الثلاثاء 25 آذار / مارس 2025
Close

3 مراحل حاسمة.. كيف أسقطت مدينة إدلب نظام بشار الأسد؟

3 مراحل حاسمة.. كيف أسقطت مدينة إدلب نظام بشار الأسد؟ محدث 01 آذار 2025

شارك القصة

ثلاث محطات "حاسمة" أدّت مجتمعةً إلى سقوط نظام الأسد
ثلاث محطات "حاسمة" أدّت مجتمعةً إلى سقوط نظام الأسد
الخط
لم تكن معركة ردع العدوان الأولى من نوعها قطعًا، بل سبقتها عشرات المعارك، وبعضها كانت على تخوم العاصمة دمشق، لكن لم يكتب لأيٍّ منها أن تنتهي بإسقاط النظام.

11 يومًا من معركة ردع العدوان كانت كافيةً للإطاحة بنظام بشار الأسد بعدما حكم سوريا نحو ربع قرن، لتحفر المعركة اسمها في صفحات التاريخ بعدما أنهت، في 8 ديسمبر/ كانون الأول عام 2024، حكمًا دمويًّا استُخدمت فيه أشنع طرق القتل وأعنفها على مدار 14 عامًا.

لم تكن معركة ردع العدوان الأولى من نوعها قطعًا، بل سبقتها عشرات المعارك، وبعضها كانت على تخوم العاصمة دمشق، لكن لم يكتب لأيٍّ منها أن تنتهي بإسقاط النظام.

كما أنّها لم تكن وليدة الصدفة، ولا نتيجة أشهر من التجهيزات العسكرية فحسب، بل كانت ثمرة ما يزيد عن 9 أعوام من العمل المتواصل وتوحيد الصفوف بعد سيطرة فصائل المعارضة على محافظة إدلب شمال غرب سوريا عام 2015، لتكون المحافظة الوحيدة التي تحررها وتمنع نظام الأسد من استعادتها حتى سقوطه.

فيما يلي استعراض لثلاث محطات "حاسمة" أدّت مجتمعةً إلى سقوط نظام الأسد، من دون إنكار وجود محطات أخرى -قبل هذه المراحل وخلالها- أضعفت نظام الأسد وأثّرت في طريق إسقاطه.

1. مرحلة التحصين: إدلب معقلًا للثورة

تحرير مدينة إدلب

زُرعت بذور تحرير سوريا في محافظة إدلب خلال فصل الربيع، وتحديدًا في 28 مارس/ آذار عام 2015، لتحصد سوريا ثمارها في 8 ديسمبر/ كانون الأول عام 2024، حيث تحررت المحافظة بعد معارك عنيفة ضد نظام الأسد خاضها جيش الفتح، المؤلف من عدة فصائل معارضة، على رأسها جبهة النصرة بقيادة أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) وحركة أحرار الشام بقيادة هاشم الشيخ. 

طرد قوات نظام الأسد من محافظة إدلب وتحريرها بالكامل كان حدثًا استثنائيًّا، حيث أصبحت معقلاً للثورة السورية، وصارت معنيَّةً بأن تقدم نموذجًا فريدًا مُغايرًا للنموذج المُقدّم من قبل نظام الأسد في مناطق سيطرته، وهذا ما حدث.

تهجير أهالي المناطق الثائرة إلى الشمال السوري

بعد تحرير محافظة إدلب عام 2015، شنَّ نظام الأسد عدة حملات عسكرية شرسة على المناطق الخارجة عن سيطرته، أبرزها في مدينة حلب عام 2016 والغوطة الشرقية عام 2018، ليحاصرها ويمارس عليها سياسة العقاب الجماعي، ويقصفها بمختلف أنواع الأسلحة، ثم يفاوض أخيراً مقاتلي كل منطقة على الاستسلام وتسليم السلاح أو التهجير إلى الشمال السوري (محافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب)، ليشمل التهجير أهالي عدة مناطق من محافظات دمشق وريفها وحلب وحمص وحماة ودرعا والقنيطرة، حيث اختاروا التهجير مرغمين ليبدأوا حياة جديدة في المناطق المحررة.

