"ويفيكس".. شركة ناشئة في تونس "تطيل عمر" الأجهزة الإلكترونية
يتفحص صبرى شريحة بحرص غسالة تم تصليحها حديثًا في ما يبدو وكأنه ورشة عمل، لكنها في الحقيقة شركة ناشئة فريدة من نوعها في تونس والمغرب العربي، تختص في جمع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية وتصليحها، وإعادة تدويرها للحفاظ على البيئة.
ومن بين القطع والأدوات التي يمتلكها مؤسس "ويفيكس" WeFix في حيّ شعبي بتونس، تظهر أيضًا المايكروويف وآلات إعداد القهوة.
ويقول شريحة (42 عامًا) لوكالة فرانس برس: "في تونس، لدينا 8 ملايين جهاز كهربائي منزلي و9 ملايين هاتف محمول، ولا توجد خدمة لتوفير طريقة للتخلص منها. في بعض الأحيان نجدها ملقاة في الشوارع أو في القمامة".
شركة ناشئة في تونس "تطيل عمر" الأجهزة الإلكترونية
وتوجد في تونس محال تصليح صغيرة عدة للأجهزة المنزلية، لكنّ "ويفيكس" فريدة من نوعها لأنها "تمزج بين التكنولوجيا الرقمية والمهارات المتخصصة"، مقدمة "خدمة شاملة" تضم جمع الأجهزة التالفة أو القابلة للتصليح ثم بيعها مجددًا.
ويضيف شريحة أن الهدف هو تحقيق "أثر بيئي واجتماعي ونمو اقتصادي".
وتنتج تونس حوالي 140 ألف طن من النفايات الكهربائية والإلكترونية سنويًا، منها 60 ألف طن متأتية من الصناعة المحلية والتي يتم تدويرها التزامًا بالقانون.
لكن الخبير في إدارة النفايات وليم المرداسي يوضح أن "لا مراكز لتجميع ونقل وإعادة تدوير" 80 ألف طن من النفايات الإلكترونية والكهربائية التي تستهلكها الأسر التونسية.
ويلاحظ أن "لا مراكز ومؤسسات لإعادة تدوير أو جمع للنفايات من المواطنين".
وتساهم "ويفيكس" في الحد من النفايات الكهربائية والإلكترونية "من خلال تشجيع الناس على التصليح، وتغيير أنماط الاستهلاك لزيادة الطلب على الأجهزة المعاد تصليحها بدلًا من شراء الأجهزة الجديدة"، وتكدس نفايات غالبًا ما يكون التونسي في غنى عنها، بحسب شريحة.
ويضيف: "هذا اقتصاد دائري، لأن الأجهزة التي نجمعها تغذي مخزوننا من قطع الغيار التي تستخدم في التصليحات أو يتم بيعها لمصلحين آخرين، وصولًا إلى مرحلة إعادة التدوير".
ومن خلال تغيير بسيط للوحة الإلكترونية مقابل 200 دينار (نحو 62 دولارًا)، يمكن تفادي دفع ألفي دينار (665 دولارًا) لشراء غسالة جديدة عن طريق تمديد عمر الجهاز لثلاث أو أربع أو خمس سنوات.
ومع إطلاقها في منتصف عام 2022، تمكنت "ويفيكس" من تفادي تراكم 20 طنًا من النفايات في عام 2023، و80 طنًا في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل الرقم إلى 120 طنًا في عام 2025.
ويفسر شريحة "عندما نتحدث عن النفايات التي يتم تفاديها، فإننا نتحدث عن صنع غسالة جديدة تزن 50 أو 60 كيلوغرامًا، والتي تحتاج إلى أكثر من طن من المواد بين المعادن واللوحات الإلكترونية، لذا فإن لدينا تأثيرًا بيئيًا مزدوجًا".
وفي تونس التي تعاني من أزمة اقتصادية حيث لا يتجاوز متوسط الراتب ألف دينار (307 دولارات)، تتبع "ويفيكس" أيضًا نهجًا اجتماعيًا من خلال تقديم أجهزة معاد تدويرها بأسعار أقل بنسبة 60% مقارنة بالمنتجات الجديدة، حسبما يشير شريحة.