الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

3 أيام من العدوان الإسرائيلي.. اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بوساطة مصرية

3 أيام من العدوان الإسرائيلي.. اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بوساطة مصرية

Changed

شبكة مراسلي "العربي" ترصد اللحظات الأولى لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ (الصورة: رويترز)
أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بعد 3 أيام من العدوان على غزة، سيعتبر لاغيًا في حال لم تلتزم إسرائيل بشروطه.

دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي حيّز التنفيذ، بعد 3 أيام من العدوان على قطاع غزة، راح ضحيته 44 شهيدًا، وأكثر من 360 جريحًا، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وشهدت الساعات الأخيرة للعدوان قبل بدء الاتفاق، عددًا من الغارات الإسرائيلية على غزة، قابله رد من المقاومة الفلسطينية بإطلاق رشقات من الصواريخ على مستوطنات غلاف القطاع.

بدء وقف إطلاق النار

وعند الساعة 23:30 بتوقيت فلسطين، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ. وأفاد مراسل "العربي" في غزة باسل خلف أن الساعات الأخيرة للعدوان شهدت قصفًا إسرائيليًا عنيفًا لعدة مناطق في القطاع.

وأشار المراسل إلى أن غزة تعيش حالة من الهدوء منذ بدء الاتفاق، لافتًا إلى أن "بعض الجامعات الفلسطينية في غزة أعلنت أن يوم الإثنين سيكون يوم تدريس عادي".

من جهته، أوضح مراسل "العربي" عند حدود غزة أحمد جرادات، أن الهدوء يخيم على مستوطنات غلاف غزة بعد بدء وقف إطلاق النار.

وأشار المراسل إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أكدت أن جيش الاحتلال أنهى غاراته على القطاع.

بدوره، أوضح مراسل "العربي" من القدس أحمد دراوشة أن الداخل الإسرائيلي اعتبر أن "الرابح الوحيد" من الحرب هو رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد، "الذي تمكن من إحراز عدة نقاط في الداخل الإسرائيلي".

انتصار فلسطيني

وفور بدء الاتفاق، أعلن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة أن "الشعب الفلسطيني والمقاومة في قطاع غزة سجلوا إنجازًا تاريخيًا في مواجهة العدوان الكبير".

وأكد النخالة، في مؤتمر صحافي من طهران، أن "المقاومة كانت تهدف إلى وحدة الساحات الفلسطينية والدفاع عن المجاهدين الفلسطينيين".

وأوضح النخالة أنه "في اللحظة التي اعتدى بها العدو الإسرائيلي على القيادي الشيخ بسام السعدي في جنين، تحركت حركة الجهاد من أجل حماية القيادات وللتأكيد على وحدة الفلسطينيين".

وقال: "إسرائيل كانت تريد تصفية حركة الجهاد الإسلامي، واليوم بعد توقف إطلاق النار، نرى المشهد واضحًا أن حركة الجهاد الإسلامي بقيت قوية رغم سقوط الشهداء".

ولفت النخالة إلى أن "58 مستوطنة كانت في اللحظة نفسها تحت مرمى صواريخ سرايا القدس".

وتابع قائلًا: "الاحتلال كان تحت ضغط المقاومة التي فرضت عليه الإفراج عن الأسير خليل العواودة والشيخ بسام السعدي".

وأوضح أن "الأسير العواودة سيخرج إلى المستشفى للعلاج، ومن ثم سيتم الإفراج عنه ليتوجه إلى منزله، والأسير السعدي سيتم الإفراج عنه في مهلة زمنية وضعناها بإشراف مصري".

وأوضح النخالة أنه "في حال لم يتم الالتزام بالشروط التي فرضناها، سنعتبر الاتفاق لاغيًا وسنستأنف العمليات العسكرية، والضمانات الوحيدة على تنفيذ الاتفاق وقدرة المقاومة على المواجهة".

وأضاف: "إنجاز المقاومة أصبح واضحًا، ونهديه إلى الشعب الفلسطيني ولعائلات الشهداء الذين ارتقوا في هذه المعركة، ولكافة الشعوب العربية التي وقفت متضامنة".

الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار

وبعد ثلاثة أيام من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي موافقتها على اتفاق وقف إطلاق النار برعاية مصرية، تزامنًا مع ضمان القاهرة العمل على الإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن.

وقال رئيس الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي في بيان: "تم التوصل إلى صيغة الإعلان المصري لاتفاق التهدئة بما يتضمن التزام مصر بالعمل على الإفراج عن الأسيرين باسم السعدي وخليل عواودة".

وأضاف: "نؤكد على حقنا في الرد على أي عدوان إسرائيلي".