وإذا جئنا إلى لغة الأرقام والتفصيل، فقد وثّقت منظمة "منسقو استجابة سوريا" تهجير 129 ألفًا و378 شخصًا خلال نحو 5 أشهر، في الفترة الممتدة من 14 مارس/ آذار حتى 11 أغسطس/ آب من العام 2018، وذلك من محافظات دمشق وريفها وحمص ودرعا والقنيطرة، حيث كانت أكبرها من العاصمة وريفها بواقع 83 ألفًا و214 شخصًا، تليهما حمص بـ 35 ألفًا و648 شخصًا.

وقد سبق ذلك عمليات تهجير عديدة طالت عشرات الآلاف خلال عامي 2016 و2017، شملت أحياء برزة وتشرين والقابون في مدينة دمشق، ومناطق داريا وقدسيا والهامة ومعضمية الشام وخان الشيح والتل ووادي بردى ومضايا والزبداني في ريف دمشق، وحي الوعر في مدينة حمص الذي بلغ عدد المهجرين منه نحو 25 ألفًا، وأحياء حلب الشرقية التي خرج منها نحو 45 ألف مدني ومقاتل.

قوافل إجلاء الجرحى من مدينة حلب المحاصرة إلى ريف محافظة حلب الغربي
قوافل إجلاء الجرحى من مدينة حلب المحاصرة إلى ريف محافظة حلب الغربي

سياسة نظام الأسد هذه أدت باعتقاده إلى إبعاد الخطر عن العاصمة السياسية دمشق والعاصمة الاقتصادية حلب، ثم عن المدن القريبة منهما، ظنًّا منه أن فكرة إسقاط النظام ستتبخر تبعًا لذلك.

كما أن نظام الأسد كان يسعى من خلال تهجير مقاتلي تلك المناطق إلى إحداث اقتتال فصائلي مستقبلًا، لاختلاف أفكارها وتوجهاتها، مما يعني أنها ستصفّي نفسها بنفسها، وحينها سيكون قد ضرب عصفورين بحجرٍ واحدٍ.

لكنَّ تهجير أهالي ومقاتلي تلك المناطق أضفى تنوعًا على الشمال السوري، لتجتمع فيه أقوى الفصائل وأمهر المقاتلين، وليضم نخبًا مثقفةً وخبراء وسياسيين، مما أدى إلى بزوغ مشاريع حقيقية لتوحيد صفوف الفصائل ونبذ الخلافات وتنمية تلك المناطق وتوفير الخدمات فيها وإنعاشها اقتصاديًّا واجتماعيًّا.

فصائل موحّدة وأسلحة متطوّرة

أدركت الفصائل أن تفرّقها يصب في مصلحة نظام الأسد، وأنها عندما تحالفت عسكريًّا تحت مسمى جيش الفتح حررت محافظة إدلب عام 2015 في 4 أيامٍ فقط، ولعلَّ من أبرزها الأمثلة التالية:

قرَّرت خمس فصائل معارضة في 26 يناير/ كانون الثاني عام 2017 انضمامها إلى حركة أحرار الشام، وهي: ألوية صقور الشام، وجيش الإسلام (قطاع إدلب)، وجيش المجاهدين، وتجمع فاستقم كما أمرت، والجبهة الشامية (قطاع ريف حلب الغربي).

تبعها في 28 يناير/ كانون الثاني عام 2017 إعلان خمس فصائل عسكرية حلَّ نفسها وهي: جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا)، وحركة نور الدين زنكي، ولواء الحق، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنة، لتندمج معًا ضمن كيان عسكري واحد تحت اسم "هيئة تحرير الشام"، قادها أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) منذ أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه حتى حلّها نفسها في 29 يناير/ كانون الثاني عام 2025.

كما شهد عام 2018 توحّد جبهة تحرير سوريا وألوية صقور الشام وجيش الأحرار ضمن تكتل عسكري يحمل اسم الجبهة الوطنية للتحرير.

كذلك لم تكتفِ فصائل المعارضة السورية بالأسلحة التي تمتلكها، بل عملت على إدخال أسلحة جديدة إلى مخزونها، شملت أنواعًا مختلفة من المسيرات، أبرزها المسيّرات الانتحارية وطائرات الاستطلاع.

