Skip to main content

ياسر أبو شباب.. "دم مهدور" ودور يتعاظم استباقًا لليوم التالي

الأربعاء 11 يونيو 2025
نتنياهو يعترف بتسليح مجموعة ياسر أبو شباب لمحاربة حماس في غزة - فيسبوك

لم يكن غسّان أبو ستة، جرّاح التجميل والترميم البريطاني-الفلسطيني المرموق، بحاجة إلى من يحثّه أو يدعوه لترك مرضاه في لندن ويخاطر بحياته، ويسافر إلى قطاع غزة الذي كان يتعرّض لأسوأ عمليات قصف عرفتها البشرية منذ الحرب العالمية الثانية، ليكون بين مواطنيه ممن كانوا في أمسّ الحاجة لأي عون ممكن.

لكنّ أبو ستة فعلها، وكان على معبر رفح بعد نحو أسبوع وحسب من بدء العدوان غير المسبوق على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ومن هناك إلى مدن غزة ومستشفياتها، حيث أجرى وبدون توقف مئات العمليات الجراحية الطارئة. 

غسان ابو ستة الطبيب البريطاني الفلسطيني الذي عالج مئات الحالات الصحية في غزة-غيتي

وخلال نحو 40 يومًا عالج أبو ستة مئات الحالات الصحية بالغة الصعوبة، وفعل ذلك تحت القصف وفي ظل نقص فادح في الأدوية والمستلزمات الطبية.

وبعد مجزرة مستشفى المعمداني في 17 أكتوبر 2023، شاهد العالم ذلك الطبيب بردائه الطبي الأبيض وسط جثامين الشهداء الذين تجاوز عددهم الـ500، وهو يروي لوسائل الإعلام مجريات ما حدث. 

لم يفعل ذلك مواطن غزّي آخر، يُدعى ياسر أبو شباب، الذي يقدّم نفسه هذه الأيام باعتباره منقذًا لأبناء غزة من مصائد الموت والجوع، بينما كان في الفترة نفسها التي كان فيها الطبيب أبو ستة عُرضة للموت بقذيفة طائشة، يقبع (أبو شباب) في أحد سجون وزارة الداخلية في غزة على خلفية قضايا سلب ونهب وتهريب مخدرات.

كلاهما، أبو ستة وأبو شباب يتحدّر من القبيلة نفسها، "الترابين". 

عائلة ياسر أبو شباب تهدر دمه

تعتبر "الترابين" من أكبر قبائل المثلث الفلسطيني- المصري-الأردني، حيث ينتشر أفرادها في منطقة النقب وسيناء ومدينة العقبة الأردنية، وتنقسم إلى خمسة بطون، وهي النبعات والقصار والنجمات والغوالية والحسابلة. 

ويُطلق على عشيرة "الترابين الغوالية" اسم "أبو ستة" التي يتحدّر منها الطبيب غسّان أبو ستة الذي ساءه ما يفعله ابن قبيلته، ياسر أبو شباب، من تعاون معلن مع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، فكتب الأحد الماضي (8 يونيو/حزيران) على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "إكس" ليعلن وقبيلته تبرؤه من أبو شباب: 

إن هذا الدّعي إبن الدّعي، الخائن وقاطع الطرق، العميل ياسر أبو شباب، لا يمتّ لقبيلة الترابين بصلة، فنحن منه براء.

الترابين قادت نضال شعبنا ضد الاستعمار البريطاني والمشروع الصهيوني. هي قبيلة الشهداء والقادة من الشيخ حسين أبو ستة والشهيد القائد عبد الله أبو ستة والقائد حامد أبوستة، والشهيد القائد عمرو أبو ستة والشهيد القائد جمال أبو سمهدانة والشهيد عاهد أبو ستة، وآلاف الشهداء والمعتقلين من قبلهم ومن بعدهم من أبناء قبيلة الترابين. 

هي قبيلة الشهداء والقادة، فلا تلوّث إسم الترابين، فنحن منك أيها العميل براء.

ولم يقتصر التبرؤ من أبو شباب على الطبيب أبو ستة، بل شمل قبيلة الترابين عامةً وعائلة أبو شباب في قطاع غزة خاصة، سيّما أن القبائل العربية تظل محكومة بمنظومات قيمية ترجع إليها، وتشكّل معيارًا لها فيما يتعلق بمفاهيم الشرف والسُمعة، ولا تسمح لأحد أفرادها بالتطاول عليها أو تجاوزها.

