السبت 13 أبريل / أبريل 2024

35 قتيلًا و700 معتقل في إيران.. رئيسي: يجب التعامل "بحزم" مع المحتجين

35 قتيلًا و700 معتقل في إيران.. رئيسي: يجب التعامل "بحزم" مع المحتجين

Changed

تقرير لـ "العربي" حول مظاهرات إيران الدامية واتهام رئيسي جهات خارجية بزعزعة استقرار البلاد (الصورة: غيتي)
أعلنت وسائل إعلام رسمية في إيران عن ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات الدامية إلى 35 قتيلًا على الأقل، إضافة إلى اعتقال ما يزيد عن 700 شخص بينهم 60 امرأة.

ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات الشعبية في إيران إلى 35 شخصًا على الأقل، وفق حصيلة جديدة أعلنتها وسائل إعلام رسمية.

كما اعتقلت الشرطة أكثر من 700 شخص في محافظة واحدة خلال أكثر من أسبوع من الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني بينما كانت تحتجزها الشرطة، وفق ما نقلت وكالة تسنيم للأنباء اليوم السبت، عن الجنرال عزيز الله مالكي.

ووفق الوكالة، فقد كشف مالكي، قائد شرطة محافظة كيلان عن "اعتقال 739 من مثيري الشغب بينهم 60 امرأة".

وعقب وفاة أميني (22 عامًا) وعلى مدى ثماني ليال متتالية، نزل المتظاهرون إلى شوارع المدن الكبرى في إيران، بما في ذلك العاصمة طهران.

التعامل بحزم

إلى ذلك، أكد الرئيس إبراهيم رئيسي اليوم السبت، أن على إيران "التعامل بحزم مع أولئك الذين يعتدون على أمن البلاد وسلامها"، وفق ما أفادت به وسائل إعلام رسمية إيرانية.

جاءت تصريحات رئيسي في مكالمة هاتفية قدم خلالها التعازي لأسرة أحد أفراد الأمن، قُتل طعنًا الأسبوع الماضي، مع توجيه أصابع الاتهام للمتظاهرين الغاضبين.

وكان رئيسي قد وجّه أصابع الاتهام إلى "أياد خارجية" تعمل على إضعاف طهران وإحداث الفوضى في البلاد وزعزعة استقرارها.

وتوفيت الشابة بعدما بقيت ثلاثة أيام في غيبوبة، إثر توقيفها في العاصمة الإيرانية بسبب "لباسها غير المحتشم".

وخرجت تظاهرات في أنحاء الجمهورية الإسلامية أمس الجمعة، تخلّل بعضها على ما أظهرت تسجيلات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أعمال عنف في طهران وفي مدن أخرى من بينها تبريز.

كذلك، اعتقلت قوات الأمن نشطاء وصحافيين من بينهم نيلوفر حميدي، من صحيفة شرق الإصلاحية الذي كتب عن وفاة أميني.

وكان الجيش الإيراني قد توعّد بالتصدي لمن وصفهم بـ"الأعداء" لضمان الأمن والاستقرار في البلاد.

"وابل الرصاص"

من ناحية أخرى، قال مركز "هنكاو" لحقوق الإنسان الكردي ومقره أوسلو: إن المتظاهرين "سيطروا" على أجزاء من مدينة أشنويه بمحافظة أذربيجان الغربية في شمال غرب إيران.

وأظهرت مشاهد مصورة متظاهرين يسيرون رافعين أيديهم بشارة النصر، لكن "هنكاو" قال: إن الأمر قد يكون "مؤقتًا"، معبرًا عن خشيته إزاء حملة قمع جديدة.

وحذّرت منظمة العفو الدولية في ساعة متأخرة الجمعة من "خطر إراقة مزيد من الدماء وسط حجب متعمد للإنترنت".

وتحدثت منظمة العفو عن أدلة جمعتها من 20 مدينة في أنحاء إيران "تكشف عن نمط مروّع من قيام قوات الأمن الإيرانية بإطلاق طلقات الخردق بشكل غير قانوني ومتكرر مباشرة على المحتجين".

واستنكرت المنظمة كذلك إطلاق "وابل الرصاص على المحتجين"، مضيفة في بيانها أن قوات الأمن قتلت 19 شخصًا على الأقل ليل الأربعاء فقط، من بينهم ثلاثة أطفال على الأقل.

في المقابل، خرجت تظاهرات مؤيدة لقوات الأمن أيضًا في عدة مدن بينها الأهواز وأصفهان وقم وتبريز. كما شارك الآلاف في مسيرة مؤيدة للحجاب في طهران الجمعة، مشيدين بقوات الأمن التي تحرّكت للسيطرة على الاحتجاجات التي يقول الإعلام الرسمي إن "متآمرين" يقفون وراءها.

وأوقفت شرطة "الأخلاق"، وهي وحدة تتولى مسؤولية التحقق من التزام النساء بالزي الإسلامي الذي تفرضه السلطات الإيرانية، مهسا أميني في 13 سبتمبر/ أيلول، وتوفيت في المستشفى بعد ثلاثة أيام. وقال ناشطون إنها تلقت ضربة على رأسها، لكن السلطات الإيرانية نفت ذلك، وأكدت أنها فتحت تحقيقًا في الحادثة.

وليل الجمعة، قال وزير الداخلية أحمد وحيدي: إن أميني لم تتعرّض للضرب. ونقل عنه الإعلام الإيراني قوله: إن "نتائج الشواهد العينية والمحادثات مع الموجودين في مكان الحادث، وتقارير الأجهزة المعنية وسائر التحقيقات الأخرى أظهرت أنه لم يكن هناك ضرب واستخدام عنف"، وفق ما ذكرت وكالة "إرنا".

وأشار الوزير إلى أن الحكومة تحقّق في سبب وفاة أميني، مضيفًا: "علينا انتظار الرأي النهائي للطبيب الشرعي، وهو أمر يستغرق وقتًا".

آلية تحقيق مستقلة

في غضون ذلك، رفضت منظمة العفو في بيان التحقيق الذي تجريه إيران ودعت دول العالم "للقيام بخطوات ملموسة" في مواجهة القمع الدامي.

وقالت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة: "يتعين على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تتجاوز التصريحات غير المؤثرة وأن تسمع صرخات الضحايا والمدافعين عن حقوق الإنسان وأن تنشئ على وجه السرعة آلية تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة".

يذكر أن الجمهورية الإسلامية كانت فرضت قيودًا صارمة على استخدام الإنترنت، في محاولة لعرقلة تجمّع المتظاهرين ومنع وصول صور قمع التظاهرات إلى العالم الخارجي.

وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة، أنها خففت قيود تصدير التكنولوجيا المفروضة على إيران لتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close