حماية الحصن

أصبحت محافظة إدلب بعد تحريرها عام 2015 معقلًا رئيسًا للثوار، وشكّلت مع أجزاء من أرياف محافظات حماة وحلب واللاذقية حصنًا كبيرًا للثورة مع وجود شريان حياة يصلها بالأراضي التركية.

استشرس نظام الأسد لضرب هذا الحصن خلال الفترة الممتدة بين مارس/ آذار 2015 (بعد تحرير مدينة إدلب) ومارس/ آذار 2020 (ما قبل اتفاق وقف إطلاق النار)، ليتمكن من بسط نفوذه على محافظتي حماة واللاذقية بشكل شبه كامل، ويسيطر على عدة مدن وبلدات في محافظتي إدلب وحلب، لكنه أخفق في الوصول إلى أبعد من ذلك، لتشكّل مدينة إدلب وأجزاء واسعة من ريفها وريف حلب حصنًا أخيرًا تقريبًا عبر بقائها خارج سيطرته.

2. مرحلة البناء: إدلب نموذجًا للدولة

اتفاق وقف إطلاق النار

لا يمكن البناء ما دامت الحرب مستمرة، لذلك كان لا بد من إيقاف المعارك حتى تتمكن فصائل المعارضة من النهوض بالمناطق المحررة، وهذا ما حدث في 5 مارس/ آذار عام 2020، حين وقّعت تركيا وروسيا اتفاقًا لوقف إطلاق النار في إدلب.

هذا الاتفاق أوقف تقدّم قوات نظام الأسد، حيث سبقه سيطرتها على مناطق واسعة في حماة وإدلب وحلب، ليثبّت مناطق سيطرة كل طرف حتى 26 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2024، أي ما قبل معركة ردع العدوان.

خلال هذه الفترة كانت أمام فصائل المعارضة فرصة ذهبية لتقديم نموذج مصغّر للدولة في مدينة إدلب، وذلك عبر تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، وتوفير احتياجاتهم، وإنجاز معاملاتهم، والنهوض بمناطقهم، وصولاً إلى خلق بديلٍ متكاملٍ عن نظام الأسد يفوقه في جميع المجالات.

تفعيل المؤسسات وتقديم الخدمات

قدّمت حكومة الإنقاذ -التابعة لهيئة تحرير الشام والعاملة شمال غرب سوريا- مشاريع خدمية متنوعة منذ تأسيسها عام 2017، كما ساعدها وقف إطلاق النار على مضاعفة تلك المشاريع وتنويعها، لتحقق إنجازات في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد والزراعة والصناعة والخدمات والأمن.

ولعلَّ أبرز ما أنجزته مما يمس حياة المواطن اليومية، هو ما يتعلّق بالمياه والكهرباء والاتصالات والإنترنت، حيث أعادت تأهيل الشبكات والمحطات الخاصة فيها، وتمكّنت من توفير الكهرباء عبر استجرارها من تركيا، لتحقق ما لم تستطع حكومة الأسد تحقيقه، حيث كانت المدن السورية الخاضعة لسيطرتها غارقة في الظلام بنظام تقنين تنقطع فيه الكهرباء أكثر مما تصل بأضعاف مضاعفة.

ملعب تشرين في مدينة دمشق بعد انقطاع التيار الكهربائي خلال نهائي كأس الجمهورية لكرة القدم عام 2021
ملعب تشرين في مدينة دمشق بعد انقطاع التيار الكهربائي خلال نهائي كأس الجمهورية لكرة القدم عام 2021

كما استعرضت حكومة الإنقاذ إنجازاتها في عام 2023 خلال ندوة حوارية عقدتها تحت عنوان "الأعمال الحكومية بين الرؤى والمنجزات"، إذ أعلنت فيها دخول 27 معملاً مرحلة الإنتاج في مدينة باب الهوى الصناعية، مما وفر آلاف فرص العمل الجديدة، كما أشارت إلى أن جامعة إدلب أصبحت تضم 20 كلية و6 معاهد، فيما أكدت على اهتمامها بتوفير الخدمات الصحية عبر 4 مستشفيات حكومية و11 مركزًا طبيًّا و6 معامل أدوية تنتج 400 صنف دواء.