ففي 30 مايو/ أيار الماضي اجتمع كبار رجالات عائلة أبو شباب في قطاع غزة، وتداولوا فيما بينهم في أمر ياسر أبو شباب الذي يتزعّم عصابة تقوم بنهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وتعمل بالتنسيق مع جهاز الشاباك الإسرائيلي الذي زوّدها بالسلاح.

تقوم مجموعة ابو شباب بنهب شاجنات المساعدات في غزة-فيسبوك

وأصدر رجالات عائلة أبو شباب بيانًا أعلنوا فيه أنهم استدعوا المذكور، وواجهوه بالتهم الموجّهة إليه بخصوص انخراطه فيما قالوا إنها "نشاطات أمنية مشبوهة لا يمكن السكوت عنها"، لكنه نفى ذلك، وادّعى أن ما يقوم به محصور في الجوانب الإغاثية فقط.

وقال البيان إن رجالات العائلة وأعيانها تأكدوا من خلال مشاهد مصوّرة بثّتها المقاومة من تورط مجموعات ياسر أبو شباب في إطار أمني خطير، وصل إلى حدّ العمل ضمن تشكيلات المستعربين، ومساندة قوات الاحتلال الصهيوني الذي "يقتل أبناء شعبنا بوحشية".

وبناءً على ذلك، قررت العائلة "التبرؤ التام من المدعو ياسر أبو شباب"، واعتباره خارجًا عن نهج العائلة الوطني والأخلاقي، وأنه "لم يعد لا هو، ولا بعض شباب العائلة الذين يعملون معه، يمتّون بصلة إلى عائلتنا الأصيلة التي قدّمت ولا تزال تقدم في سبيل فلسطين".

وشدّد البيان على أن العائلة ستقوم بملاحقة ياسر ومحاسبته بأشد الوسائل الممكنة، ولن تسمح بأن يكون سببًا في تشويه سمعة العائلة وتاريخها المشرّف، ودعت الجميع إلى التبرؤ منه وأهدرت دمه، قائلة في بيانها:

ندعو كل من انساق خلفه أو انخرط في مجموعاته الأمنية إلى التبرؤ منه فورًا، والانفصال عنه علنًا، قبل أن يواجهوا مصيرًا لا يُحمد عقباه، ولا مانع لدينا ممن حوله بتصفيته على الفور ونحن نقول لكم إن دمه مهدور.

نؤكد أننا لن نقبل بعودة ياسر إلى كنف العائلة إلا إذا أعلن توبته الكاملة والصريحة أمام الشعب الفلسطيني، وسلّم نفسه لكبار العائلة كي تتم محاسبته بأعراف العائلة واتخاذ ما يلزم بحقه من خطوات تُعيد للعائلة اعتبارها وكرامتها بدل الفضيحة التي تعرضت لها العائلة من وراء رأسه وأعماله.

فمن هو أبو شباب الذي نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية بأنه تمت الموافقة على أن تكون مجموعته بديلًا لحركة حماس في إدارة قطاع غزة؟

من تهريب المخدرات إلى السطو على المساعدات 

بدأ اسم أبو شباب بالتردد بين الغزّيين على نطاق واسع في مايو 2024، بعد قيام الجيش الإسرائيلي باجتياح محافظة رفح، باعتباره زعيمًا لمجموعات مسلحة تقوم بالسطو على شاحنات المساعدات الإنسانية بالقوة.

تُظهره الصور شابًا نحيلًا في مطلع الثلاثين من العمر، وهو يمتشق رشاشًا، ببشرة أقرب إلى السمرة.

ورغم أنه لم يكن معروفًا للعامة قبل ذلك إلا أنه لم يكن مجهولًا لدى وزارة الداخلية في حكومة حماس وأجهزتها الأمنية، فقد كان معتقلًا في أحد مراكزها الأمنية قبل العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023 بتهم جنائية من بينها تهريب المخدرات، ولذلك كان أبو شباب وجماعته في دائرة المراقبة والاستهداف منذ بدء عملياتهم التي كانت تتم بحماية إسرائيلية.

منظمات اغاثة دولية ذكرت اسم ابو شباب في اتهمها لعصابات تنهب المساعدات-غيتي

ونقل تقرير لصحيفة هآرتس نشر في أغسطس/ آب 2024، عن مصادر في منظمات إغاثية دولية عاملة في قطاع غزة أن "الجيش الإسرائيلي يسمح لمسلحين بنهب شاحنات المساعدات بغزة وابتزاز أموال حماية من سائقيها".

وقبل ذلك، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مذكرة داخلية للأمم المتحدة، أن الطرف الرئيسي في عمليات النهب واسعة النطاق التي تتم على بُعد مئات الأمتار من معبر كرم أبو سالم، هو "ياسر أبو شباب".