واعتقلت إسرائيل مؤخرًا السعدي، القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية المحتلة، بينما يخضع العواودة رهن الاعتقال الإسرائيلي أيضًا.

من جهتها، دعت مصر، إلى وقف إطلاق نار شامل ومتبادل في قطاع غزة يبدأ من الساعة 23:30 بتوقيت فلسطين، في "إطار حرصها على إنهاء حالة التوتر بالقطاع".

جاء ذلك في بيان لمصدر مسؤول نقلته وكالة الأنباء المصرية دون تسميته، بعد نحو ساعة من تأكيدها "اقتراب نجاح" جهود القاهرة في وقف التصعيد بالقطاع.

ووفق البيان المصري، "أفاد مصدر مسؤول بأنه في إطار حرص مصر على إنهاء حالة التوتر الحالية في قطاع غزة، كثفت مصر اتصالاتها مع كافة الأطراف لاحتواء التصعيد الحالي".

وأضاف: "وفي ضوء تلك الاتصالات تدعو مصر إلى وقف إطلاق النار بشكل شامل ومتبادل اعتبارًا من الساعة 23:30 مساءً بتوقيت فلسطين".

عدد الشهداء

واستشهد 13 فلسطينيًا، مساء الأحد، في غارات إسرائيلية جديدة على عدة مناطق في قطاع غزة.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن طائرات الاحتلال الحربية استهدفت منطقة مقبرة الفالوجا في بلدة جباليا شمال القطاع، وتجمعًا للمواطنين عند مفترق السامر وسط مدينة غزة، ومنزلًا شرق البريج وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد 13 مواطنًا غالبيتهم من الأطفال، وإصابة آخرين، جروح عدد منهم وصفت بالخطيرة.

وباستشهاد المواطنين الـ13، ارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 44 شهيدًا، بينهم 15 طفلًا و4 سيدات، والمصابين أكثر من 360.

رد المقاومة الفلسطينية

وشنت سرايا القدس، الجناح المسلّح لحركة الجهاد الإسلامي، في اليوم الثالث للعدوان، عدة ضربات صاروخية لمدن إسرائيلية من بينها تل أبيب.

وقالت سرايا القدس، في بيان لها: "كرد أولى على جريمة اغتيال القائد خالد منصور، وإخوانه الشهداء؛ مساحات واسعة من تل أبيب ومدن المركز وغلاف غزة تحت نيران مقاتلينا".

وأضافت: "سرايا القدس توجّه ضربة صاروخية كبيرة باتجاه تل أبيب وقاعدة بلماحيم ومدن أسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت ومفلاسيم ومفتاحيم وجميع مغتصبات غلاف غزة".

كما أطلقت عدة رشقات صاروخية من قطاع غزة، باتجاه المدن الإسرائيلية بشكل متزامن.

وفي أول تصريح له منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، هدد الناطق باسم سرايا القدس "أبو حمزة" الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن "ما ظهر من قدرات السرايا الصاروخية هو جزء يسير مما أعدته".

وأضاف أبو حمزة اليوم الأحد في بيان: "نحتفظ بالكثير الكثير مما يؤلم العدو ويسُر أبناء شعبنا وجمهور سرايا القدس والمقاومة الممتد".

تعثّر مشاورات الاتفاق

وقبل ساعات من إعلان موافقة "الجهاد الإسلامي" على اتفاق وقف إطلاق النار، أعلن الهندي في حديث إلى "العربي" عن تعثّر المفاوضات بسبب التعنّت الإسرائيلي.

وقال: "الاحتلال كان يحضر للعدوان على قطاع غزة منذ فترة طويلة والدليل هو اغتياله للقيادات في حركة الجهاد الإسلامي منذ الأيام الأولى".

وأضاف: "فصائل المقاومة في مربع واحد وهناك غرفة عمليات مشتركة، وسرايا القدس تستطيع بالاستمرار في المواجهة لأيام طويلة، ويمكن أن نصل إلى مدايات كبيرة".

وأكد الهندي، أن "حركة الجهاد تريد أن تؤكد أن المعركة هي واحدة في غزة ولا تنفصل عن بقية المناطق المحتلة".

اغتيال القيادي في سرايا القدس خالد منصور

وفجر الأحد، اغتالت قوات الاحتلال القيادي في سرايا القدس خالد منصور في غارة جوية استهدفت عددًا من المنازل في رفح بقطاع غزة.

وقالت سرايا القدس في بيان: "نزف شهيدنا القائد الكبير خالد سعيد منصور، عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الجنوبية الذي ارتقى جراء غارة صهيونية استهدفته مساء أمس بمدينة رفح".

وذكرت سرايا القدس أن الغارة تسببت في استشهاد اثنين آخرين من أفرادها هما زياد المدلل ورأفت شيخ العيد.

