قال مصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الخميس، إنّ الحركة قررت، بعد اغتيال رئيس متابعة العمل الحكومي في قطاع غزة، عصام الدعاليس، عدم تعيين بديل له، مطالبًا في الوقت نفسه بالإسراع في تسلُّم لجنة الإسناد المجتمعي مهامها في القطاع.
وكانت حركة حماس قد نعت القيادي ورئيس لجنة متابعة العمل الحكومي، عصام الدعاليس، الذي استشهد في 18 مارس/ آذار، إثر استئناف إسرائيل حربها على القطاع.
"الإسراع في تسلُّم لجنة الإسناد المجتمعي مهامها"
وفي حديث للتلفزيون العربي، قال مصدر قيادي في حماس إنّ "الحركة قررت، بعد اغتيال الدعاليس، عدم تعيين بديل له في رئاسة لجنة متابعة الحكومة".
وأضاف المصدر أنّ "قرار عدم تعيين بديل للدعاليس يمهّد لتولي لجنة الإسناد المجتمعي إدارة شؤون قطاع غزة"، مؤكدًا أنّ "الشأن الحكومي يدار حاليًا لمتابعة الخدمات الأساسية فقط، منعًا للفراغ في ظل الحرب".
وأوضح أن حركة حماس طالبت "بالإسراع في تسلُّم لجنة الإسناد المجتمعي مهامها، وفق ما تم التوافق عليه".
وفي 23 مارس الجاري، قال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إن هناك اتفاقًا على تشكيل لجنة من 15 شخصًا من قطاع غزة، لا علاقة لهم بالفصائل الفلسطينية، لتتولى الإدارة الانتقالية للقطاع لمدة ستة أشهر، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستتزامن مع إعادة تمكين السلطة الفلسطينية من الانتشار على أرض الواقع داخل القطاع.
أكثر من 29 شهيدًا في قطاع غزة
وعلى الصعيد الميداني، واصلت آلة الحرب الإسرائيلية عدوانها اليوم الخميس على مختلف مناطق قطاع غزة، مخلفة المزيد من الشهداء والجرحى، في هجمات عنيفة تشنها إسرائيل منذ استئناف حربها في 18 مارس/ آذار الجاري.
ووفقًا لمصادر طبية فلسطينية، ارتفعت حصيلة الشهداء منذ فجر الخميس إلى 29 شهيدًا على الأقل جراء غارات واستهدافات إسرائيلية طالت مناطق عدة في القطاع، ضمن حرب الإبادة المستمرة منذ 17 شهرًا.
وفي أحدث الغارات، استشهد فلسطينيان وأصيب عدد آخر إثر قصف حربي إسرائيلي على منزل يعود لعائلة عمران في بلدة الفخاري شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
كما استشهد 7 فلسطينيين وجرح آخرون في غارة إسرائيلية جوية استهدفت تجمعًا مدنيًا للمواطنين في شارع النفق وسط مدينة غزة، وفق مصادر طبية.
وشهدت مناطق شمال ووسط وجنوب قطاع غزة عدد من الاستهدافات الإسرائيلية المسائية، أدت إلى استشهاد 9 فلسطينيين، وفق مصادر طبية وشهود عيان.
وفي مدينة رفح جنوبًا، أصيب مواطن برصاص إسرائيلي في منطقة "خربة العدس"، فيما أُصيب آخر قرب شاطئ "شالية شمس"، جراء إلقاء طائرة استطلاع إسرائيلية (كواد كابتر) قنابل متفجرة على منطقة المواصي بالمدينة.
وفي وسط القطاع، أُصيب مواطن جراء إطلاق طائرة إسرائيلية (كواد كابتر) النار في محيط "تبة النويري"، غرب مخيم النصيرات. كما استهدفت غارة جوية إسرائيلية موقعًا للشرطة البحرية غرب مخيم النصيرات، دون أن تُسجّل إصابات.
وخلال ساعات النهار، قالت مصادر طبية لوكالة "الأناضول": إن 10 فلسطينيين استشهدوا إثر غارات جوية وإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي في أنحاء متفرقة في قطاع غزة.
وأفادت باستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي استهدف منزلًا يعود لعائلة البلي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وأضاف أن شابين فلسطينيين أحدهما من ذوي الإعاقة، "قتلا برصاص قناص الجيش الإسرائيلي جنوب مدينة غزة". وأشار إلى استشهاد طفل فلسطيني وإصابة أسرته بقصف إسرائيلي استهدف منزلًا في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع.
وفي وقت سابق فجر اليوم الخميس، قالت مصادر طبية للأناضول إن 10 فلسطينيين استشهدوا إثر تكثيف الجيش الإسرائيلي قصفه الجوي والمدفعي وعمليات نسف منازل في منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة، ومحيط جامعة القدس المفتوحة غرب المدينة، ومواصي خانيونس جنوب.
ومن بين الشهداء، الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، الذي استشهد في غارة جوية إسرائيلية استهدفت خيمته في مدينة جباليا شمال قطاع غزة.
طواقم الهلال الأحمر تدخل تل السطلان
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني نجحت بتنسيق ومرافقة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالدخول إلى منطقة تل السلطان في رفح.
ويأتي دخول الطواقم بعد خمسة أيام من محاولات التنسيق للدخول اليها لمعرفة مصير 9 من مسعفيها المفقودين في المنطقة بعد أن تم حصارهم واستهدافهم من قبل قوات الاحتلال.
وقال بيان للهلال الأحمر إن الفريق واجه صعوبات جمة أثناء البحث عن آثار شهداء في المكان بسبب الدمار الكبير في المكان، واختفاء معالم المنطقة، ونجح بانتشال أحد جثامين طواقم الدفاع المدني.
وأضافت أنه نظرًا لتعذر استمرار عمليات البحث بسبب حلول الظلام، تم الانسحاب من المكان وسيتم إعادة المحاولة غدًا للدخول مرة أخرى للمنطقة التي يتوغل بها جيش الاحتلال منذ خمسة أيام، ويمنع وصول طواقم الإسعاف وفرق الإنقاذ إليها.
وكانت جمعية الهلال الأحمر، أعلنت في وقت سابق عن بالغ قلقها بشأن سلامة طواقمها التسعة المحاصرين من قبل قوات الاحتلال في مدينة رفح، محملة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصيرهم.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الجاري استشهد 855 فلسطينيًا وأصيب 1869 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، حتى صباح اليوم الخميس وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
