الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

ينفذون إحدى أكثر المهمات صعوبة في العالم.. من هم "الخوذ البيضاء"؟

تتمتّع "الخوذ البيضاء" بسمعة طيبة، ويؤكد أفرادها على مهمتهم بإنقاذ المدنيين بغضّ النظر عن انتمائهم أو معتقداتهم
تتمتّع "الخوذ البيضاء" بسمعة طيبة، ويؤكد أفرادها على مهمتهم بإنقاذ المدنيين بغضّ النظر عن انتمائهم أو معتقداتهم
ينفذون إحدى أكثر المهمات صعوبة في العالم.. من هم "الخوذ البيضاء"؟
ينفذون إحدى أكثر المهمات صعوبة في العالم.. من هم "الخوذ البيضاء"؟
الأحد 5 مارس 2023

شارك

مع الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا في السادس من فبراير/ شباط الماضي، عادت "الخوذ البيضاء" إلى الواجهة، بعدما نشطت في إنقاذ المدنيين في المناطق الحدودية، في ظلّ تقاعس المجتمع الدولي.

على مدار الساعة، عمل أفراد "الخوذ البيضاء" من دون توقف، وبما توفّر لديهم من معدّات، على إنقاذ العالقين تحت الركام، في ظل ظروف صعبة ونقص في الإمكانيات.

لكنّهم استندوا في ذلك إلى الخبرات التي اكتسبوها خلال سنوات الحرب، ومئات عمليات الإنقاذ التي نفّذوها وحفظت حياة العشرات وربما المئات من المدنيين السوريين.

لا يبدو ذلك مستغرَبًا، فأفراد "الخوذ البيضاء" ليسوا طارئين على الشأن السوري، هم الذين ينفذون منذ سنوات، إحدى أكثر المهمات صعوبة في العالم، وفي إحدى أكثر بقاع الأرض خطورة.

يردّد هؤلاء شعارًا وحيدًا وبشكل دائم، "ومن أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعًا"، لكن، من هم؟ وكيف بدأ عملهم؟

بدأت النواة الأولى لـ"الخوذ البيضاء" تتشكّل استجابة للحاجة الملحّة في سوريا عام 2012
بدأت النواة الأولى لـ"الخوذ البيضاء" تتشكّل استجابة للحاجة الملحّة في سوريا عام 2012

كيف بدأ عمل "الخوذ البيضاء" في سوريا؟

بدأت النواة الأولى لـ"الخوذ البيضاء" تتشكّل استجابة للحاجة الملحّة في سوريا عام 2012، إثر العمليات العسكرية التي شنّها النظام السوري ضد المناطق التي خرجت عن سيطرته.

تشكّلت آنذاك، مجموعات صغيرة من المتطوّعين في المجتمعات المتضرّرة في حلب وإدلب، لإنقاذ المصابين والمحاصرين تحت الأنقاض ومساعدتهم.

في تلك المرحلة، اتبع النظام السوري سياسة "الأرض المحروقة"، فشنّ غارات على المناطق المدنية مستخدمًا البراميل المتفجّرة.

حينئذٍ، أصبحت الحاجة ملحّة أكثر فأكثر لفرق إنقاذٍ مدرّبةٍ في ظل غياب الهياكل الحكومية السورية التابعة للنظام.

يعمل أفراد "الخوذ البيضاء" من دون توقف، وبما توفّر لديهم من معدّات، على إنقاذ العالقين تحت الركام
يعمل أفراد "الخوذ البيضاء" من دون توقف، وبما توفّر لديهم من معدّات، على إنقاذ العالقين تحت الركام

التفت المجتمع الدولي لتلك الحاجة، فقدّمت جهات دولية مانحة تمويلًا لتلك المجموعات المدنية الصغيرة، تبعه تدريب على مستويات مختلفة حوّل المنظمة عام 2013 إلى فريق كبير يعمل على خطوط المواجهة.

