يحتفي العالم باليوم العالمي للأنيميا المنجلية في 19 يونيو/ حزيران من كل عام. ويحمل هذا العام شعار "الوصول إلى علاجات جديدة: أمل أم دعاية؟" لتسليط الضوء على مخاطر المرض وأهمية تطوير العلاجات والوصول إليها في بيئة ذات موارد محدودة.
ومرض الأنيميا المنجلية "Sickle cell disease" هو أحد أهم الأمراض الوراثية المنتشرة حول العالم، إذ يُصيب أكثر من 20 مليون شخص عالميًا.
يُصيب فقر الدم المنجلي بروتين الهيموغليبين في خلايا الدم الحمراء والذي يحمل الأكسجين إلى كل أجزاء الجسم.
ويستمدّ المرض اسمه من تغيّر شكل خلال الدم من كروي دائري إلى شكل المنجل، وبالتالي تتحوّل إلى خلايا صلبة ولزجة ما يُعيق تدفّق الدم إلى باقي أجزاء الجسم.
ويُعدّ هذا المرض أكثر شيوعًا لدى الأشخاص من أصول إفريقية، أو من الشرق الأوسط، أو من منطقة البحر الأبيض المتوسط، أو من أميركا الوسطى والجنوبية، أو من جنوب آسيا أي في المناطق الأكثر عرضة للإصابة بمرض الملاريا. كما ينتشر في معظم بلدان العالم.
يُقدَّر أنّ متوسط العمر المتوقّع لمرضى فقر الدم المنجلي أقلّ بـ20 عامًا عن المتوسط. لكن مع العلاج الأمثل، يمكن لمرضى فقر الدم المنجلي أن يعيشوا 6 عقود أو أكثر.
ما هي أعراض الأنيميا المنجلية؟
بما أنّه مرض وراثي، لا تظهر أعراض الأنيميا المنجلية عند المولود. لكن بصفتهم حاملين للجين، يمكنهم نقل المرض إلى أطفالهم في المستقبل.
ولا يُعاني معظم الأطفال من أي مشاكل صحية ناجمة عن هذا المرض قبل بلوغهم الأشهر الـ5 من العمر.
وتختلف أعراض مرض فقر الدم المنجلي من شخص لآخر، وقد تتغيّر مع مرور الوقت.
ووفقًا للمعهد الأميركي للقلب والرئة والدم، تشمل الأعراض نوعَيْن:
1- الأعراض المبكرة
- اصفرار الجلد أو بياض العينين (اليرقان) الذي يحدث عند انحلال العديد من خلايا الدم الحمراء؛
- التعب الشديد أو الإرهاق الناتج عن فقر الدم، والذي يحدث عندما لا يحصل الجسم على كمية كافية من الأكسجين بسبب نقص خلايا الدم الحمراء السليمة؛
- تورم مؤلم في اليدين والقدمين، يُعرف باسم التهاب الأصابع.
2- الأعراض الأكثر خطورة
- الألم الشديد الذي قد يصيب الأطفال بعمر سنة واحدة؛
- التعب الشديد؛
- ضيق التنفس؛
- الدوار؛
- عدم انتظام ضربات القلب؛
- الحمى؛
- آلام في الصدر؛
- السعال؛
- ضعف مفاجئ؛
- خدر في جانب واحد من الجسم؛
- صعوبة في الكلام؛
- اضطرابات في الرؤية؛
- إضطرابات في المشي؛
- الانتصاب الدائم.
ويختلف فقر الدم المنجلي من شخص إلى آخر، فبعض الأشخاص يحملون نسخة واحدة فقط من جين فقر الدم المنجلي، فيما يُعرف بسمة الخلية المنجلية.
وعادةً لا تظهر على هؤلاء أعراض المرض. كما لا تتحول هذه الحالة إلى مرض فقر الدم المنجلي.
وفي حالات نادرة، قد يعاني بعض المصابين بسمة الخلية المنجلية من بعض الأعراض عندما يحتاج جسمه إلى أكسجين أكثر من المعتاد.
بينما يحمل مرضى الأنيميا المنجلية نسختين من جين فقر الدم المنجلي.
ما هي مضاعفات مرض فقر الدم المنجلي؟
قد تؤثر بعض مضاعفات مرض الأنيميا المنجلية على أجزاء متعدّدة من الجسم في الوقت نفسه، بينما تؤثر مضاعفات أخرى على أجزاء محددة من الجسم، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
1- مضاعفات تؤثر على كامل الجسم:
- الألم المزمن؛
- نقص الفيتامينات؛
- تأخر النمو والبلوغ؛
- الالتهابات؛
- مشاكل المفاصل؛
- جلطات الدم؛
- مشاكل في الحمل.
2- مضاعفات تؤثر على أجزاء معينة من الجسم:
- متلازمة الصدر الحادة؛
- تضخم الطحال؛
- أمراض العيون؛
- تقرحات الساق؛
- حصوات المرارة؛
- أمراض القلب؛
- أمراض الكلى؛
- أمراض الكبد؛
- السكتة الدماغية.
كيف يتمّ تشخيص مرض الأنيميا المنجلية؟
وفقًا لموقع "مايو كلينك"، يُمكن اكتشاف الإصابة بفقر الدم المنجلي خلال الحمل أو بعد الولادة، من خلال:
- اختبارات الدم ما قبل الولادة؛
- فحوص الدم لحديثي الولادة؛
- الاختبارات الجينية؛
ما هو علاج الأنيميا المنجلية؟
يتطلّب مرض فقر الدم المنجلي علاجًا طويل الأمد طوال فترة حياة المريض. ووفقًا للخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا، يشمل علاج فقر الدم المنجلي العديد من التدابير للسيطرة على الأعراض المرافقة، وهي:
- الأدوية؛
- مسكنات الألم؛
- المضادات الحيوية؛
- المكملات الغذائية مثل حمض الفوليك، وفيتامين ب 12؛
- نقل الدم؛
- زراعة الدم؛
- زراعة نخاع العظم؛
- العلاج الجيني؛
يُمكن أن يُساعد الطبي البديل والتكميلي بعض الأشخاص على التعامل مع الألم الناتج عن مرض فقر الدم المنجلي، ومنها:
- العلاج السلوكي المعرفي
- الوخز بالإبر
- برامج التمارين أو الحركة، مثل اليوغا
- التدليك
- تمارين التأمل واليقظة
كيف يُمكن للمريض التعايش مع مرض الأنيميا المنجلية؟
مرض الأنيميا المنجلية هو مرض مزمن، وتستمرّ أعراضه طوارل فترة حياة المريض، ولذلك تنصح جامعة "جونز هوبكنز" الأميركية باتباع النصائح التالية للتعايش معه:
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتين؛
- الحصول على قسط كافٍ من النوم؛
- شرب الكثير من السوائل؛
- الابتعاد عن العوامل التي قد تُسبب أزمة، مثل:
- المرتفعات العالية؛
- الطقس البارد أو التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة؛
- السباحة في الماء البارد؛
- المجهود البدني الشاق؛
- أدوية احتقان الأنف (مزيلات الاحتقان التي تُسبب تضييق الأوعية الدموية؛
- الإجهاد أو الإرهاق،
- الكحول؛
- التدخين؛
- الوقاية من العدوى عن طريق:
- تلقي اللقاحات؛
- غسل اليدين باستمرار؛
- الابتعاد عن المرضى؛
- الخضوع لفحوصات أسنان دورية؛
- اتباع إرشادات سلامة الغذاء عند طهي الطعام وتناوله وتحضيره؛
