الإثنين 25 مارس / مارس 2024

يؤثر على المناخ.. إطلاق الصواريخ يضرّ بطبقة الأوزون

يؤثر على المناخ.. إطلاق الصواريخ يضرّ بطبقة الأوزون

Changed

تضخ الصواريخ حوالي 1000 طن من السخام سنويًا في الطبقات العليا من الغلاف الجوي للأرض - تويتر
تضخ الصواريخ حوالي 1000 طن من السخام سنويًا في الطبقات العليا من الغلاف الجوي للأرض - تويتر
كشفت دراسة أميركية أن إطلاق الصواريخ سيؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في الستراتوسفير ما سيتسبب بتدهور طبقة الأوزون الواقية للأرض.

توصلت دراسة جديدة إلى أن النمو المتوقع في عدد عمليات إطلاق الصواريخ المتوقعة في العقود القليلة المقبلة سيكون له تأثير ضار على مناخ الأرض وطبقة الأوزون الواقية للكوكب.

وبحسب موقع "سبيس" ركّزت الدراسة، التي قادها باحثون من الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي على تأثير صواريخ احتراق الوقود الأحفوري، مثل صاروخ فالكون 9 الخاص بشركة "سبيس إكس".

وتم تجاهل الآثار البيئية لإطلاق الصواريخ إلى حد كبير. وزعم العديد من الخبراء أن كمية التلوث الناتجة عن الرحلات الفضائية لا تذكر مقارنة بمصادر التلوث الأخرى. وعلى سبيل المثال، ففي غضون عام واحد، تحرق صناعة الطيران وحدها وقودًا يزيد بمقدار 100 مرة عن جميع الصواريخ التي يتم إطلاقها حول العالم، وفقًا للخبراء.

ومع ذلك، قد تتغير النسبة قريبًا مع استمرار زيادة عدد عمليات إطلاق الصواريخ، التي تضاعفت أكثر من ثلاث مرات في العقد الماضي. 

كما حللت الدراسة عواقب زيادة إطلاق الصواريخ بمقدار عشرة أضعاف، وهو ما يتماشى مع التوقعات الحالية. 

مستويات عالية من السخام

وكان الباحثون مهتمين بمحتوى السخام في عوادم الصواريخ التي تحرق الوقود الأحفوري. وفي الوقت الحالي، تضخ الصواريخ حوالي 1000 طن من السخام سنويًا في الطبقات العليا من الغلاف الجوي للأرض. ويتراكم هذا الملوث على ارتفاعات عالية على مر السنين ويمتص الحرارة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة تلك الطبقات الجوية.

ووجدت الدراسة أن زيادة كمية السخام المحقونة في طبقة الستراتوسفير بمقدار عشرة أضعاف كل عام بعد 50 عامًا ستؤدي إلى زيادة درجة الحرارة السنوية في تلك الطبقة من نصف درجة إلى درجتين مئويتين. وطبقة الستراتوسفير هي طبقة من الغلاف الجوي فوق أدنى طبقة تروبوسفير. 

ووجدت الدراسة أن الاحترار المتوقع من شأنه أن يبطئ التيارات النفاثة شبه الاستوائية، وهي مجموعات من الرياح القوية التي تدور حول الكوكب عند الحافة السفلية لطبقة الستراتوسفير والتي تؤثر على الرياح الموسمية الصيفية الإفريقية والهندية.

تأثير ارتفاع درجات الحرارة

وسيؤدي ارتفاع درجات الحرارة في الستراتوسفير أيضًا إلى تدهور طبقة الأوزون الواقية، التي تمنع الأشعة فوق البنفسجية الضارة القادمة من الشمس من الوصول إلى سطح الكوكب.

ووجد الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة "جورنال أوف جيوفيزيكال ريسيرتش أتموسفيرز" في الأول من يونيو/ حزيران الجاري، أن الزيادة عشرة أضعاف في تركيزات السخام في الستراتوسفير ستؤثر بشكل خاص على تركيزات الأوزون في نصف الكرة الشمالي، ولا سيما المواقع على الأقل من 30 درجة شمال خط الاستواء.

وقال كريستوفر مالوني، عالم الأبحاث في مختبر العلوم الكيميائية التابع للإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي والمؤلف الرئيسي للدراسة: "بمزيد من البحث، يجب أن نكون قادرين على فهم التأثيرات النسبية لأنواع الصواريخ المختلفة على المناخ والأوزون بشكل أفضل". 

وكان العلماء يعرفون سابقًا أن محركات الصواريخ الصلبة، تدمر طبقة الأوزون، لأن عادمها يحتوي على الكلور، وهي مادة معروفة بكونها قاتلة للأوزون.

وعلى الرغم من أن الصواريخ التي تعمل بالوقود الأحفوري لا تزال الأكثر شيوعًا اليوم، إلا أن التقنيات الجديدة قيد الاستخدام بالفعل أو يجري تطويرها، ويبدو أن لها تأثيرًا أقل على البيئة. 

وإضافة إلى الأضرار المناخية يشكل حطام الصواريخ مصدر قلق، وقد أعلنت المملكة المتحدة قبل أيام عن خطط "مركز الأنشطة الإقليمية للفضاء" لمعالجة ملايين شظايا الحطام الفضائي الموجودة في المدار القريب من الأرض.

وتسعى بريطانيا لتحسين استدامة مهمات الفضاء المستقبلية، حيث أصدر وزير العلوم جورج فريمان تحذيرًا صارمًا لروسيا والصين بأن "أيام بذل ما يريدون قد ولت".

وقد كشف الوزير عن خطة استدامة الفضاء في كلمة ألقاها أمام القمة الرابعة لاستدامة الفضاء في متحف العلوم في لندن. وتشمل الخطة مجموعة الإجراءات الجديدة التي اتخذتها حكومة المملكة المتحدة لتنظيم عمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية التجارية، ومكافأة الشركات التي تقلل من أثرها على مدار الأرض وتخصيص 5 ملايين جنيه إسترليني إضافية لتقنيات تنظيف النفايات الفضائية.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close