياهو مستعدّ للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى.