تُواصل موجة الحر القاسية ضرب جنوب أوروبا، إذ تسببت بعدد من الوفيات واندلاع حرائق غابات في دول مثل فرنسا وإيطاليا، بينما أُطلقت التحذيرات التي تُطالب السكان بالحذر والتزام المنازل.
وتوصف هذه الأيام بأنها ضمن الأشد حرارة في تاريخ أوروبا، حيث حطمت درجات الحرارة الأرقام القياسية مبكرًا، وأجبرت السلطات على إطلاق تحذيرات تطالب السكان بالحذر والتزام منازلهم.
حرائق وتحذيرات حمراء
وفي إسبانيا قتلت موجة الحر الشديدة عدة أشخاص من بينهم أطفال، حيث كان آخرهم ضحايا حرائق اندلعت في غابات إقليم كاتالونيا شمال شرقي إسبانيا، حيث التهمت أيضًا آلاف الهكتارات من الأراضي في مقاطعة لاردة.
أما في بلدة إل جرنادو، فقد وصلت درجات الحرارة إلى 46 درجة مئوية، وهو رقم قياسي جديد لشهر يونيو/ حزيران، وفقًا للهيئة الوطنية للأرصاد الجوية الإسبانية.
ونحو الغرب حيث البرتغال، فقد سجّلت مدينة مورا حرارة أوليّة تجاوزت 46.6 درجات مئوية، وهو رقم قياسي جديد للشهر الماضي أيضًا.
وفي العديد من المدن والبلدات الفرنسية تجاوزت درجات الحرارة الـ38 درجة مئوية، حيث أُصدرت التحذيرات الحمراء وهي أعلى مستوى من التحذير، كما أغلقت المدارس وكذلك المعالم السياحية، فحتى هيكل برج إيفل المعدني لم يسلم من موجة الحر تلك وأغلق أبوابه أمام الزوار.
تغيرات مناخية قاسية
وطالت الموجة القاسية أيضًا إيطاليا، فقتلت أشخاصًا، حيث أُعلنت على إثرها حالة التأهب القصوى في أكثر من 20 مدينة، كما وصل تأثيرها إلى المملكة المتحدة وكذلك ألمانيا.
وتخطى هذا الاحترار في دول حوض المتوسط المدن حيث تسبب في إشعال الحرائق في غابات مناطق عدة إلى جانب إسبانيا والبرتغال وفرنسا، عل أبرزها تركيا واليونان.
وبحسب خبراء المناخ، فإن هذا الوضع يرتبط بشكل أساسي بالتغير المناخي الذي افتعله الإنسان، حيث أطلق الخبراء تحذيراتهم، مؤكدين أن الموجات غير الاعتيادية أصبحت أكثر حدة وتواترًا خلال السنوات السابقة.