الأحد 18 مايو / مايو 2025
Close

يفرض الرسوم وينتقم من الخصوم.. ترمب يستمتع بوقته رغم تراجع شعبيته

يفرض الرسوم وينتقم من الخصوم.. ترمب يستمتع بوقته رغم تراجع شعبيته

شارك القصة

ما زال العديد من ناخبي ترمب موالين له - غيتي
ما زال العديد من ناخبي ترمب موالين له - غيتي
الخط
يتصرف ترمب بحرية تامة سواء في مجال الرسوم الجمركية والسياسة الخارجية أو للانتقام من خصومه السياسيين.

بعد مئة يوم من الفوضى والغضب، اللذين انعكسًا في انخفاض التأييد لدونالد ترمب في استطلاعات الرأي، يأمل الرئيس الأميركي أن يظفر بإعجاب أنصاره المطلق خلال تجمّع حاشد اليوم الثلاثاء.

وبهذه المناسبة الرمزية خلال فترة ولايته الثانية، يعود الرئيس الجمهوري إلى موقع شهد أحد آخر تجمّعاته الانتخابية، في وارن بولاية ميشيغان الشمالية التي كانت من الولايات الحاسمة في انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الفائت.

"أقود البلاد والعالم"

وقال ترمب لصحافيين في مجلة "ذي أتلانتك": "في الولاية الأولى، كان علي القيام بأمرَين: إدارة البلاد والنجاة بنفسي، وكان كلّ هؤلاء المحتالين حولي"، في إشارة إلى تشكيلة الوزراء والمستشارين خلال فترة ولايته الأولى (2017-2021).

وأضاف متباهيًا: "في الولاية الثانية، أقود البلاد والعالم.. وأستمتع كثيرًا بوقتي".

وما زال العديد من ناخبي قطب العقارات السابق موالين له.

وسيكون الاقتصاد على قائمة المؤتمر الصحفي الذي تعقده المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت الثلاثاء، بعدما خصّصت إحاطتها الصحافية الإثنين لسياسة الهجرة.

وقال توم هومان، الذي ينفّذ برنامج الترحيل الجماعي الضخم في إدارة ترمب، أمام الصحافيين: إنّ الرئيس الأميركي "لا مثيل له، لا يجاريه أحد".

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني الفائت، وإحاطة نفسه بالمخلصين له، يتصرف ترمب بحرية تامة سواء في مجال الرسوم الجمركية والسياسة الخارجية أو للانتقام من خصومه السياسيين.

في قاعة الشرف في البيت الأبيض، استبدل صورة الرئيس السابق باراك أوباما بلوحة مستوحاة من محاولة الاغتيال التي تعرّض لها.

أما في المكتب البيضوي، فأحاط الملياردير المعروف بذوقه المتكلّف الباذخ، نفسه بمقتنيات مذهبة.

وقام بتوسيع حدود سلطته الرئاسية، ووقّع حتى الآن أكثر من 140 مرسومًا.

من بين تلك المراسيم مرسوم يلغي الحق الذي يضمنه الدستور بالحصول على المواطنة بالولادة، وهاجم جامعات ومكاتب محاماة وألغى سياسات بيئية، وكلّف حليفه إيلون ماسك بتفكيك مؤسسات فدرالية بذريعة محاربة البيروقراطية، كما أطلق سياسة حمائية شرسة، قبل أن يتراجع جزئيًا عنها.

وعندما أمر قضاةً بتعليق بعض المراسيم التي أصدرها، وجدوا أنفسهم في خضم مواجهة غير مسبوقة مع السلطة التنفيذية.

"إثارة الانقسام وتعميقه"

ولا يمكن لدونالد ترمب الذي قامت مسيرته السياسية على إثارة الانقسام وتعميقه، أن يدّعي الاستفادة من شهر العسل السياسي الذي عادةً ما يرافق المئة يوم الأولى لأي رئيس، فهو شخصية تثير مشاعر متناقضة لدى الأميركيين الذين يوجد عدد ثابت منهم إما يكرهونه بشدة أو يعشقونه بإفراط.

وعلى العكس من ذلك، تتفق استطلاعات الرأي على تسجيل تراجع حاد في شعبيته، الأمر الذي يساهم فيه القلق بشأن سياسة الرسوم الجمركية التي يعتمدها وهجماته على المؤسسات الفدرالية.

وبيَّن استطلاع نشرته صحيفة واشنطن بوست مع شبكة "إي بي سي نيوز"، أنّ 39% من الأميركيين فقط "يوافقون" على الطريقة التي يدير بها دونالد ترمب الأمور.

ورأى 64% من المستطلعين أنّه يذهب "بعيدًا جدًا" في محاولته توسيع صلاحيات الرئيس.

ويقول عماد الرواشدة، مراسل التلفزيون العربي في واشنطن، إن استطلاع الرأي الذي نشرته "واشنطن بوست" يفيد بأن قبول الأميركيين ورضاهم عن سياسات ترمب انخفض إلى حدود غير مسبوقة بالنسبة إلى رئيس جديد لم يمضِ على توليه الرئاسة مئة يوم.

ويضيف مراسلنا: "هناك عدم رضا عن أداء ترمب في موضوع الهجرة، إذ إن الرئيس الأميركي قدم المهاجرين باعتبارهم مجرمين يغزون الولايات المتحدة، كما اعتبر أنهم يأخذون فرص العمل من الأميركيين وتعهد بإبعاد الملايين منهم، على الرغم من أن هؤلاء المهاجرين يعملون في مهن لا يقبل الأميركيون العمل بها". 

ويشير إلى وجود 11 مليون مهاجر بدون وثائق في الولايات المتحدة، لافتًا إلى أن بعض المدن تعمل على تعطيل الإجراءات القانونية، ويريد ترمب مقاضاتها كي يتمكن من إبعادهم.

ولكن يبقى من المستحيل التنبؤ بمدى قدرة دونالد ترمب وهو في سنّ 78 عامًا، على الحفاظ على هذه الوتيرة المحمومة لولايته الثانية.

فقد بدأ الرئيس الجمهوري يبدي علامات على نفاد الصبر، خصوصًا في ما يتعلّق بالقضايا الدبلوماسية، بعدما شدّد خلال حملته الانتخابية على إبرام صفقات سريعة.

مثال على ذلك، الحرب في أوكرانيا حيث من الواضح أنّه فشل في الوفاء بوعده الانتخابي بإنهاء الصراع خلال 24 ساعة من عودته للسلطة.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي - أ ف ب