أفادت وزارة الخارجية التركية اليوم الخميس بأن وزير الخارجية ووزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات موجودون في دمشق في زيارة عمل، دون تقديم تفاصيل أخرى.
وسيلتقي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، الرئيس السوري أحمد الشرع العاصمة السورية دمشق، بحسب وكالة الأناضول.
وتأتي الزيارة في أعقاب توترات أمنية في الساحل السوري. فقبل نحو أسبوع، شهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس، توترًا أمنيًا واشتباكات داميةً هي الأعنف منذ سقوط نظام الأسد، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 420 شخصًا من المدنيين والمسلحين من منزوعي السلاح، وذلك على يد "فصائل وتنظيمات غير منضبطة تتبع شكليًا وزارة الدفاع" بحسب تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان.
كما قتل ما لا يقل عن 211 مدنيًا، بينهم أحد العاملين في المجال الإنساني، إضافة إلى مقتل 172 عنصرًا على الأقل من القوات الأمنية والشرطية والعسكرية.
دمج قسد في مؤسسات الدولة السورية
كما تأتي زيارة وزير الخارجية ووزير الدفاع ورئيس جهاز المخابرات التركية في أعقاب اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية، التي يشكل الأكراد الفصيل الرئيسي بها، والحكومة السورية لدمج هذه القوات في مؤسسات الدولة.
ويقضي الاتفاق بدمج المؤسسات المدنية والعسكرية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية بشمال شرق البلاد مع الدولة، مع وضع المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز هناك تحت سيطرة الدولة السورية.
وتعتبر تركيا قوات سوريا الديمقراطية، التي تسيطر على جزء كبير من شمال شرق سوريا، جماعة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور الذي خاض تمردًا ضد الدولة التركية لأكثر من 40 عامًا. وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.
وبحسب موفد التلفزيون العربي في دمشق زاهر عمرين، يرجح أن تهدف زيارة الوفد التركي رفيع المستوى إلى سوريا للتشديد على مطالب أنقرة بشأن قوات سوريا الديمقراطية.
ويلفت عمرين إلى تقارير تشير إلى احتمال عقد اتفاقيات دفاعية بين دمشق وأنقرة.
أنقرة رحّبت بالاتفاق
وكانت أنقرة قد رحّبت بالاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق، لكنها قالت إنها ستتطلع إلى تنفيذه لضمان عدم انضمام وحدات حماية الشعب الكردية إلى مؤسسات الدولة السورية أو قوات الأمن ككتلة واحدة في نهاية المطاف، مع الإبقاء على مطالبها من الجماعة كما هي.
والشهر الماضي، دعا زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان جماعته إلى إلقاء السلاح، وبعد ذلك أعلن المسلحون أنهم سيوقفون جميع الأعمال القتالية، في حين طالبوا بمزيد من الحريات لزعيمهم.
ومنذ الإطاحة بالأسد العام الماضي على يد فصائل المعارضة السورية، قالت أنقرة مرارًا إنه يتعين نزع سلاح وحدات حماية الشعب الكردية وحلها وإرسال مقاتليها الأجانب خارج سوريا.
وشنت تركيا عدة عمليات عبر الحدود ضد وحدات حماية الشعب الكردية في السنوات القليلة الماضية، وقال مسؤول بوزارة الدفاع أمس الأربعاء إن الهجمات على المسلحين الأكراد في سوريا لا تزال مستمرة.