أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أمس الجمعة، أن إسرائيل تتعمد قتل الصحافيين في قطاع غزة بهدف ترهيبهم ومنعهم من نقل الحقيقة ووقائع الإبادة الجماعية، التي تواصل ارتكابها إلى العالم.
وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة أسفرت عن أكثر من 168 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وبشكل متكرر، يندد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة بأشد العبارات بـ"الاستهداف الممنهج للصحافيين والإعلاميين الفلسطينيين"، ويطالب الاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب والهيئات الصحفية الدولية كافة بـ"إدانة هذه الجرائم وملاحقة الاحتلال الإسرائيلي أمام المحاكم الدولية".
الاحتلال يهدف إلى تغييب الحقيقة
بدوره، أدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان (مستقل)، في بيان، "جريمة اغتيال إسرائيلية لصحافي فلسطيني وزوجته وابنته كانوا يسيرون قرب منزلهم في دير البلح وسط القطاع".
وكان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة قد أعلن ارتفاع عدد الصحافيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ 2023، إلى 212 صحافيًا، عقب استشهاد الصحافي سعيد أبو حسنين، متأثرًا بإصابته بقصف استهدفه برفقة زوجته وابنته الأربعاء.
وقال المركز: "استمرار استهداف وقتل الصحافيين بشكل متصاعد يظهر بما لا يدع مجالًا للشك أن القتل عمدي ومقصود بهدف ترهيبهم وتخويفهم ومنعهم من نقل الحقيقة للعالم وتغييب نقل وقائع الإبادة ضد المدنيين بغزة".
وشدد على أن استهداف الصحافيين بغزة "جزء لا يتجزأ من جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة".
وأوضح أن عدد الصحافيين الذين استشهدوا بغزة منذ بدء الإبادة وبينهم 13 صحافية هو "الأعلى في العالم منذ بدء الإحصاء للقتلى الصحافيين في 1992".
وذكر المركز الحقوقي أن الغالبية العظمى من الصحافيين استشهدوا خلال "غارات جوية، سواء من الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع، بينما استشهد آخرون جراء إطلاق النار عليهم من قناصة".
"جريمة حرب"
ويعد القتل العمد للصحافيين "جريمة حرب تقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، وفقًا للمادة 8 من نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة".
وأكد المركز أن حرية الصحافة والتعبير مكفولة وفقًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، خاصة المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، بحسب البيان.
وحذر من أن استمرار إفلات إسرائيل من العقاب "يشجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الصحافيين وعائلاتهم بلا رادع".
وطالب المركز، المجتمع الدولي بـ"إدانة استهداف العاملين بالصحافة بشكل علني والضغط على الاحتلال لوقف استهدافهم بشكل فوري، والعمل دون تأخير على توفير حماية دولية للمدنيات والمدنيين بغزة".
ودعا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إلى "التسريع باتخاذ إجراءات عملية لإنجاز التحقيق بالجرائم المرتكبة على إقليم دولة فلسطين، بما فيها جرائم قتل الصحافيين، الذين يدفعون حياتهم ثمنًا لإظهار الحقيقية".