يوفر الجوز الذي يعرف باسم "ملك المكسرات"، دهونًا صحية وأليافًا وفيتامينات ومعادن، وهذه ليست سوى أبرز فوائده الصحية، بحسب "مجلة التلغراف".
فقد دفع الإقبال الشديد على هذه الثمرة العلماء وخبراء الصناعة، على مدار الخمسين عامًا الماضية، إلى الاجتماع سنويًا في "مؤتمر للجوز" في كاليفورنيا لمناقشة أحدث الأبحاث.
ويقول الدكتور محمد عنايت، مؤسس HUM2N، العيادة الرائدة في المملكة المتحدة في مجال طول العمر: إن التحول نحو "الغذاء كدواء" في علم طول العمر أعاد المكسرات إلى دائرة الضوء.
وأضاف: "كثيرًا ما أشجع مرضاي كبار السن على اعتبار الجوز جزءًا أساسيًا من نظامهم الغذائي اليومي للحفاظ على وظائف عضلية أفضل وصحة إدراكية أفضل مع تقدمهم في السن".
فيما بعض أبرز الفوائد الصحية للجوز
-
يُساعد على تحسين وظائف الدماغ
بفضل ما يحتويه من "أوميغا 3"، يُطلق على الجوز اسم "غذاء الدماغ".
ويقول الدكتور عنايت: "الجوز غنيٌّ بشكلٍ خاص بالبوليفينولات وحمض الدوكوساهيكسانويك (DHA)، وهو نوعٌ من أحماض أوميغا 3 الدهنية الأساسية للوظائف الإدراكية".
ويضيف: "يرتبط تناول الجوز بانتظام بتحسين الذاكرة والوظائف الإدراكية لدى كبار السن، ومن الجوانب اللافتة للنظر أن بنية الجوز تُشبه الدماغ البشري - ربما تكون مصادفةً، لكنها لافتةٌ للنظر".

وفي الوقت نفسه، أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن الأنظمة الغذائية الغنية بالجوز يمكن أن تساعد في تحسين التعلم والذاكرة، مما يشير إلى أن هذا الأمر نتيجة لانخفاض الضرر التأكسدي في الدماغ.
ويقول الدكتور عنايت: "يُبلغ العديد من مرضاي عن شعورهم بمزيد من التركيز واليقظة في غضون أسابيع من تغيير بعض الأطعمة البسيطة وإضافة الجوز إلى نظامهم الغذائي. وهذا يتوافق مع الأبحاث التي تشير إلى أن الجوز يُحسّن مرونة الخلايا العصبية ويُقلل من خطر الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر".
-
يقلل الالتهاب
من جانبه، يشير الدكتور جاي شاه، طبيب القلب، إلى أن "الالتهاب هو أساس العديد من الأمراض المزمنة، لكن الجوز يُمكن أن يكون مُكافحًا للالتهابات، فهو غني بأحماض أوميغا 3 والبوليفينول".
ويضيف: "حفنة صغيرة منه فقط تُعزز دفاعات الجسم الطبيعية وتُسيطر على الالتهاب".
ويتحدث عن مراجعة أجريت عام 2020، وأكدت أن تناول المكسرات بانتظام (بما فيها الجوز) يرتبط بانخفاض مستويات البروتين التفاعلي-سي (CRP) في الدم، وهو مؤشر على الالتهاب الجهازي.
ويضيف الدكتور شاه: "لاحظت بعض الدراسات انخفاضًا في مستويات البروتين التفاعلي-سي بنسبة تصل إلى 12-19% مع زيادة تناول المكسرات".
ويتابع: "في تجربة عشوائية، أظهر المشاركون الذين تناولوا وجبة مكملة بالجوز تحسنًا في وظيفة بطانة الأوعية الدموية (أي أن بطانة الأوعية الدموية تعمل بشكل أفضل، مما يؤدي إلى تدفق دم وأكثر صحة) وانخفاضًا محتملًا في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وانخفاض علامات الالتهاب، مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك".
-
يعزز صحة الأمعاء
أما نيكولا لودلام-رين، أخصائية تغذية معتمدة ومؤلفة كتاب "كيف تتجنب الأطعمة شديدة التصنيع"، فتشير إلى أن "الجوز يعمل كمضاد حيوي، فهو يغذي البكتيريا المعوية المفيدة".
وتتوقف عند دراسة أُجريت عام 2018، أظهرت ارتفاع مستويات بكتيريا الأمعاء النافعة (مثل Lachnospiraceae) بعد تناول الجوز يوميًا.