في دائرة الاستهداف 

وما تكشّف من حقائق في الأيام القليلة الماضية عن علاقات تربط أبو شباب بالاجهزة الأمنية الإسرائيلية، يظهر أن دور أبو شباب مر بعدة مراحل، بدأها بالسلب والنهب لإحداث بلبلة في صفوف الغزّيين تؤدي إلى فقدانهم الثقة بقدرة المقاومة على حفظ الأمن في قطاع غزة وتأمين المساعدات، وصولًا إلى ما يصفه فلسطينيون بالعمالة الصريحة لصالح إسرائيل، والتمهيد لليوم التالي ما بعد العدوان على غزة، وفق السيناريو الإسرائيلي الذي يقوم على إنشاء إدارة مدنية تُشرف عليها إسرائيل بالكامل، وتصفية حركة حماس وأذرعها في العمل المدني.

يعاني قطاع غزة من ازمة تجويع متعمدة وسط ازمة انسانية غير مسبوقة-غيتي

أمر يبدو أن حركة حماس كانت تتحسب له وتتابعه عن كثب، ففي نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 هاجمت وحدة "سهم" التابعة لوزارة الداخلية في غزة، موقعًا كان يتردّد إليه أبو شباب مع مجموعته، وشاع في حينه أنه قتل في قصف استهدف مركبة كان يستقلها، لكن تبيّن أن من قُتل كان شقيقه.  

وفي مايو الماضي نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسّام مقطع فيديو لاستهداف مجموعة مستعربين كانوا يقومون بعمليات استطلاع وتمشيط في شرقي رفح.

وتبيّن لاحقًا أنهم من مجموعة أبو شباب الذين قُتل أربعة منهم في تفجير نفذته القسّام، وهو ما كان يعني أن دور مجموعة أبو شباب أكثر خطورة من سلب المساعدات أو حتى التنسيق مع إسرائيل بشأنها، وأنه يتماهى مع خطط إسرائيل وإجراءاتها العملية على الأرض لاستهداف المقاومة تمهيدًا للقضاء عليها. 

الشاباك وصناعة "أبو شباب"

وقبل أيام، كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن جهاز "الشاباك" يقف وراء "صناعة" ظاهرة أبو شباب ومجموعته، بهدف إنتاج بديل عسكري في قطاع غزة لمواجهة حركة حماس، وأن خطة الشاباك حظيت بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس ورئيس هيئة أركان الجيش.

ووفق ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية فإن تسليح مجموعة أبو شباب تم بسرية كاملة، بقيادة الشاباك، وشمل نقل مئات من قطع السلاح الخفيف إليها.

وفي السابع من يونيو الجاري أقرّ نتنياهو بدعم المجموعة، في أعقاب تصريح لوزير الأمن السابق أفيغدور ليبرمان قال فيه لهيئة البث الاسرائيلية "كان" إن الحكومة تزود "مجموعة من المجرمين في قطاع غزة أسلحة".

وعلّق نتنياهو في فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي قائلًا: "ماذا سرّب ليبرمان؟ أنه بناء على نصيحة مسؤولين أمنيين، قمنا بتنشيط مجموعة في غزة تعارض حماس؟ ما السيئ في ذلك؟". وأضاف: "إن ذلك يعود بالفائدة فقط، ذلك ينقذ أرواح جنود إسرائيليين".

مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في العاصمة الاسبانية مدريد-غيتي

وبدوره أكد المتحدث باسم الجيش إيفي ديفرين أن الجيش يدعم تسليح مجموعات محلية في غزة، وقال في مؤتمر صحافي: "أستطيع القول إننا نعمل بطرق مختلفة ضد حكم حماس". 

من جهتها، قالت حماس إن "هدف إسرائيل هو إحداث حالة فوضى أمنية ومجتمعية، وتسويق مشاريع الاحتلال لهندسة التجويع والسرقة المنظمة للمساعدات الإنسانية"، وأضافت: "إننا في حركة حماس نؤكد أن هذا الاعتراف الرسمي يُثبّت ما كشفته الوقائع الميدانية طوال الأشهر الماضية، من تنسيق واضح بين عصابات اللصوص والمتعاونين مع الاحتلال وبين جيش العدو نفسه، في نهب المساعدات وافتعال أزمات إنسانية تزيد معاناة شعبنا المحاصر".

