قُتل ثلاثة مدنيين في المعارك التي اندلعت صباح السبت، في العاصمة السودانية الخرطوم، بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية التي يقودها نائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وقالت نقابة الأطباء في بيان على فيسبوك: "قتل شخصان في مطار الخرطوم" وقتل شخص آخر في الأبيض (بشمال كردفان في وسط السودان).
وأضافت النقابة أن تسعة أشخاص على الأقل أصيبوا من بينهم ضابط في الجيش في أم درمان.
تفاصيل الاشتباكات في الخرطوم
وجاءت الاشتباكات عقب خلافات عميقة وتوترات عاشها السودان خلال الأيام الأخيرة بين البرهان وحميدتي، بعد تعذر التوقيع على الاتفاق الناظم للعملية السياسية الذي كان مقررًا في 5 أبريل/نيسان الجاري، قبل إرجائه "إلى أجل غير مسمى"، جراء الخلاف بين الحليفين حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
وانطلقت في 8 يناير/ كانون الثاني 2023، عملية سياسية بين الموقعين على "الاتفاق الإطاري" في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2022، وهم مجلس السيادة العسكري الحاكم وقوى مدنية أبرزها "الحرية والتغييرـالمجلس المركزي"، بهدف التوصل إلى اتفاق يحل الأزمة السياسية.
وتهدف العملية لمعالجة أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حين فرض قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إجراءات استثنائية منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.
#مباشر | اشتباكات ضارية في محيط القصر الجمهوري بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في #الخرطوم https://t.co/9647NfzDPn
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 15, 2023
وفي هذا الإطار، قال مراسل "العربي" من الخرطوم: إن عددًا من قطع المدرعات والدبابات إلى محيط القيادة العامة للمدرعات وباشرت بعملية الاشتباك مع قوات الدعم السريع، وسط تصاعد أعمدة الدخان.
وأضاف المراسل، أنه جرى إخلاء جميع موظفين مبنى الإذاعة والتلفزيون في الخرطوم بعد قصف غرفة البث.
حميدتي يهاجم البرهان
ولفت المراسل، إلى أن حميدتي صرح لوسائل الإعلام بأن قواته دمرت كل الطائرات والمركبات التي يمكن أن يفر بها البرهان لخارج الخرطوم، وذلك في دلالة على السيطرة على مطار الخرطوم.
وزاد المراسل بالقول: "إن حميدتي أخبر الموقعين على الاتفاق الإطاري والآلية الرباعية والوساطة الثلاثية بأن البرهان يريد أن يسوق البلاد إلى الحرب ومعه قادة النظام السابق".
دعوة أممية لوقف إطلاق النار
وفي السياق، دعا موفد الأمم المتحدة إلى الخرطوم إلى وقف "فوري" لإطلاق النار، حيث اتهم الجيش السوداني، السبت، قوات "الدعم السريع" بالهجوم على قواته بجوار المدينة الرياضية جنوبي العاصمة الخرطوم، واصفًا إياها بـ"المتمردة".
وقال الجيش السوداني في بيان: "في مواصلة لمسيرتها في الغدر والخيانة حاولت قوات الدعم السريع مهاجمة قواتنا في المدينة الرياضية ومواقع أخرى وتتصدى لها قواتنا المسلحة".
من جانبها، قالت قوات "الدعم السريع" في بيان: إنه "امتدادًا للهجوم الذي تعرضت له قوات الدعم السريع المتمركزة في مقرها بأرض المعسكرات سوبا جنوبي الخرطوم فإن القوات المسلحة هاجمت في وقت متزامن مواقع ومقرات قواتنا في الخرطوم ومروي ومدن أخرى جاري حصرها".
واستطرد البيان: "قامت قوات الدعم السريع بالدفاع عن نفسها والرد على القوات المعادية وكبدتها خسائر كبيرة وتمكنت من السيطرة على مطار وقاعدة مروي، وطرد المعتدين على مقر القوات بأرض المعسكرات سوبا والسيطرة على مطار الخرطوم".
و"الدعم السريع" قوة قبلية مقاتلة، تأسست عام 2013 لمحاربة متمردي إقليم دارفور (غرب)، ثم لحماية الحدود وحفظ النظام لاحقًا، وهي تابعة لجهاز الأمن والمخابرات، ولا يوجد تقدير رسمي لعددها، لكنها تتجاوز عشرات الآلاف، وفق وكالة الأناضول.
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن السبت إلى "الوقف الفوري" للاشتباكات العنيفة الجارية في السودان بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية يجب أن تتوقف "فورا".
وأعرب بلينكن الموجود في هانوي في فيتنام عن "قلق عميق" حيال القتال الجاري وكتب في تغريدة: "نحث كافة الأطراف الفاعلة على وقف العنف فورًا وتجنب المزيد من التصعيد أو تعبئة القوات ومواصلة الحديث لحل المسائل العالقة".