التمر الهندي هو فاكهة استوائية موطنها الأصلي إفريقيا وجنوب آسيا. تُنتج ثمارها البنية ذات الشكل القروني لبًا حلوًا ولاذعًا، وهي محل تقدير لتعدّد استخداماتها في عملية الطهي حول العالم.
ويتمّ استخدام لبّ التمر الهندي لصنع أهم وأبرز المشروبات في شهر رمضان الكريم، بينما يُستخدم دقيق بذور التمر الهندي في الخبز، في حين أنّ أزهاره وأوراقه تُعزّز الأطباق مثل السلطات والحساء واليخنات والكاري.
كما يُستخدم نبات التمر الهندي في الطب التقليدي أو الشعبي في المناطق الاستوائية، وخاصة في بنغلاديش والهند والسودان ونيجيريا. وهو معروف بمحتواه الغذائي، وخاصّة البروتين والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والمواد المغذية مثل الألياف والمغنيسيوم، إلى جانب عدد من المُركّبات النباتية المُفيدة الأخرى.
حقائق غذائية عن التمر الهندي
يحتوي كوب واحد من لبّ التمر الهندي على 287 سعرة حرارية، معظمها من الكربوهيدرات التي تأتي على شكل سكريات طبيعية، وهو ما يُميّز الفواكه.
وهو غني بالكربوهيدرات والألياف والمغنيسيوم والثيامين. كما أنّه منخفض الدهون، ويحتوي على القليل من البروتين، ويُوفّر كمية جيدة (بين 10% و19% على الأقل) من الحديد والفوسفور والبوتاسيوم والنحاس وفيتامينات ب الأخرى.
ويحتوي على 3.36 غرامًا من البروتين، و0.72 غرامًا من الدهون، و75 غرامًا من الكربوهيدرات، و6.12 غرامًا من الألياف، و88.8 ملليغرامًا من الكالسيوم، و3.36 ملغ من الحديد، و110 ملغ من المغنيسيوم، و136 ملغ من الفوسفور، و754 ملغ من البوتاسيوم، و0.103 ملغ من النحاس، و0.514 ملغ من الثيامين (فيتامين ب1)، و0.152 ملغ من الريبوفلافين (فيتامين ب2)، و1.94 ملغم من النياسين (فيتامين ب3).
ما هي الفوائد الصحية للتمر الهندي؟
للتمر الهندي فوائد صحيّة عديدة، أهمها:
1-يُوفّر مضادات الأكسدة والمركبات المفيدة الأخرى
ذكر المركز الأميركي للصحة التكميلية والتكاملية أنّ التمر الهندي يحتوي على مستويات عالية من المركبات الفينولية، وهي مواد نباتية مفيدة ولها خصائص مضادة للأكسدة.
ووجدت دراسة أنّ المادة "PST001a" الموجودة في حبات بذور التمر الهندي، يُمكن أن تُقاوم الأورام. كما ثبت أنّ المركبات النباتية الموجودة في التمر الهندي مثل الفلافونويد والتانين، تعمل على خفض نسبة السكر في الدم والكوليسترول.
وفي دراسة أخرى شملت أشخاصًا مصابين بالغلوكوما، أدت المكمّلات المضادة للأكسدة بما في ذلك التمر الهندي ومكوّنات أخرى إلى خفض مستويات الإجهاد التأكسدي بشكل فعّال لدى الأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة.
2- يمكن أن يُحارب الالتهاب
بالإضافة إلى نشاطه المضاد للأكسدة، اكتشف باحثون مركبات في التمر الهندي تتمتّع بخصائص مضادة للالتهابات.
ونظر الباحثون في كيفية تأثير العلاج العشبي المصنوع من مستخلصات التمر الهندي والكركم على 90 شخصًا يُعانون من آلام في الركبة وعدم الراحة في المفاصل بعد النشاط البدني. ووجدت الدراسة أنّ المشاركين الذين تلقّوا العلاج بالأعشاب شهدوا راحة كبيرة من آلام الركبة بعد اختبار المشي وصعود الدرج. كما أظهروا أيضًا تحسنًا في متوسط سرعة المشي ومرونة الركبة.
