Skip to main content

وقف النار في غزة.. ما التصورات بشأن صفقة إقليمية أوسع يريدها ترمب؟

الأحد 29 يونيو 2025
قد يبدأ الاتفاق الجديد بغزة لكنه قد ينتهي بصفقة إقليمية أوسع - رويترز

دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب عبر منصته "تروث سوشال" إلى إبرام صفقة بشأن غزة تعيد المحتجزين الإسرائيليين.

جاء ذلك بعد ساعات من قوله إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيجري مفاوضات مع حركة حماس لإبرام اتفاق ينهي الحرب، متوقعًا إنجاز ذلك خلال أسبوع.

وفي خطوة أخرى مثيرة للجدل، جدد ترمب دعواته للقضاء الإسرائيلي بإلغاء محاكمة نتنياهو لأسباب عدة أبرزها أن لديه عملًا كبيرًا لإنجازه، وفق وصفه.

هل تكون غزة ضمن صفقة إقليمية أوسع؟

ويبدو ترمب هذه المرة مصرًا على سرعة إنجاز اتفاق مع حماس كي يتفرغ وفق مصادر إعلامية عدة لعمل آخر، بعد أيام قليلة من التوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل وإيران.

وقد يبدأ الاتفاق الجديد عند غزة، لكنه قد ينتهي بصفقة إقليمية أوسع، وهذا ما تشير إليه تصريحات ترمب الأخيرة أن دولًا عدة تريد الانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية. فضلًا عما ألمح إليه نتنياهو أيضًا بالقول إن أمام إسرائيل خيارات إقليمية واسعة بعد الحرب على إيران.

وتردد وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية منذ أيام أن ترمب يسعى لأن يكون أي اتفاق بشأن غزة جزءًا من صفقة إقليمية كبرى، تشمل ضم دول عربية وإسلامية إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.

ووفق تسريبات، فإن ذلك بالتحديد هو الهدف غير المعلن للزيارة التي يعتزم نتنياهو القيام بها الشهر المقبل إلى واشنطن.

وفي هذا السياق، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك، إن الشرق الأوسط مستعد لحوار جديد، كما أعرب عن أمله في إبرام اتفاقات بين لبنان وسوريا من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى.

محاولة ملء الفراغ بعد تراجع النفوذ الإيراني

وفي هذا الصدد، يعتقد أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات أن لا وجود لصفقة، وما يجري هو محاولة تقديم صفقة من نوع ما تفاجأ بها الطرف الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هذه المحاولة ناتجة عن فراغ سياسي في الإقليم تركته إيران بعد الحرب عليها، وتراجع نفوذها في المنطقة خلال العامين الأخيرين.

ومن واشنطن، يؤكد فريحات في حديثه إلى التلفزيون العربي، أن المنطقة على عتبة تشكيل خارطة سياسية جديدة، بسبب وجود فراغ في المنطقة يجب ملؤه بوجود لاعبين جدد ومناطق نفوذ جديدة، مشيرًا إلى أن الساحة مفتوحة أمام الجميع لملء هذا الفراغ. وأن إسرائيل تعمل على استغلال هذه الفرصة.

ويضيف فريحات إلى مسألة الاتفاقات الإبراهيمية، أن الحلقة الأضعف هي لبنان بسبب عدم وجود قضايا متشابكة كثيرة بينهما، ومطالبة أصوات في الداخل بإبرام اتفاق، وفق تعبيره، مستبعدًا سوريا من دائرة الاتفاقات، وأنها قد تقتصر فقط على تفاهمات أمنية من نوع ما.

شكوك بشأن جدية الضغط الأميركي

بدوره، يشير الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت إلى وجود تقديرات في إسرائيل بأن ترمب طلب من نتنياهو إنهاء الحرب في غضون أسبوعين، وهذا يثير شكوكًا كثيرة بشأن جدية هذا الضغط، "فقد يكون ترمب منحه مهلة لاستكمال خطته، بينما إسرائيل لا تمتلك خطة للخروج من حرب الإبادة في غزة".

ويوضح شلحت في حديثه إلى التلفزيون العربي من عكا، أن إسرائيل تعتقد أنها حققت انتصارًا يتيح لها أن تفرض إملاءاتها على الإقليم، قائلًا إن هناك مؤشرات على حديث أميركي عن توسيع الاتفاقات الإبراهيمية، قد تشمل سوريا ولبنان والسعودية وماليزيا وأندونيسيا.

وفي حين ترفض إسرائيل فكرة حل الدولتين التي تشترطها السعودية قبل انضمامها إلى الاتفاقية الإبراهيمية، يرى شلحت أن ترمب ربما يضغط على نتنياهو لأن يقبل بحل الدولتين في الظاهر على الأقل، من أجل توسيع اتفاقيات أبراهام بانضمام السعودية، "التي تعول إسرائيل على انضمامها في كل ما يتعلق بخطة الخروج السياسي من حرب غزة".

"الأولوية لبرنامج إيران النووي"

ومن واشنطن، يجزم كبير المستشارين السابق في الخارجية الأميركية أندرو تابلر أنه من الصعب تحديد ما قد يريده ترمب من نتنياهو، لأن كلًا منهما لديه موقف مستقل، كما أن "قدرة الولايات المتحدة في الضغط على إسرائيل ليست مضمونة بنسبة 100%، وقد لا تشكل حلًا دائمًا لقطاع غزة".

ويضيف تابلر في حديثه إلى التلفزيون العربي، أن المنطقة أمام مسألتين كبيرتين، أولاهما: برنامج إيران النووي وما سيحدث بعد الضربات الأميركية، والأخرى مسألة التطبيع مع دول مختلفة، بعضها "منخرط وقريب من إسرائيل" مثل لبنان وسوريا، مرجحًا أن يكون التركيز حاليًا على إيران.

ويتابع تابلر أن ثمة أسبابا عدة لتأخر إبرام وقف إطلاق نار دائم في غزة يتعلق منها بديناميكية إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن مع حكومة نتنياهو، مؤكدًا أن الأمر مختلف مع ترمب وهو ما قد يحدث تأثيرًا على مستوى الجوانب التكتيكية للاتفاق إن تم إبرامه.

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة