الثلاثاء 25 آذار / مارس 2025

يُستخدم في الطب الآسيوي التقليدي.. ما فوائد الزنجبيل؟

يُستخدم في الطب الآسيوي التقليدي.. ما فوائد الزنجبيل؟ محدث 20 شباط 2025

شارك القصة

يُستخدم الزنجبيل لعلاج مجموعة مختلفة من الأمراض
يُستخدم الزنجبيل لعلاج مجموعة مختلفة من الأمراض- غيتي
الخط
إذا كنت مهتمًا بتناول مُكمّلات الزنجبيل، يجب التحدث مع الطبيب أولًا لتحديد ما إذا كانت خيارًا جيدًا لاحتياجاتك الصحية المُحدّدة.

تمّ استخدام جذور الزنجبيل للأغراض الطبية وأغراض الطهي منذ آلاف السنين.

ويُستخدم الزنجبيل على نطاق واسع في الطب الآسيوي التقليدي مثل الطب الصيني التقليدي (TCM) لعلاج مجموعة متنوّعة من الأمراض، من نزلات البرد إلى التهاب المفاصل.

ويُمكن تناول الزنجبيل المشتقّ من نبات "Zingiber officinale" نيئًا أو مطبوخًا في النظام الغذائي. وتجعله نكهته الدافئة والحارّة مكوّنًا شائعًا في أطباق مثل الكاري والحساء والشاي.

وتُعتبر مُكمّلات الزنجبيل آمنة نسبيًا، ولكنّها ليست مناسبة للجميع. فإذا كنت مهتمًا بتناول مُكمّلات الزنجبيل، يجب التحدث مع الطبيب أولًا لتحديد ما إذا كانت خيارًا جيدًا لاحتياجاتك الصحية المُحدّدة.

ما الجرعة المناسبة من الزنجبيل يوميًا؟

يتوفّر الزنجبيل بأشكال عديدة، مثل الكبسولات والأقراص والمساحيق والمكمّلات الغذائية السائلة، إضافة إلى الزنجبيل الطازج أو المُجفّف.

وينصح خبراء الصحة بعدم تجاوز أربعة غرامات يوميًا من الزنجبيل، لأنّ الجرعات الأعلى من ذلك قد تُسبّب آثارًا جانبية مثل الإسهال وحرقة المعدة.

كما أظهرت معظم الدراسات أنّ مكمّلات الزنجبيل التي توفّر ما بين غرام واحد إلى ثلاثة غرامات من الزنجبيل يوميًا، قد تكون مفيدة لالتهاب المفاصل والسكري.

ووجدت مراجعة أجريت عام 2018، أنّ جرعات الزنجبيل التي تقلّ عن غرامين يوميًا، كانت أكثر فعالية في تقليل مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الإجمالي من الجرعات التي تزيد عن غرامين.

ما الفوائد المحتملة للزنجبيل؟

يحتوي الزنجبيل على أكثر من 100 مركب نشط، بما في ذلك الشوغول والجنجرول والبارادول، والتي يُعتقد أنّها مسؤولة عن فوائده الصحية والتي تتلخّص فيما يلي:

1- يُساعد في تقليل الالتهابات والتلف الخلوي

يحتوي الزنجبيل على مواد مُضادّة للالتهابات، بما في ذلك المركبات الفينولية: الشوجول، والجينجيرول، والزنجرون.

تعمل هذه المركبات عن طريق تثبيط بعض المسارات المُسبّبة للالتهابات في الجسم، مثل مسار إشارات العامل النووي κB (NF-κB)، وتقليل مستويات البروتينات الالتهابية مثل عامل نخر الورم α (TNF-α)، والإنترلوكين 6 (IL-6).

وتُشير الدراسات إلى أنّ مُكمّلات الزنجبيل فعّالة في تقليل علامات الالتهاب في الجسم مثل "IL-6"، و"TNF-α"، والبروتين التفاعلي C عالي الحساسية (hs-CRP). وقد يُساعد تناول مُكمّلات الزنجبيل في تقليل أعراض الحالات الالتهابية مثل التهاب المفاصل.

ووجدت مراجعة أجريت عام 2020 لـ 109 تجارب عشوائية محكومة، أنّ مُكمّلات الزنجبيل كانت فعّالة في تقليل الألم وعلامات الالتهاب لدى الأشخاص المُصابين بهشاشة العظام والتهاب المفاصل الروماتويدي.

وخلصت مراجعة أجريت عام 2022 أيضًا إلى أنّ مُكمّلات الزنجبيل كانت فعالة في تقليل أعراض بعض الأمراض الالتهابية مثل التهاب المفاصل.

وقد يساعد الزنجبيل أيضًا في تقليل علامات الإجهاد التأكسدي، وهي حالة تحدث عندما تطغى جزيئات تسمى أنواع الأكسجين التفاعلية (ROS) على دفاعات الجسم المضادة للأكسدة، ما يؤدي إلى تلف الخلايا.

وفي دراسة أجريت عام 2015 على 41 شخصًا يُعانون من مرض السكري من النوع الثاني، كان لدى المشاركين الذين تناولوا غرامين من مسحوق الزنجبيل يوميًا لمدة 12 أسبوعًا انخفاضًا كبيرًا في مستويات الدم لمؤشر حيوي للإجهاد التأكسدي يُسمّى "malondialdehyde" مقارنة بالمجموعة الضابطة.

2- يحمي من أمراض القلب

يُساعد الزنجبيل في الحماية من أمراض القلب، حيث تُشير الدراسات إلى أنّ الأشخاص الذين يستهلكون الزنجبيل بانتظام في وجباتهم الغذائية لديهم خطر أقلّ للإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب التاجية مقارنة بالأشخاص الذين لا يفعلون ذلك.

بالإضافة إلى ذلك، أثبتت دراسة أنّ مُكمّلات الزنجبيل تُقلّل من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك مرضى السكري.

ووجدت مراجعة أجريت عام 2018 والتي شملت 10 دراسات على الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، أنّ تناول مُكمّلات تحتوي على غرام إلى ثلاثة غرامات من الزنجبيل يوميًا لمدة 6 إلى 12 أسبوعًا، أدى إلى تحسينات كبيرة في مستوى الدهون في الدم وعلامات التحكّم في نسبة السكر في الدم على المدى القصير والطويل.

كما وجدت مراجعة أخرى لعام 2018 لـ 12 دراسة، أنّ مُكمّلات الزنجبيل كانت فعّالة في خفض مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار.

ومن المثير للاهتمام أن الباحثين وجدوا أنّ جرعات الزنجبيل التي تقلّ عن غرامين يوميًا كانت أكثر فعالية في تقليل مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الكلي مقارنة بالجرعات الأعلى.

3- مفيد لمرض السكري

قد تكون مُكمّلات الزنجبيل طريقة مفيدة للأشخاص المُصابين بمرض السكري من النوع  الثاني، لتحسين التحكّم في نسبة السكر في الدم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.

وفي دراسة أُجريت عام 2020 وشملت 103 أشخاص مصابين بداء السكري من النوع الثاني، شهد المشاركون الذين تناولوا 1.2 غرامًا من الزنجبيل يوميًا لمدة ثلاثة أشهر انخفاضًا أكبر في إجمالي الكوليسترول ومستويات السكر في الدم أثناء الصيام مقارنة بأولئك الذين تناولوا دواءً وهميًا.

يحتوي الزنجبيل على أكثر من 100 مركب نشط
يحتوي الزنجبيل على أكثر من 100 مركب نشط- غيتي

كما وجدت مراجعة أجريت عام 2022، أنّ مكمّلات الزنجبيل أدت إلى انخفاض كبير في نسبة السكر في الدم أثناء الصيام، ومؤشر التحكّم في نسبة السكر في الدم على المدى الطويل الهيموغلوبين A1c (HbA1c)، ومستويات ضغط الدم الانقباضي والانبساطي لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، مقارنة بالمجموعات الضابطة.

4- يدعم فقدان الوزن

على الرغم من أنّ النظام الغذائي والنشاط البدني هما من أهم العوامل في الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه، تُشير الأبحاث إلى أنّ مُكمّلات الزنجبيل قد تُساعد في تشجيع بعض الأشخاص على فقدان الوزن.

وجدت مراجعة أجريت عام 2019 والتي شملت 14 دراسة، أنّ تناول مكملات الزنجبيل يُقلّل بشكل كبير من وزن الجسم ونسبة الخصر إلى الورك لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

ونسبة الخصر إلى الورك هي قياس يُقارن حجم الورك بحجم الخصر. وتشير النسبة الأعلى إلى زيادة الدهون في البطن، والتي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالأمراض.