وتضيف لودلام-رين: "لقد رأيت مرضى يعانون من بطء الهضم يستفيدون من إضافة حفنة صغيرة من الجوز إلى وجبة الإفطار - فهو مفيد بشكل خاص عند تناوله مع أطعمة غنية بالألياف مثل الشوفان أو الفاكهة".
-
يساعد في التحكم بالوزن
على الرغم من كونه غني بالطاقة، يمكن للجوز أن يدعم التحكم بالوزن بسبب مزيجه المشبع من البروتين والألياف والدهون الصحية.
ويساعد الجوز على الشعور بالشبع لفترة أطول، مما قد يقلل من تناول الوجبات الخفيفة، كما تقول لودلام-رين.
-
الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني
تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الجوز بانتظام لديهم خطر أقل بنسبة تصل إلى 24% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأن إدراجه في النظام الغذائي يمكن أن يحسن السيطرة على نسبة السكر في الدم للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني أو الذين يتعاملون معه.
الجرعة الموصى بها تتراوح بين 30 إلى 56 غرامًا يوميًا، أو حفنة، بحسب مجلة "تلغراف".
ويمكن أن يساعد محتوى الجوز من الألياف والدهون في تحسين حساسية الأنسولين، مما يدعم استقرار نسبة السكر في الدم.
ويوضح الدكتور عنايت: "على عكس الكربوهيدرات المكررة أو الدهون المشبعة، تساعد الدهون الصحية الموجودة في الجوز على استقرار مستويات السكر في الدم، مما يقلل من ارتفاع مستوى الغلوكوز بعد الوجبات".
-
يخفض ضغط الدم
ووفقًا لطبيب القلب الدكتور شاه، فإن الجوز "غنيٌّ بالدهون غير المشبعة المتعددة المفيدة للقلب، والأرجينين، وهو حمض أميني يُساعد الأوعية الدموية على الاسترخاء، مما يُساعد بدوره على خفض ضغط الدم".
وتشير الدراسات إلى أن الجوز قد يقلل ضغط الدم الانقباضي بمقدار 2-3 ملم زئبق.
وعلى الرغم من أن هذا الأمر لا يعد انخفاضًا كبيرًا، كما يقول الدكتور شاه، "فحتى التحسينات الصغيرة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على صحة القلب على المدى الطويل".
-
يعزز الشيخوخة الصحية
تشير الأبحاث إلى أن تناول الجوز يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالوهن وتحسين الصحة العامة لدى كبار السن.
ويوضح الدكتور شاه أن "التقدم في السن لا يتعلق فقط بالمظهر، بل يتعلق أيضًا بقدرة جسمك على العمل بأفضل حالاته، ويمكن للجوز أن يلعب دورًا في ذلك لأنه مليء بمضادات الأكسدة والعناصر الغذائية الأساسية التي تساعد في مكافحة الإجهاد التأكسدي، أحد الأسباب الرئيسية وراء الأمراض المرتبطة بالعمر".

بالإضافة إلى ذلك، تُظهر بعض الدراسات أن كبار السن الذين يتناولون المكسرات خمس مرات على الأقل أسبوعيًا أقل عرضة للوفاة لأسباب شائعة مرتبطة بالعمر بنسبة 20% خلال فترات متابعة معينة، مقارنةً بغير المستهلكين.
-
يحسن الصحة الإنجابية
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الجوز قد يعزز خصوبة الرجال، كما تقول لودلام-رين.
وأظهرت الدراسات أن تناول 45-75 غرامًا من الجوز يوميًا يُحسّن حيوية الحيوانات المنوية وحركتها لدى الرجال الأصحاء.
-
يقلل مستويات الدهون في الدم
إلى ذلك، يقول الدكتور شاه: "إن الجوز غني بالدهون غير المشبعة المتعددة المفيدة للقلب، والتي يمكن أن تساعد في خفض مستوى الكوليسترول الضار (LDL) بنسبة تصل إلى 10%، كما أظهرت بعض الدراسات".
كما يُعد الجوز النوع الوحيد من المكسرات الذي يحتوي على كمية كبيرة من أوميغا 3 ALA، المعروف بقدرته على خفض الدهون الثلاثية.
وتُعدّ الدهون الثلاثية نوعًا شائعًا من الدهون الموجودة في الدم، ورغم أنها مصدر أساسي للطاقة، إلا أن ارتفاع مستوياتها قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وفقًا لودلام-رين.
ويوصي الدكتور شاه بتناول حفنة صغيرة يوميًا من الجوز للحصول على جميع الفوائد.