على مدار السنوات التالية، تلقّى أفراد "الخوذ البيضاء" تدريبات من جهات طبية ومدنية دولية تتعلّق بالاستجابة السريعة للأزمات والقيادة والإنقاذ على يد منقذين دوليين ومنظمات أبرزها منظمة "مايدي ريسكيو فاونديشن" في تركيا.

واتسع نطاق عمل المنظمة لتشمل مراكز جديدة مع اتساع خارطة الحرب في سوريا. ففي ذروة نشاطها، كان لديها حوالي 4 آلاف متطوّع ضمن 200 فريق، حوالي 100 منهم من النساء، يعملون في 8 محافظات سورية في الشمال والجنوب.

حتى عام 2018، أنقذ هؤلاء المتطوّعون أكثر من 114 ألف شخص وفق التقديرات. لكن أفرادها أيضًا تعرّضوا لحملة تضليل مستمرة من قبل نظام بشار الأسد والمنظمات الإعلامية التابعة له؛ حيث روّجت الحملة لاتهامات ربطت نشاط الجهاز المدني بالأنشطة العسكرية التي تقوم بها المعارضة.

تلقّى أفراد "الخوذ البيضاء" تدريبات من جهات طبية ومدنية دولية على مدار السنوات
تلقّى أفراد "الخوذ البيضاء" تدريبات من جهات طبية ومدنية دولية على مدار السنوات

واحد من كل 6 من أفراد المنظمة "قتل أو أصيب"

ينطوي عمل أفراد "الخوذ البيضاء" على مخاطر كبيرة، حيث تقول مجلة "إيكونوميست" البريطانية إن واحدًا من بين كل 6 أفراد من المنظمة قُتل أو أُصيب بجروح بالغة.

ففي الكثير من الحالات، كانت المناطق المستهدفة تتعرّض لغارات أثناء عمليات الإنقاذ المرتبطة بغارات جرت للتو، ما يؤدي إلى مصرع المسعفين والمنقذين.

وفي عام 2019، عُثر على المؤسس المشارك لـ"الخوذ البيضاء" البريطاني جيمس لو ميسورييه، ميتًا في ظروف غامضة في اسطنبول.

وأثار موت لو ميسورييه اتهامات حول ضلوع النظام السوري باستهداف هذه المنظمة مباشرة.

ينطوي عمل أفراد "الخوذ البيضاء" على مخاطر كبيرة
ينطوي عمل أفراد "الخوذ البيضاء" على مخاطر كبيرة

سمعة طيبة واستحسان عالمي

في المقابل، تتمتّع "الخوذ البيضاء" بسمعة طيبة على نطاق واسع، فتأكيد أفرادها الدائم على مهمتهم بإنقاذ المدنيين بغضّ النظر عن انتمائهم أو معتقداتهم، منحها الكثير من المصداقية.

كما أن انحياز أفرادها لقيم حقوق الإنسان من دون الغرق في السياسة، جعلها تحوز على احترام كبير على مستوى المجتمعات المحلية داخل سوريا، وعلى المستوى الدولي كذلك.

ورُشّحت المنظمة لجائزة "نوبل للسلام" عام 2016. كما أنتج سينمائيون كُثر أفلامًا ووثائقيات حول عمل أفرادها، نالت استحسانًا عالميًا.

تحوز "الخوذ البيضاء" على احترام كبير على مستوى المجتمعات المحلية داخل سوريا، وعلى المستوى الدولي كذلك
تحوز "الخوذ البيضاء" على احترام كبير على مستوى المجتمعات المحلية داخل سوريا، وعلى المستوى الدولي كذلك

كل ما تحتاجون معرفته حول "الخوذ البيضاء" في سوريا، من التأسيس إلى الخبرات، مرورًا بالمخاطر الكبيرة التي يواجهها أفرادها والدور الذي لعبوه بعد زلزال تركيا وسوريا المدمّر، تجدونه في الفيديو المرفق من سلسلة "خبر بلس".

المصادر:
العربي

شارك

Close