ويعتبر هذا ثاني اغتيال تقوم به إسرائيل لقيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" داخل قطاع غزة خلال يومين، بعد استهدافها تيسير الجعبري القيادي البارز في "سرايا القدس" الجمعة.

وانضم خالد منصور إلى صفوف حركة الجهاد الإسلامي منذ انطلاقتها عام 1987، حيث كان أحد أعضاء الجناح العسكري للحركة حينها الذي عرف بـ"القوى الإسلامية المجاهدة".

ويعد منصور من أهم القيادات الذين بلوروا الهيكلية العسكرية لسرايا القدس ونظموها.

اقتحام الأقصى

وفي القدس المحتلة، شهد المسجد الأقصى اقتحامات من قبل المستوطنين الذين أدوا صلوات تلمودية داخل باحاته، وسط تنديد فلسطيني وعربي لهذه الخطوة.

وأعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن 2201 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى، مشيرة إلى أن الاقتحامات "تمت تحت حماية قوات الشرطة والمخابرات الإسرائيلية، التي أمنت لهم جولاتهم ورقصاتهم وغناءهم داخل باحات الأقصى ضمن الطقوس التوراتية التي يقومون بها في استفزاز واضح لمشاعر المسلمين".

وذكرت أنه "تم تفريغ المسجد من المصلين والمعتكفين من خلال ملاحقة عدد من الشبان والنساء وإخراجهم بالقوة إلى خارج المسجد واعتقال عددٍ منهم، ومنع دخول عدد كبير من المصلين".

وأكد بيان الهيئات والمرجعيات الإسلامية في القدس، "على إسلامية المسجد الأقصى بمساحته البالغة 144 دونمًا وبجميع معالمه ومرافقه فوق الأرض وتحتها"، مشددًا على أن "الأقصى خالص للمسلمين وحدهم في جميع أنحاء العالم لا يقبل القسمة ولا الشراكة، رغم جميع محاولات تغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني للمسجد".

واعتبر، أن "الاقتحامات الإسرائيلية البربرية مهما بلغت لن تغير من واقع إسلامية المسجد الأقصى".

ودعا البيان، كافة الدول الإسلامية إلى "أخذ دورها في الضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه الانتهاكات الفظيعة وردعها عن الاستمرار في تدنيس المسجد الأقصى المبارك".

من جهته، اعتبر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أن ما حصل ويحصل في المسجد الأقصى هو استباحة لبيوت الله ولحرمات المساجد.

وقال في حديث إلى "العربي" من القدس: "الشارع الإسرائيلي أصبح يميل إلى التطرف كما أن حكومته متطرفة وكذلك الجماعات التي تتحكم في الحكومة والشارع"، مضيفًا: "ما يقومون به في الأقصى لن يكسبهم أي حق فيه لأنه للمسلمين، وإن محاولة فرض الأمر الواقع مرفوضة".

وانتقد خطيب الأقصى الصمت العربي قائلًا: "إن الدول العربية بمعظمها مطبع أو ساكت وصامت أو خائف من أميركا، لكن هذا لا يعفيها من المسؤولية، وعلى الجميع أن يثبت البوصلة نحو القدس التي تجمع ولا تفرق".

وقفات تضامنية

ودعت فصائل المقاومة الفلسطينية والقوى الوطنية والإسلامية لمسيرة في رام الله، حيث أطلق المشاركون فيها دعوة إلى أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، لدك وقصف تل أبيب، ردًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وبدأت الوقفة اليوم الأحد، وشارك فيها فلسطينيون ورفعوا فيها صور الشهداء، وندّدوا بالعدوان الإسرائيلي الذي بدأ الجمعة، وما يزال متواصلًا، وسط جهود مصرية للتهدئة وإعلان وقف إطلاق النار.

وفي الأردن، طالب عشرات المحتجين الذين نظَّموا وقفة قبالة السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمّان الحكومة الأردنية باتخاذ موقف رسمي وجاد لطرد السفير الإسرائيلي.

وجاء هذا الطلب أمس السبت، ردًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث بدأت السبت فعاليات تتمثل بوقفات احتجاجية، دعت إليها أحزاب شعبية على رأسها حزب جبهة العمل الإسلامي نصرة لأهالي غزة ورفضًا للهجوم الإسرائيلي.

وردد المحتجون هتافات تدعم الشعب والفصائل الفلسطينية، ومنها "يا غزتنا الأبية.. خلي الهمة قوية.. ودوسي عالصهيونية"، و"يا قسامي يا حبيب.. فجر أضرب تل أبيب"، و"منك نتعلم يا غزة.. أسما معاني الصمود".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close