الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

يساعد في منع حدوثه.. اختبار دم يوفر فهمًا أفضل للإجهاض التلقائي

يساعد في منع حدوثه.. اختبار دم يوفر فهمًا أفضل للإجهاض التلقائي

Changed

إضاءة سابقة في "صباح النور" على أسباب الإجهاض المتكرر وطرق علاجه (الصورة: تويتر)
لم يكن اختبار دم مماثل إلى اليوم مُعتمدًا في الدنمارك سوى بعد تعرض المرأة إلى ثلاث حالات إجهاض متتالية.

نجح فريق بقيادة طبيبة نسائية دنماركية في إثبات أنّ اختبار دم بسيطا من شأنه توفير تفسيرات إضافية عن السبب الكامن وراء فشل الحمل، وهو ما يتيح فهم حالات الإجهاض التلقائي بصورة أفضل ويساهم أحيانًا في تجنّب حدوثها.

ويطال الإجهاض التلقائي امرأة من كل عشر نساء خلال مرحلة ما من حياتها، فيما تأتي معدلاته مرتفعةً في البلدان التي يتزايد فيها تأخّر السكان في إنجاب الأطفال.

ونشرت الطبيبة هنرييت سفاريه نيلسن المقيمة قرب العاصمة الدنماركية كوبنهاغن وفريقها، دراسة في مجلة "ذي لانست" العلمية تحدّد ما إذا كان الإجهاض التلقائي ناجمًا عن خلل في الكروموسومات أم لا. ويُتاح اللجوء إلى اختبار الدم في بداية مرحلة الحمل وتحديدًا من الأسبوع الخامس، على عكس ما كان يُعتمد سابقًا.

وأوضحت سفاريه نيلسن لوكالة فرانس برس أنه "في حال الإجهاض التلقائي، يمكن إخضاع المرأة إلى اختبار دم لمعرفة الخصائص الجينية للجنين".

التعرّض للإجهاض التلقائي

ولم يكن اختبار دم مماثل إلى اليوم مُعتمدًا في الدنمارك سوى بعد تعرض المرأة إلى ثلاث حالات إجهاض متتالية، وفي حال كان الحمل في أسبوعه العاشر أو أكثر.

وقالت الطبيبة الخمسينية: "نحن في العام 2023، وينبغي ألا نعتمد فقط على عدد حالات الإجهاض التلقائي ومرحلة الحمل التي حصل خلالها الإجهاض كمعيار لتحديد إمكانية خضوع المرأة لاختبار الدم".

وبات اختبار الدم في فيدوفر مُقترحًا على جميع النساء اللواتي تعرّضن لإجهاض تلقائي ولجأن إلى طوارئ المستشفيات. وأتت 75% نسبة مَن يوافقن منهنّ على إجراء الاختبار.

وكشفت إحدى هؤلاء النساء، رفضت ذكر هويتها لأنها لم تتطرق إلى الموضوع مع مختلف أقربائها، "كان إجراء الاختبار قرارا بديهيًا لي، فهو يساهم في فهم سبب الإجهاض التلقائي".

ويتم عزل الحمض النووي للجنين بعد إجراء اختبار الدم، ثم يخضع للتحليل بهدف تحديد ما إذا كان يظهر خللًا مهمًا في الكروموسومات أدى إلى إنهاء حياة الجنين. وتأتي النتائج إيجابية في 50 إلى 60% من الحالات.

وأوضحت لينه فيرغه العاملة في أحد المختبرات، أنّ الأطباء "يرون ما إذا كانت أعداد كروموسومات معينة تمثل مشكلة أكثر من غيرها، ويمكنهم تالياً تحديد المخاطر المستقبلية". وفي حال لم يُرصد أي خلل في الكروموسومات، يتعمّق الأطباء أكثر في حالة المريضة.

وقالت نيلسن: "نبدأ حينها بأخذ تفاصيل من المرأة عمّا حصل معها ونطرح عليها مجموعة من الأسئلة".

أهمية العامل البيولوجي

وقد يُفسَّر الإجهاض التلقائي باختلالات هرمونية لدى المرأة أو إصابتها بأمراض مرتبطة بالغدد الصماء أو حتى اعتمادها نمط حياة غير مناسب. وهنا يبرز دور الطبيب في تحديد المخاطر وتوفير العلاج المناسب.

وأُطلق المشروع الذي يحمل عنوان "كوبل" عام 2020، ولا يزال قيد التقدم ويُفترض أن يتيح إمكانية إنشاء قاعدة بيانات فريدة، من خلال جمع معلومات عن حالات مختلفة بفضل مجموعة من النساء هي الأكبر في دراسة على الإطلاق.

وقالت سفاريه: "ستكون لدينا قاعدة بيانات تحمل موثوقية للإجابة بشكل صحيح على الأسئلة المتعلقة بالإجهاض والإنجاب وصحة المرأة عمومًا".

وأبدت سفاريه نيلسن التي تعمل في مجال الطب منذ 20 سنة، رغبة في تطوير ممارسات مقدمي الرعاية.

ولفتت إلى أنّ "الإجهاض التلقائي شائع جداً ويحصل بنسبة 25% في كل حالات الحمل"، مضيفةً "رغم تكرار حالات الإجهاض، اكتفينا لسنوات عدة بإفراغ الرحم عقب خسارة الحمل" من دون إيلاء أهمية للعامل البيولوجي الذي تسبب في حدوث الإجهاض أو تأثيره على الصحة الذهنية للأزواج.

وقبل أن تنجب طفليها، تعرضت ريكي همنغسن إلى ثلاث حالات إجهاض. وتبدي راهنًا حماسة للمشروع الذي يمنحها الأمل في أنّ "عددًا أقل من النساء" سيختبرن ما اختبرته بنفسها.

وقالت: "إن المشروع يعطي معنى للألم والحزن الناتجين عن كل إجهاض تلقائي".

والإجهاض التلقائي الذي غالبًا ما يشكل مأساة خاصة للأزواج، نادرًا ما تتم مناقشته علنًا، وعندما يجري التطرق إليه تكون ردود الأفعال غير مناسبة أحيانًا.

المصادر:
العربي- أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close