أما على مستوى الأمن والمجتمع، فكشفت عدم تسجيلها أي جريمة ضد مجهول خلال عام 2023، منوّهةً إلى انخفاض معدلات السرقة والجريمة، كذلك أوضحت بأنها حاربت ظاهرة التسول عبر مسارين، أولهما كفالة العائلات المحتاجة، وثانيهما محاسبة الممتهنين للتسول دون حاجتهم لذلك، بينما أعلنت تنفيذها 710 مشاريع طرق، و1854 مشروع صرف صحي، و185 مشروعاً تجميليًّا للدوارات والساحات العامة ومداخل المدن.

وكان للثروة الحيوانية نصيب من المشاريع، حيث أطلقت وزارة الزراعة حملة لتحصين نحو 10 آلاف بقرة ضد مرض الجدري، كما وزّعت أكثر من 1600 طن من الأعلاف دعمًا لمربي الأغنام والأبقار، فيما أطلقت مشروع العيادة البيطرية، لتقديم العناية الطبية، مستهدفةً 1900 رأس غنم بالتلقيح الصناعي، ومُطعمةً 30 ألف رأس غنم وبقر لتحصينهم من مرض الحمى القلاعية، وأكثر من 62 ألف رأس غنم ضد التسمم الغذائي.

كما حققت الوزارة ذاتها زيادة في المساحات المروية لتصبح أكثر من 60 ألف هكتار، وقدمت عدة قروض لمزارعي القمح والقطن، فيما تمثّل التحدي الأكبر لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بأن توفّر تعليمًا أكاديميًّا قادرًا على تأهيل شباب المناطق المحررة، وهذا ما تحقق، حيث وصل عدد الطلاب الجامعيين في مؤسسات التعليم العالي إلى 26 ألفًا و260، مقدّمةً بديلًا عن الجامعات الواقعة في مناطق سيطرة النظام، ليلتحق بجامعاتها الطلاب المستجدون ويستكمل فيها المنقطعون عن الدراسة تعليمهم، ويتخرّج منها الآلاف سنويًّا.

كما قامت مديرية المنشآت التربوية التابعة لوزارة التربية بترميم أكثر من 550 مدرسة متضررة من زلزال 6 فبراير/ شباط عام 2023 أو قصف قوات نظام الأسد، كما أشرفت على بناء 5 مدارس جديدة في المدن والبلدات المكتظة بالسكان، موزّعة 2724 قطعة من التجهيزات اللوجستية، من طابعات وحواسيب وسبورات وأنظمة طاقة وبطاريات.

ولعلَّ أحد أكبر وأهم المشاريع التي قامت بها حكومة الإنقاذ هو إصدارها بطاقات هوية للمواطنين بديلةً عن تلك الصادرة من مؤسسات نظام الأسد، حيث سلّمت خلال عام 2023 نحو نصف مليون بطاقة شخصية للأهالي.

3. مرحلة التحرير: إدلب تصنع المعجزة

انتهاكات ومجازر

رغم أن المعارك توقفت بشكل شبه كامل بعد اتفاق وقف إطلاق النار في مارس/ آذار عام 2020، وحافظت خريطة السيطرة على ثباتها لكل طرف من أطراف النزاع، إلا أن نظام الأسد لم يترك المناطق المحررة دون قصف وانتهاكات ومجازر منذ الاتفاق حتى سقوطه، حيث كانت أبرزها حملة قصف ممنهجة شنّها مع حليفه الروسي أواخر عام 2023 على مناطق في محافظات إدلب وحلب وحماة شمال غرب سوريا.

وقد أدى ذلك إلى مقتل 62 مدنيًّا بينهم 24 طفلًا و13 سيدة، منذ 5 أكتوبر/ تشرين الأول حتى نهاية الشهر نفسه، حسب توثيق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي سجّلت استخدام قوات الحلف السوري الروسي أسلحة حارقة وذخائر عنقودية خلال الحملة العسكرية، وكلاهما سلاحان محرّمان دوليًّا.

