هاجمت قوات الدعم السريع السودانية مخيم زمزم للنازحين الذي يعاني من المجاعة، بحسب ما قال سكان وعاملون بالقطاع الطبي اليوم الجمعة.
ويأتي هذا الهجوم، في وقت تحاول فيه "الدعم السريع" إحكام قبضتها على معقلها في دارفور مع تكبدها خسائر أمام الجيش في العاصمة الخرطوم.
ويخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
الدعم السريع تهاجم مخيم زمزم
وذكر ثلاثة أشخاص في مخيم زمزم أن قوات الدعم السريع شنت هذا الأسبوع هجمات متعددة على سكان المخيم في إطار محاولتها تعزيز سيطرتها على أراضيها، بحسب "رويترز".
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود مقتل 7 أشخاص نتيجة للعنف، بينما يقول السكان إن العشرات ربما يكونون قد لاقوا حتفهم.
وقالت المنظمة: إن "المسعفين غير قادرين على إجراء عمليات جراحية داخل زمزم، كما أصبح السفر مستحيلًا إلى المستشفى السعودي في الفاشر، وهو هدف متكرر لقوات الدعم السريع".
ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع"، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وفي أغسطس/ آب الماضي، أُعلن رسميًا أن مخيم زمزم الذي تقول الأمم المتحدة إنه يستضيف أكثر من 500 ألف شخص، يعاني المجاعة.
هجوم "وحشي"
بدورها، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" الأربعاء من تفاقم الأزمة في زمزم، قائلة إن "مئات الآلاف من الأطفال معرضون للخطر" مع تصاعد القتال.
والأربعاء، وصفت وزارة الخارجية السودانية، هجوم "قوات الدعم السريع" على معسكر زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر غرب البلاد، بـ"الوحشي".
وأفادت الوزارة في بيان بأن "الميليشيا الإرهابية (الدعم السريع) صعدت عدوانها الإجرامي على النازحين، بهجومها البري المباشر على معسكر زمزم.
وأردفت أن ذلك أتى "بعد أن جربت (القوات) لا مبالاة المجتمع الدولي حيال استمرار قصفها للمعسكر بالمدفعية الثقيلة يوميا منذ ديسمبر (كانون الأول) 2024".
وأوضحت أن قوات الدعم السريع "قتلت في هجومها على المعسكر الأربعاء والخميس أعداد كبيرة من النازحين"، دون توضيحها.
وتؤكد التقارير أن "القتلة استهدفوا بشكل خاص النازحين الذين ينتمون لمجموعات قبلية محددة، بينما كانوا يمنعون الفارين من القتل من مغادرة المعسكر"، وفق البيان.
وزاد البيان أن "برنامج الغذاء العالمي ذكر الأسبوع الماضي أن الميليشيا احتجزت قوافل الغذاء المتجهة للمعسكر لأسابيع ثم غيرت وجهتها قسرًا".
والأربعاء، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف"، من أن مئات آلاف الأطفال يتعرضون للخطر جراء تصاعد القتال في مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر.
ويوجد في ولاية شمال دارفور وحدها 1,7 مليون نازح، ويواجه مليونًا شخص انعدامًا شديدًا في الأمن الغذائي، وفق الأمم المتحدة.
أواخر العام الماضي، امتدت المجاعة إلى مخيمين آخرين للنازحين في الفاشر، هما أبو شوك والسلام، ومن المتوقع أن تنتشر في خمس مناطق أخرى بحلول مايو/ أيار.