تسببت جائحة كورونا في وقف الحياة الفنية والثقافية في المغرب، سواء أكان من جانب حفلات أو الجولات الغنائية أو المسرحية.
وقد تم وقف تلك الفعاليات إلى أجل غير مسمّى ما تسبب في حرمان الكثير من الفنانين الذين يعانون بصمت من مصدر رزقهم وهو ما ضاعف من حالة الهشاشة التي يعيشونها. وقد وصلت الغالبية منهم إلى مرحلة مزرية بحيث باتوا محرومين من أي رعاية اجتماعية.
ومحمد فنان فلكور مغربي اضطر للعمل في السباكة لقاء أجر زهيد بعد حالة الإيقاف التي فرضها كورونا على الحياة الفنية في البلاد. ويقول لـ"العربي" إنه على الرغم من صعوبة هذه المهنة لكنه لم يجد سواها لكسب رزقه. لكنه مع ذلك لم يتوقف عن ممارسة شغفه الأول وهو يلتقي بزملائه من وقت لآخر لممارسة الفلكلور الذي يحب مع الفرقة.
وقد عملت الجائحة على تعرية الواقع الفني وأجبرت زينب بوشناق وهي مغنية الفرقة على إيجاد مصدر رزق آخر في ورشة خياطة نسائية.
ظروف صعبة للغاية
ويقول عبد الكبير الركاكنة نائب رئيس التعادلية الوطنية للفنانين في المغرب لـ"العربي" إن هذا الوضع يعيشه الكثير من الفنانين حول العالم وليس في المغرب فقط بسب تأثير الجائحة على مسار الحياة الفنية.
ويشير الركاكنة إلى أن هذا الوباء تسبب في إغلاق العديد من الفضاءات الفنية والثقافية ودور العرض والمسارح، لافتًا إلى أن هذا التوقف الإجباري دفع مجموعة من الفنانين للبحث عن مصدر رزق آخر.
ويقول إن في المغرب أربع فئات من الفنانين؛ فهناك فئة الفنانين الموظفين وهناك فئة الفنانين الذين يعملون بالأجرة كما وهناك فئة الفنانين الذين يعملون لحسابهم الخاص. إضافة للفنانين الذين يعملون بعقود محدودة المدة. وهذه الفئة الأخيرة هي المتضررة بشكل أكبر وأثّر الوضع الحالي عليهم بشكل كبير اقتصاديًا واجتماعيًا.
كما يشير الركاكنة في حديثه، إلى غياب السياسات الحكومية الحقيقية في المجال وإهمال هيكلة القطاع الفني.
وعلى الرغم من الدعم الرسمي لبعض الفعاليات المسرحية لكنها كانت من دون جمهور وقد أثّر هذا على الفنانين "لأن المسرح هو الجمهور وهو اللقاء الحي".