أعلن مسعفون وجماعات احتجاجات وشهود عيان أن رجلين قتلا بعدما أطلقت قوات الأمن السودانية أمس الثلاثاء قنابل الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية على متظاهرين كانوا يحيون الذكرى الثانية لفض اعتصام خلال انتفاضة 2019.
فقد تجمع المئات في الخرطوم الثلاثاء للمطالبة بتحقيق العدالة لمتظاهرين قُتلوا في الاحتجاجات المناهضة للحكومة قبل نحو عامين، والتي أدت لاحقًا إلى سقوط نظام الرئيس عمر البشير.
وخرجت التظاهرة أمام مقر الجيش في الخرطوم قبيل موعد الإفطار، وحمل المعتصمون لافتات وصور قتلى اعتصام 2019، وهتفوا: "العدالة للشهداء"، ملوحين بالأعلام السودانية.
لا سلطة أعلى من سلطة الشعب ولا إرادة أقوى من إرادة الشعب#حراك_29رمضان#افطار_29رمضان#مجزرة_القيادة_العامة pic.twitter.com/4hk2Xun7g4
— Atif (@elsadig_atif) May 11, 2021
وتداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت صورًا لمحتجين يغلقون الطرقات بالحجارة ويشعلون الإطارات.
Scenes in central Khartoum now. Army retreated after protestors pushed back into the former heart of the sit-in. People are calling for justice & justice for those killed by security forces on June 34d, 2019 - the 29th of Ramadan. pic.twitter.com/GmKEq8n99v
— Yousra Elbagir (@YousraElbagir) May 11, 2021
ضحايا جدد برصاص القوات المسلحة السودانية
وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية في بيان صدر في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء أن شخصين لقيا حتفهما، وأنها "تعتذر وتتأسف لما وقع من أحداث".
وأكدت أنه "لم تصدر أي تعليمات للقوات التي تحمي محيط القيادة العامة باستخدام الذخيرة الحية تجاه المواطنين".
كما شدّدت القيادة العامة على أنها ستحقق في الحادث، وستتعاون بشكل كامل مع السلطات القضائية عبر تسليم كل من يثبت تورطه.
من جهته، وصف رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في بيان منفصل إطلاق النار على المحتجين السلميين بأنه "جريمة مكتملة الأركان".
إن ما حدث يوم أمس الموافق التاسع والعشرين من رمضان 1442هـ هو جريمة مكتملة الأركان استخدم فيها الرصاص الحي ضد متظاهرين سلميين، وهو أمر لا يمكن السكوت عليه مطلقاً، ولن يتم السكوت عليه أو تجاهله.
— Abdalla Hamdok (@SudanPMHamdok) May 12, 2021
وأفاد مصدر طبي وجماعة احتجاج وشهود بأن الرجلين توفيا نتيجة الإصابة بجروح ناجمة عن طلق ناري، وقالت جماعات احتجاج: إن أكثر من 20 فردًا أصيبوا.
اعتصام القيادة العامة عام 2019
وكانت المعارضة السودانية قدّ صرّحت بأن 127 قتلوا في فض اعتصام 2019 يوم 29 رمضان، في حين قالت السلطات: إن القتلى 87. ولم تُحمل المسؤولية لأحد في ظل عدم انتهاء التحقيق المستمر منذ فترة طويلة.
لكن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك كتب على تويتر: إن اعتصام 2019 فُضّ بـ"وحشية شديدة"، وأكد أن حكومته التي تولت الحكم بعد إطاحة البشير "ستقدم الجناة للعدالة".
واستمر قمع الاعتصام عام 2019 أيامًا عدة، ونفى الجنرالات الذين كانوا في السلطة في ذلك الوقت أن يكونوا أمروا بفض الاعتصام بشكل دموي وفتحوا تحقيقًا في الواقعة.
وبدأت لجنة تحقيق نهاية عام 2019 بفحص ظروف فض الاعتصام، لكنها لم تقدم استنتاجاتها بعد.
يُذكر أن السودان يحكمه الجيش بالشركة مع أحزاب سياسية مدنية عينت حمدوك ومعظم أفراد حكومته، الذي دعا مؤخرًا إلى عقد لقاءات بين المجلس العسكري والقيادة المدنية "لمراجعة المسار وتصحيحه".
أهالي ضحايا فض اعتصام القيادة العامة في الخرطوم مازالوا ينتظرون نتائج التحقيق بعد عام على الحادثة pic.twitter.com/sf8QhJ8Zx3
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 23, 2020