ويعتقد الباحثون أنّ الزنجبيل قد يُساعد في تحفيز فقدان الوزن عن طريق تعزيز حرق الدهون، ومنع امتصاص الدهون في الجهاز الهضمي، وتقليل الشهية.

5- مفيد لعلاج الغثيان

قد تُساعد بعض المركبات الموجودة في الزنجبيل على غرار الشوغول والجنجرول، في تقليل الغثيان عن طريق تحفيز تدفّق اللعاب وإفرازات المعدة، وتسريع إفراغ المعدة، ومنع الناقل العصبي السيروتونين من الارتباط بمستقبلات معينة في الدماغ.

وثبت أنّ مكمّلات الزنجبيل فعّالة في علاج الغثيان لدى النساء الحوامل، والغثيان المُرتبط بالعلاج الكيميائي والجراحة.

ووجدت مراجعة أجريت عام 2022 وتضمّنت 13 دراسة، أنّ مكمّلات الزنجبيل تحسّن بشكل كبير الغثيان لدى النساء الحوامل مقارنة بالعلاجات الوهمية. ووجد الباحثون أنّ الزنجبيل كان أكثر فعالية للحدّ من الغثيان من فيتامين "ب 6"، وهو مكمّل آخر يُوصى به عادة لعلاج الغثيان المرتبط بالحمل.

ويبدو أنّ مُكمّلات الزنجبيل آمنة أثناء الحمل، ولكن يجب على النساء الحوامل دائمًا استشارة الطبيب لضمان السلامة.

ما الفئات الأكثر عرضة للمخاطر؟

الزنجبيل آمن عند تناوله بجرعات عالية تصل إلى أربعة غرامات يوميًا. لكنّه في الوقت نفسه قد يؤدي إلى آثار جانبية عند تناوله بجرعات أكبر.

على سبيل المثال، قد تُسبّب مكمّلات الزنجبيل أعراضًا في الجهاز الهضمي مثل الإسهال وحرقة المعدة والارتجاع الحمضي عند تناولها بجرعات تتجاوز 6 غرامات يوميًا.

وتُشير بعض الأبحاث إلى أنّ تناول جرعات عالية من الزنجبيل قد يؤثر أيضًا على قدرة الجسم على تجلّط الدم، ما قد يزيد من خطر النزيف المفرط. ولهذا السبب يجب على الأشخاص الذين يخضعون لعملية جراحية، والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزيف، وأولئك الذين يتناولون أدوية تسييل الدم، تجنّب تناول جرعات كبيرة من الزنجبيل بشكل عام.

يجب على الأشخاص الذين يُعانون من حصوات المرارة تجنّب مكمّلات الزنجبيل، حيث ثبت أن الزنجبيل يُحفّز إفراز الحمض الصفراوي (bile acid secretion)، ما قد يزيد من تكوين حصوات المرارة.

وعلى الرغم من أنّ العديد من الدراسات تُشير إلى أنّ مُكمّلات الزنجبيل آمنة وفعّالة لتقليل الغثيان أثناء الحمل، يجب استشارة الطبيب قبل تناول مكمّلات الزنجبيل إذا كنت حاملًا.

ما الأعراض الجانبية للزنجبيل؟

مثل العديد من المكمّلات الغذائية الأخرى، ثبت أنّ الزنجبيل يتفاعل مع العديد من الأدوية على غرار: مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، ومميّعات الدم، وأدوية السكري، والأدوية المُثبّطة للمناعة.

وقد يُسبّب الزنجبيل أعراضًا جانبية، خاصة عند تناوله بجرعات تزيد عن 4 غرامات يوميًا؛ وتشمل:

  • الارتجاع المعدي المريئي؛
  • حرقة في المعدة؛
  • إسهال؛
  • ردود الفعل التحسسية؛
  • عدم انتظام ضربات القلب؛
  • انخفاض ضغط الدم.

وإذا واجهت أيًا من هذه الأعراض بعد تناول مكمّلات الزنجبيل، يجب التوقّف عن تناولها والاتصال بالطبيب للحصول على المشورة.

تابع القراءة

المصادر

ترجمات