مجموعة أبو شباب تعترف

لكن مجموعة أبو شباب التي أصبحت تطلق على نفسها لقب "القوات الشعبية" نفت تلقيها السلاح من إسرائيل، وقالت في بيان على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إنها "لم ولن تكون أداة للاحتلال"، وأضافت: "أسلحتنا بسيطة وقديمة وجاءت بدعم من شعبنا".

وكشف أبو شباب، الأحد الماضي، عن وجود علاقات مع السلطة الفلسطينية أيضًا، قائلًا إنهما "شريكان في الفحص الأمني للوافدين" إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة مجموعته شرق رفح.

حماس تقول ان هدف إسرائيل من تسليح ابو شباب إحداث فوضى أمنية ومجتمعية-غيتي

وقال أبو شباب، في مقابلة أجراها معه المراسل العسكري لإذاعة "جالاتس" الإسرائيلية دورون كادوش، إن "العلاقة مع السلطة قائمة في إطار المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وبموجب الشرعية القانونية لها"، مضيفًا: "نجري فحوصات أمنية عبر جهاز المخابرات الفلسطينية، الذي يتعاون معنا لضمان عدم دخول عناصر إرهابية وتعطيل مشروع تحرير غزة من حماس".

ويقول أبو شباب إن هذا التنسيق يهدف إلى منع عناصر المقاومة من الوصول إلى هذه المناطق التي يعتبرها “مناطق محررة من حماس”، ويوضح أن عملياته في المناطق الشرقية من رفح تتم بإشراف جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأن علاقته بجيش الاحتلال وتنسيقه مع جهاز المخابرات الفلسطينية "يحقق المصالح العليا للشعب الفلسطيني".

السلطة الفلسطينية تنفي

وأنكر أبو شباب في المقابلة أي صلة له بتنظيم الدولة، قائلًا: "لا علاقة لنا بأي دولة أو منظمة. هذه الشائعات موجهة لتشويه سمعتنا ولخلق عداء بيننا وبين إسرائيل والدول العربية"، كما نفى أن تكون إسرائيل قد زودته بالسلاح، قائلًا إنه "سلاح بسيط جمعناه من السكان المحليين".

ولم يستبعد أبو شباب إمكانية التنسيق مع الجيش الإسرائيلي إذا كان لأسباب إنسانية على حد قوله، ولصالح "شعبنا في شرق رفح، وعبر قنوات وساطة".

وأوضح أبو شباب في المقابلة أنه يقود مئات من الأتباع، قائلًا إن أعداد عناصره في ازدياد، وإن لديه طموحًا للتوسع في مناطق أخرى تسيطر عليها حركة حماس "لتحرير الناس من هذا العبء" على حد وصفه.

ورغم تأكيده انه لا يتلقى تمويلًا من أحد بل يعتمد على ما قال إنه تمويل ذاتي، كشفت القناة الإسرائيلية i24NEWS أن دولة عربية لم تُفصح عن هويتها تشرف على تدريب مجموعته، بينما يدير محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قنوات اتصال مباشرة مع أبو شباب. ونقلت القناة عن مصدر سياسي رفيع المستوى في رام الله أن "كل شيء يتم بالتنسيق مع الرئيس عباس".

لكن السلطة الوطنية الفلسطينية نفت الأحد الماضي أي علاقة لها مع مجموعة أبو شباب، وقال الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية أنور رجب إن ادعاء تلك الجماعة بأنها "تتبع للرئاسة الفلسطينية أو الشرعية لا صحة له"، وإن ما تقوم به المجموعة "مخالف للقانون وخارج إطار النقاش".

السلطة الفلسطينية تنفي اي علاقة لها بمجموعة ابو شباب-غيتي

يُذكَر أن مجموعة أبو شباب أصبحت تمأسس نشاطاتها في الآونة الأخيرة، ما يؤكد أنها جزء من مخطط أكبر تديره أجهزة تابعة لعدة دول بالتنسيق فيما بينها، كما يقول كثيرون، فقد أعلنت المجموعة بدايةً تأسيس ما سمّته قوات شعبية وأنشأت جهازًا لمكافحة الإرهاب.

كما أصبحت تدير حملة علاقات عامة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدر البيانات المُصاغة باحترافية واضحة وهي تخاطب الفلسطينيين في قطاع غزة، ومنها إعلانات تدعو الغزّيين للتطوّع والانخراط في صفوفها، بل إنها أصبحت تصدر ايضًا فواتير مالية تحمل أختامًا رسمية في معاملاتها المالية، ما يعني أنها تجهّز نفسها لإدارة قطاع غزة مدنيًا في المرحلة المقبلة إذا ما قيّضت لها فرص النجاح.

المصادر:
خاص موقع التلفزيون العربي
شارك القصة