قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، إنه لا يحمّل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "مسؤولية" الهجوم الروسي على أوكرانيا، لكنه مع ذلك واصل توجيه انتقادات للرئيس الموالي للغرب.
وادّعى ترمب مرارًا دون تقديم اثباتات أن أوكرانيا هي من بدأت بالحرب، وهذا الأسبوع اتهم رئيسها زيلينسكي بأنه مسؤول عن سقوط "ملايين" القتلى.
اتفاق المعادن الأوكرانية يعود من جديد
وأوضح الرئيس الأميركي: "لا أحمّل زيلينسكي المسؤولية. لا ألومه، لكنني لا أستطيع القول إنه قام بالعمل الأفضل، أليس كذلك؟ لست من أشد المعجبين به. لست متحمسًا تمامًا لحقيقة أن هذه الحرب قد اندلعت".
وأضاف ترمب في البيت الأبيض -خلال استقباله رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الخميس- أن اتفاقًا مع أوكرانيا بشأن استخراج المعادن الاستراتيجية قد يتم التوصل إليه الأسبوع المقبل.
وتابع ترمب للصحافيين في البيت الأبيض: "لدينا اتفاق المعادن وأعتقد أنه سيوقع الخميس المقبل قريبًا. أفترض أنهم سيلتزمون الاتفاق. لذلك سنرى. لكن لدينا اتفاق بشأن ذلك".
وقالت ميلوني بدورها للصحافيين: "دافعنا عن حرية أوكرانيا معًا، ومعًا يمكننا بناء سلام عادل ودائم".
وألقت الزعيمة اليمينية المتطرفة بثقل إيطاليا وراء الجهود الأوروبية لدعم دفاعات أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي الشامل مطلع عام 2022.
وأوشكت كييف وواشنطن في وقت سابق، على توقيع اتفاق المعادن قبل أن يعرقله الخلاف بين ترمب وزيلينسكي جراء المشادة الكلامية التي وقعت بينهما في البيت الأبيض.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، كشف وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن بلاده تستهدف إبرام هذا الاتفاق بحلول 26 أبريل/ نيسان.
إعلان نوايا بشأن المعادن الأوكرانية
من جهتها، أعلنت كييف الخميس أن الولايات المتحدة وأوكرانيا وقّعتا "إعلان نوايا" للمضي قدمًا نحو اتفاق يتيح لواشنطن استخدام موارد طبيعية أوكرانية ومعادن نادرة.
وجاء في منشور لنائبة رئيس الوزراء الأوكراني للوزيرة يوليا سفيريدنكو على منصة إكس: "يسعدنا الإعلان عن توقيع إعلان نوايا مع شركائنا الأميركيين، يمهّد الطريق نحو اتفاق شراكة اقتصادية وإنشاء صندوق استثماري لإعادة إعمار أوكرانيا".
وتابعت: "نأمل أن يصبح الصندوق أداة فاعلة لجذب الاستثمارات في إعادة إعمار بلادنا وتحديث البنية التحتية ودعم قطاع الأعمال وخلق فرص اقتصادية جديدة".
وأضافت: "هناك عمل كثير يتعين إنجازه"، متوقّعة أن تكون الوثيقة "مفيدة لكلا البلدين نظرًا إلى الوتيرة الحالية والتقدم الكبير".
ولم تنشر سفيريدنكو أي تفاصيل على صلة بإعلان النوايا، لكنها قالت إن العمل مستمر نحو التوصل إلى اتفاق نهائي.
وكان زيلينسكي قد دعا ترمب في وقت سابق من هذا الأسبوع لزيارة أوكرانيا ومعاينة الدمار الذي خلفته الحرب بنفسه، وذلك في مقابلة الأحد مع شبكة "سي بي إس" رد عليها ترمب بتوجيه تهديدات إلى الشبكة التلفزيونية الأميركية.
وجاءت دعوة الرئيس الأوكراني بعد المواجهة الحادة بين زيلينسكي وترمب ونائبه جيه دي فانس في البيت الأبيض أمام الصحافة أواخر فبراير/ شباط.