كما سبق عملية ردع العدوان عدة انتهاكات قامت بها قوات نظام الأسد والقوات الروسية، أبرزها ارتكاب الطيران الروسي مجزرة في إدلب راح ضحيتها 11 مدنيًّا، في 16 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2024، عبر تنفيذه غارتين جويتين استهدفتا ورشة لصناعة الأثاث والمفروشات على أطراف مدينة إدلب.

وسبق المعركة بيومٍ واحدٍ، مقتل ثلاثة أطفال وإصابة 14 مدنيًّا إثر إطلاق قوات نظام الأسد ثلاثة قذائف على مدينة أريحا جنوب محافظة إدلب، حيث طالت إحداها معهدًا للعلوم الشرعية والعربية.

وكان للمرافق المدنية نصيبٌ من الهجمات، حيث تعرضت مساجد ومدارس ومراكز صحية ومحطات مياه للقصف بين الفينة والأخرى، ما تسبَّب بدمار وأضرار مادية فيها.

وشهدت المنطقة عمليات قصف استهدفت تجمعات للمدنيين بعيدًا عن خطوط التماس مما جعلها تحمل طابعًا انتقاميًّا.

ردع العدوان تنهي الطغيان

قطفت سوريا عام 2024 ثمار التحرير التي زُرعت في إدلب عام 2015، حيث أطلقت فصائل المعارضة المسلحة عملية عسكرية تحمل اسم ردع العدوان ضد قوات نظام الأسد، في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2024، انطلقت فيها من إدلب وريف حلب لتتقدم نحو مدن حلب وحماة وحمص ودمشق وتسقط نظام الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول عام 2024، أي بعد 11 يومًا فقط، مستخدمةً أسلحةً جديدةً وتكتيكات مختلفة، ومعتمدةً على بسط الأمن وتوفير الخدمات فور تحريرها أي مدينة، مما جعلها تقدّم نموذجًا بديلًا عن نظام الأسد المهترئ خدميًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا.

تحالفات الفصائل قبل سنوات كان لها دور بارز في عملية التحرير، فقد حاربت هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام والجبهة الوطنية للتحرير مع فصائل معارضة أخرى في خندق واحد، بعيدًا عن الفصائلية والأسماء، متوحدةً جميعها تحت اسم إدارة العمليات العسكرية، مُطلقةً معركة ردع العدوان، منتهيةً بإسقاط النظام.

فكانت هذه المعركة ثمرة بناء إدلب التي أصبحت محطّ أنظار واهتمام سكان المدن المحررة حديثًا، الذين كانوا محرومين من الدخول إليها لكونها كانت خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، لتبدأ موجة الزائرين إليها والمذهولين بتقدمها وتطورها ونهضتها بعدما كانت مهمشةً على زمن نظام الأسد.

هكذا كتب بشار الأسد نهاية نظامه بيده

إن أسباب سقوط نظام الأسد أكثر من أن تُعدّ وتُحصى، لعلَّ أولها عندما قابل هتافات المتظاهرين بالرصاص الحي، وربما آخرها عندما واصل ممارسة سياسة العقاب الجماعي فاستمر نظامه بارتكاب المجازر حتى حين كان يلفظ أنفاسه الأخيرة قبيل سقوطه بساعات، وما بين هذا وذاك، كان فساده وطائفيته، واستخدامه الأسلحة المحرمة دوليًّا، وإرهاب شعبه وتضييقه الخناق عليهم، وتدهور اقتصاده، وفقدانه سيادته، وغير ذلك الكثير.

ولا شكَّ أن المراحل الثلاث كان لها نصيب كبير في كتابة نهاية نظام الأسد، متمثلةً بفقدانه السيطرة على مدينة إدلب، ثم فشله في استرجاعها، ثم تهجير أهالي المدن الأخرى إليها، ثم توقيعه على اتفاق وقف إطلاق النار بينما كانت قواته تتقدم نحوها، ثم استمراره بالانتهاكات وخرق الاتفاق دون مبرر، ليستغل ذلك بأكمله الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع ويقود هيئة تحرير الشام رفقة فصائل أخرى لإسقاط النظام، ويكون له ما أراد، مُنهيًا في 9 أعوام من الإعداد حكم الأسدين المستمر منذ 53 عامًا.

تابع القراءة

المصادر

خاص موقع التلفزيون العربي
تغطية خاصة