وأظهرت نتائج الدراسة أنّ العلاج العشبي الجديد المصنوع من مستخلصات التمر الهندي والكركم القوية المضادّة للالتهابات، قد يُخفّف من آلام ما بعد التمرين ويُحسّن الأداء العام.
3- غنيّ بالمواد المغذية
يُعدّ التمر الهندي مصدرًا قيمًا للعناصر الغذائية الأساسية بما في ذلك المغنيسيوم والثيامين (فيتامين ب 1)، والحديد، وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأميركية.
ويلعب المغنيسيوم دورًا حاسمًا في أكثر من 300 وظيفة جسدية، بما في ذلك ضغط الدم والتحكّم في نسبة السكر في الدم، ووظيفة العضلات والأعصاب، وإنتاج الطاقة.
ومن ناحية أخرى، يُساعد الثيامين في تحويل الطعام إلى طاقة، ويدعم النمو السليم للجسم، وتطوّر الخلايا.
ويُعتبر نقص الحديد مصدر قلق لدى الرضع والأطفال والفتيات المراهقات والأفراد الحوامل أو في فترة ما قبل انقطاع الطمث، إضافة إلى مرضى السرطان، واضطرابات الجهاز الهضمي أو الجراحة، وفشل القلب.
ويمكن أن تظهر أعراض نقص الحديد بطرق مختلفة، بما في ذلك الانزعاج الهضمي، والضعف، والتعب، وضعف وظائف المناعة، وصعوبات تنظيم درجة حرارة الجسم.
4- مصدر للألياف
إنّ تناول نصف كوب فقط من لب التمر الهندي يمنح الشخص 11% من القيمة اليومية الموصى بها (DV) للألياف، ولذلك فإن إضافة التمر الهندي إلى النظام الغذائي يُمكن أن يساعد في تلبية احتياجات الألياف، وفقًا لموقع " newsinhealth.nih.gov".
وبالنسبة للنساء، يقترح الخبراء استهلاك حوالي 25 غرامًا من الألياف يوميًا، بينما يجب أن يستهدف الرجال حوالي 38 غرامًا.
وتُساعد الألياف الموجودة في الأطعمة النباتية على الهضم، ويُمكن أن تمنع الإمساك وتنظيم حركات الأمعاء. كما تُشير الأبحاث إلى أنّ اتباع نظام غذائي غني بالألياف يُمكن أن يُساعد في إنقاص الوزن وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وبعض أنواع السرطان.
ما هي مخاطر تناول التمر الهندي؟
تُظهر الدراسات التي أجريت على الحيوانات أنّ مستخلص بذور التمر الهندي قد يُؤثر على كيفية عمل الأدوية المضادة لمرض السكر، وربما يُخفّض مستويات السكر في الدم أثناء الصيام. فإذا كنت تتناول هذه الأدوية وتأكل التمر الهندي، فتأكد من فحص نسبة السكر في الدم بشكل متكرّر وضبط الدواء إذا لزم الأمر.
ونظرًا لقدرته على خفض مستويات السكر في الدم أثناء الصيام، يُنصح المرضى الذين يتناولون جرعات طبية من التمر الهندي بالتوقّف عن استهلاكه قبل أسبوعين على الأقل من الجراحة المقرّرة.
ويُنصح بتجنّب تناول مستخلص فاكهة التمر الهندي في نفس الوقت مع الأسبرين أو الأيبوبروفين لمنع التفاعلات المحتملة.
استخدامات أخرى للتمر الهندي
وفقًا لموقع "onlinelibrary.wiley.com"، تستخدم صناعة المواد الغذائية بذور التمر الهندي بصنع مثبّت اسمه "جيلوز"، والذي يُضاف إلى الأطعمة مثل الجبن والآيس كريم والمايونيز للمساعدة على تكثيفها وتماسكها.
يُصنع مسحوق نواة التمر الهندي من بذور التمر الهندي، ويُستخدم في صناعات أخرى مثل صناعة الورق والمنسوجات ومنتجات الجوت.