Skip to main content

وقف المساعدات الخارجية الأميركية.. ما تداعياته على مرضى الإيدز؟

الخميس 13 فبراير 2025
يُمكن أن نشهد 6.3 مليون حالة وفاة مرتبطة بالإيدز خلال السنوات الخمس المقبلة إذا اسمرّ وقف المساعدات - غيتي

أُنشأت "خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز" (بيبفار) التي يمكن القول إنّها برنامج المساعدات الخارجية الأكثر نجاحًا في التاريخ، استجابة للضغوطات من أجل تحرّك الحكومات لإنقاذ مرضى فيروس نقص المناعة المكتسب "الإيدز".

وبينما تُوفي 20 مليون شخص حول العالم قبل الخطة، يتعاطى الآن الملايين من المرضى الأدوية المعروفة باسم مضادات الفيروسات القهقرية التي تمنع فيروس نقص المناعة البشرية من الانتشار في الجسم. وبالتالي أصبح الفيروس الذي يُسبّب مرض الإيدز قابلًا للإدارة، على الرغم من عدم وجود علاج له حتى الآن.

لكنّ توجّه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض قيود على المساعدات الخارجية، أدى إلى فوضى في النظام الذي أبقى الملايين من الناس على قيد الحياة لأكثر من 20 عامًا. ودقّ ناقوس الخطر للكثيرين ممن أصبحوا فجأة غير قادرين على الحصول على الأدوية اللازمة لإبعاد مرض الإيدز.

ويخشى خبراء الصحة والمرضى وغيرهم من احتمال عودة شبح الوفيات الهائلة من المرض، إذا لم تغيّر إدارة ترمب مسارها أو لم تتدخل أي قوة عالمية أخرى لسد الفراغ وبسرعة.

وحذّرت وكالة مكافحة الإيدز التابعة للأمم المتحدة في تصريح لوكالة "أسوشيتد برس"، من أنّ في السنوات الخمس المقبلة، يُمكن أن نشهد 6.3 مليون حالة وفاة مرتبطة بالإيدز، مشيرة إلى أنّها بدأت بتتبّع الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية بشكل علني منذ تجميد المساعدات.

وهو ما يُشكّل صدمة في وقت يتزايد فيه الرضا عن فيروس نقص المناعة البشرية، وانخفاض استخدام الواقي الذكري بين بعض الشباب، وظهور دواء يعتقد البعض أنّه يُمكن أن ينهي الإيدز إلى الأبد.

ما هي تداعيات وقف الأدوية على جسم مريض الإيدز؟

ينتشر فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق سوائل الجسم مثل الدم أو حليب الثدي أو السائل المنوي. ويُضعف جهاز المناعة في الجسم تدريجيًا ويجعله عرضة للأمراض، بما في ذلك الأمراض التي نادرًا ما تظهر لدى الأشخاص الأصحاء.

لكن عدم تناول الأدوية يؤدي إلى:

  • انهيار الجهاز المناعي

إنّ إيقاف هذه الأدوية يسمح للفيروس بالبدء في التكاثر في الجسم مرة أخرى، وقد يُصبح مقاومًا للأدوية.

ويُمكن أن يعود فيروس نقص المناعة البشرية إلى مستويات يُمكن اكتشافها في دم الأشخاص خلال أسابيع قليلة فقط، ما يُعرّض الشركاء الجنسيين للخطر.

ولا يُمكن للأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بفيروس نقص المناعة البشرية، أن يفلتوا من العدوى إلا إذا عُولجت المرأة بشكل صحيح أثناء الحمل أو عُولج الرضيع مباشرة بعد الولادة.

وإذا لم يتمّ تناول الأدوية، فإن الجسم يتجه نحو مرض الإيدز وهي المرحلة الأخيرة من العدوى.

  • الخطر اليومي للتعرّض للجراثيم

تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إلى أنّه من دون علاج فيروس نقص المناعة البشرية، يعيش الأشخاص المصابون بالإيدز عادة حوالي ثلاث سنوات.

لفترة طويلة، قد لا تكون هناك أعراض ملحوظة. لكن يُمكن لأي شخص أن ينقل فيروس نقص المناعة البشرية بسهولة إلى الآخرين، ويُصبح الجهاز المناعي عرضة لما يُسمّى بـ"الأمراض الانتهازية".

ووفقًا للمعاهد الوطنية للصحة، تشمل الأمراض الانتهازية كلًا من: الالتهابات الفطرية، والالتهاب الرئوي، والسالمونيلا، والسل.

وبالنسبة لبلد مثل جنوب إفريقيا، حيث يوجد أكبر عدد من حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في العالم وواحد من أكبر أعداد حالات السل، فإن الخسائر قد تكون هائلة.

وما لم يتمّ علاجه عن طريق علاج فيروس نقص المناعة البشرية، فإن الضرر يستمر.

ويصبح الجهاز المناعي غير قادر بشكل متزايد على مقاومة الأمراض، وبالتالي يجب الأخذ بالاعتبار التعرّض المحتمل للجراثيم في كل خطوة يقوم بها الإنسان، بدءًا من تناول الطعام وحتى السفر.

كل يوم مهم

لسنوات، تم التأكيد على أهمية تناول الأدوية يوميًا، حتى في نفس الوقت من اليوم، للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. لكنّ الآن اهتزت القدرة على اتباع هذه القاعدة الأساسية.

وبالفعل، تمّ وقف مئات أو آلاف من شركاء الصحة الذين تموّلهم الولايات المتحدة في دول مثل كينيا وإثيوبيا، ما تسبّب في فجوات واسعة النطاق في اختبار فيروس نقص المناعة البشرية والرسائل والرعاية والدعم في القارة التي تتلقّى المساعدة الأكبر من خطة "بيبفار".

في بعض العيادات الإفريقية، تمّ رفض علاج الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.

إنّ معرفة تداعيات تجميد المساعدات الخارجية لإدارة ترمب وفهم ما هو مسموح به بموجب التنازل عن "خطة بيبفار"، سوف يستغرق وقتًا يقول خبراء الصحة إنّ الكثير من الناس لا يملكونه.

وفي الوقت نفسه، حذّرت رئيسة وكالة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز ويني بيانييما، لوكالة أسوشييتد برس، من ظهور سلالات أكثر مقاومة للمرض.

ومن الممكن أن يصبح 3.4 مليون طفل إضافي أيتامًا، ما يُذكّر بالزمن الماضي الذي كان فيه العالم يتسابق لمواجهة مرض الإيدز بأدوات قليلة في متناول اليد.

المصادر:
التلفزيون العربي - ترجمات
شارك القصة