كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" تفاصيل مثيرة عن التخطيط للهجوم الإسرائيلي على إيران، مؤكدة إنشاء قاعدة لانطلاق الطائرات المُسيّرة المُتفجّرة بالقرب من العاصمة طهران، تمّ استخدامها في هجوم اليوم الجمعة بمساعدة عملاء للموساد.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي في القدس عبد الحليم عبد القادر، بأنّ الهجوم الإسرائيلي على إيران هو عملية استخبارية على الطريقة الأوكرانية التي دمرت القاذفات الإستراتيجية الروسية هذا الشهر.
وأضاف مراسلنا أنّ "الموساد" الإسرائيلي أدخل مسيّرات انتحارية خلال الفترة الماضية إلى الأراضي الإيرانية، مع إقامة منشأة لتخزين هذه المسيّرات وإطلاقها ضمن عملية "الأسد الصاعد".
ونقلت "إسرائيل اليوم" عن مصادر في جهاز الموساد قولها إنّ الهجوم استند إلى سنوات من العمل المكثّف، من خلال جمع معلومات استخباراتية دقيقة وإجراء عمليات مراقبة استهدفت كبار مسؤولي أجهزة الأمن الإيرانية وعلماء نوويين تم تصفيتهم لاحقًا، بالإضافة إلى حملة سرية هدفت إلى تقويض القدرات الصاروخية الإستراتيجية لإيران، وتنفيذ العديد من مهام التخريب السرية في عمق الأراضي الإيرانية، إلى جانب عمليات واسعة النطاق للقوات الجوية الإسرائيلية.
واستهدفت هذه العمليات المُنسّقة تحديدًا البنية التحتية الصاروخية الاستراتيجية الإيرانية وشبكات الدفاع الجوي.
وتطلّبت كل مهمة بحثًا دقيقًا وجمع معلومات استخباراتية دقيقة، وتقنيات متطوّرة، ونشر قوات "كوماندوز" واسعة النطاق، تعمل سرًا في جميع أنحاء العاصمة وإيران، بحسب المصدر العبري.
ومن خلال أنشطتهم العملياتية، نجح عملاء "الموساد" في إدخال أنظمة قتالية مُتخصّصة على نطاق واسع، ووضعها بشكل إستراتيجي في جميع أنحاء الأراضي الإيرانية وتوجيهها نحو أهداف محددة بدقة وفعالية استثنائية.
خطة من ثلاث مراحل
وشملت هذه العملية ثلاثة مراحل:
1- المرحلة الأولى: عملت وحدات كوماندوز في جميع أنحاء وسط إيران، ونشرت أنظمة أسلحة دقيقة التوجيه في مناطق إستراتيجية مفتوحة بالقرب من منشآت صواريخ أرض-جو الإيرانية.
ومع بدء الهجوم الإسرائيلي، تلقّت هذه الأنظمة إشارات توجيه وتفعيل، فأطلقت صواريخ دقيقة في وقت واحد نحو أهداف محددة بدقة ملحوظة.
2- المرحلة الثانية: نفّذ الموساد عمليات سرية باستخدام أنظمة هجومية وتقنيات متطورة مُركّبة على منصّات متحرّكة. ومع بدء الهجوم المفاجئ، انخرطت هذه الأنظمة في استهداف المنشآت الدفاعية الإيرانية، مُدمّرةً أهدافها المُحدّدة بالكامل.
3- المرحلة الثالثة: تضمّنت قيام "الموساد" بإنشاء منشآت طائرات مُسيّرة مُتفجّرة تسلّلت إلى عمق الأراضي الإيرانية قبل الهجوم بوقت طويل عبر شبكات عملاء.
وخلال العمليات الإسرائيلية، تمّ تنشيط هذه الطائرات من دون طيار المتفجّرة واستهداف منصّات إطلاق الصواريخ أرض-أرض المتمركزة في قاعدة إسبغاباد/ أسفاق آباد بالقرب من طهران، والتي كانت تمثل تهديدات كبيرة للبنية التحتية الاستراتيجية والمدنية الإسرائيلية.
ونشر "الموساد" مقطع فيديو يوثّق قيام عملائه بتركيب أنظمة هجومية داخل الأراضي الإيرانية.
الموساد الإسرائيلي ينشر توثيقًا لعملائه أثناء قيامهم بتركيب أنظمة هجومية داخل الأراضي الإيرانية pic.twitter.com/LdyKVoBJcy
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 13, 2025
من جهتها، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤول إسرائيلي قوله إنّ "الموساد" بدأ قبل عدة أشهر تهريب صواريخ إلى إيران.
وأضاف المسؤول أنّ الموساد زرع سرًا أسرابًا من المسيرات المفخخة في عمق الأراضي الإيرانية تمهيدًا لهجوم مباغت، مضيفًا أنّه جرى تفعيل المُسيّرات مع الضربات الجوية واستهدفت منصّات إطلاق صواريخ قرب طهران.
وأردف أنّ وحدات "كوماندوس" تابعة للموساد انتشرت لتثبيت أسلحة دقيقة قرب منظومات الدفاع الجوية الإيرانية، وجرى تفعيلها صباح الجمعة ما أدى إلى تدمير الدفاعات الإيرانية بالكامل.