بعدما روى في حلقتين سابقتين محطات مهمّة من تاريخ العراق، كما اختبرها بنفسه، يطلّ رئيس أركان الجيش العراقي السابق الفريق أول الركن نزار الخزرجي من جديد ضمن برنامج "وفي رواية أخرى"، الذي يقدّمه بدر الدين الصائغ، ليكشف المزيد من جعبته.
في الحلقة المرتقبة التي تعرض عبر شاشة "العربي أخبار"، يوم الثلاثاء، عند الساعة السابعة مساء بتوقيت غرينتش، العاشرة بتوقيت القدس، يتحدّث الخزرجي عن دوره القيادي والمحوري في واحدة من أطول وأخطر الحروب في التاريخ الحديث، أي الحرب العراقية الإيرانية، التي زلزلت مجرياتها وتبعاتها الأوضاع في البلدين الجارين وفي مجمل منطقة الشرق الأوسط.
كما يروي الخزرجي تفاصيل العمليات العسكرية في مناطق شمال العراق ضد المقاتلين الأكراد في نهاية السبعينات. ويتحدّث بإسهاب عن المناخ العام سياسيًا وعسكريًا الذي سبق قرار الرئيس العراقي الراحل صدام حسين تعيينه على رأس الفرقة الثالثة في الجيش العراقي شمالي البلاد والضبط في السليمانية معقل تمرد الأكراد في نهاية السبعينيات.
كيف أجهِض حلم صدام حسين؟
في متن الحلقة، يتحدّث الخزرجي عن جملة "استفزازات إيرانية" يقول إنّها أخذت طابعًا "عدوانيًا"، ما استدعى ردًا عراقيًا "حازمًا"، في إطار "التصدّي لمشروع تصدير الثورة الإيرانية"، على حدّ ما يقول لـ"العربي".
لكن، من بدأ عمليًا الحرب العراقية الإيرانية، وأيّ دور لعبته إسرائيل والدول الغربية على هذا الصعيد؟ وكيف أجهِض حلم صدام حسين في امتلاك العراق قنبلة نووية؟ وكيف تموضع العرب؟ وهل صحيح أنّ الدعم الخليجي والعربي لم يتجاوز 10% من تكلفة الحرب؟
كلّها أسئلة يجيب عنها الخزرجي في الجزء الثالث من مذكّراته، بعد حلقتين سابقتين، تحدّث فيهما عن مراحل "استثنائية" من تاريخ العراق، بدءًا من الانقلابات العسكرية التي واجهها منذ الإطاحة بالحكم الملكي عام 1958، وصولًا إلى لقائه مع صدام حسين ونجاته من بطشه، ومرورًا بسلسلة من الأحداث من حرب أكتوبر إلى أحداث قاعة الخلد.
من هو نزار الخزرجي؟
ولد الفريق الأوّل الركن نزار عبد الكريم فيصل الخزرجي في عائلة عُرفت بتاريخها الطويل في العمل العسكري، حيث كان والده عميدًا في الجيش العراقي وكذلك عمه.
تخرّج نزار الخزرجي من الكلية العسكرية عام 1958، وبعدها بعامين تطوّع في القوات الخاصة وعمل في منصب آمر فصيل سرية لغاية عام 1964، ليُنقل بعدها الى منصب مرافق قائد الفرقة الثانية لغاية عام 1966.
وتنقل الخرزجي في عدة مناصب في الجيش حيث عيّن معاونًا لآمر فوج مظليّ، ثم نُقل إلى منصب معاون ملحق عسكري في موسكو عام 1968.
وقبل ذلك وبعده، كانت للخزرجي أدوار عدة في صفحات شديدة الأهمية من تاريخ العراق، فقد قاتل في جبهة الجولان ضد الجيش الإسرائيلي في منصب آمر فوج مظلي، وشارك في المواجهات العسكرية المتعددة ضد المقاتلين الأكراد شمال العراق، وفي عملية احتلال الكويت التي لم يُخبَر بها سلفًا، والتي نقل بعدها إلى منصب مستشار في رئاسة الجمهورية.
ومن بين تلك المحطات، برز دوره في الحرب العراقية الإيرانية التي شارك فيها منذ اليوم الأول كقائد فرقة عسكرية، إلى نهايتها كرئيس للأركان، مشرفًا على جيش فاقت أعداده مليون جندي.
مذكرات مقاتل في عهد صدام حسين
يذكر أنّ الخزرجي الذي كان مقلًا وانتقائيًا في حضوره، اختار برنامج "وفي رواية أخرى" ليكشف من خلاله كواليس أهم المراحل التاريخية التي مرّ بها العراق.
وللخزرجي كتاب صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عام 2014، وثّق فيه الفريق الأوّل الركن، رئيس أركان الجيش العراقي الأسبق، يوميات الحرب العراقية الإيرانية، في صورة مذكرات نشرها حينها لأول مرة تحت عنوان "الحرب العراقية - الإيرانية: مذكرات مقاتل".
وعدّ الكتاب أول رواية يكتبها عسكري عراقي خاض تلك الحرب منذ أول يوم لاندلاعها عام 1980 حتى نهايتها عام 1988، وكان شاهدًا على جميع معاركها التي شارك فيها مباشرة.