في خريف عام 2013، سأسمع من موظف غربيّ، ينتظر التقاعد من وظيفته بعد أسبوعين، ما لم أعتد سماعَه من أمثاله خلال الاحتكاكات القليلة التي تصادف وجمعتني ببعضهم.
قال لي الرجل "أنتم (السوريون) متروكون، ونحن إنما نفعل ما نفعله الآن لأنه من غير المناسب أن نبدو وكأننا لا نقوم بشيء". كان واضحاً أن كلام الرجل تعميمي، ولا يخص بلده فقط. فنحن متروكون من كل الفاعلين الدوليين، وتابع يشرح لي المعلومة المقتضبة التي قدمها، بأن السوريين مُتخلى عنهم من المجتمع الدولي، وأن ما نراه الآن (تلك الفترة) من مواقف وتحركات دولية واجتماعات، ومن ضمنها مواقف وتحركات بلاده، هو من باب إظهار الاهتمام وليس اهتماماً فعلياً على الإطلاق، وواقع الأمر أننا متروكون تماماً..