الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

الكاميرا الهاتكة للسَّتر

الكاميرا الهاتكة للسَّتر

Changed

تناقل مستخدمو شبكات التواصل اسم محمد جودت باعتباره "متحرش المعادي" الذي كشفته كاميرا مراقبة، لكن كم من العدسات المتلصصة سنحتاج لحماية الجميع؟

يظهر الرجل حسن الهندام، ببذلته كاملة، في وسط ما يبدو مدخل بناية قاهرية (في مصر) أو أحد أدوارها. بابتسامة دافئة يشير إلى الطفلة حتى تقترب منه، ويقول شيئاً لا نسمعه. والبنت التي يبدو على مظهرها تواضع الحال، تستجيب، ببراءة تتقدم نحوه. ويحدث كل شيء بسرعة، بشكل يوحى بأن الرجل متمرس في ما يفعله، نراه وهو يدفعها إلى ركن بعيد، ويشرع في انتهاك جسدها بيده. في اللحظة التالية، تظهر امرأة على الشاشة، ويبدو أنها تنهره، فالفيديو بلا صوت ولا نستطيع سماع الحديث الدائر. وفي لحظة المفاجأة تلك، تجرى الطفلة الفزعة إلى الخارج. وتظهر امرأة أخرى، ونرى ما يمكن تصوره كمواجهة وإنكار بين المرأتين والرجل، ثم تشير المرأة الأولى إلى دليل الإدانة، إلى أعلى، حيث الكاميرا التي رصدت كل هذا وسجلته، ويرفع الرجل رأسه محملقاً فيها مباشرة، فنعاين وجهه المستدير وملامحه بوضوح قوي ومقبض. وبعدها يشيح بيده علامه استياء، ويغادر المكان، فليس هناك ما يمنعه.

مجدداً، يثور غضب واسع على الشبكة، والسبب هو المقطع المصوّر. ويتم التعرف بسرعة على هوية الرجل. ولا تتوانى وسائل الإعلام عن تلقف القضية ما يعني تدخل الأمن أيضاً، وفي خلال ساعات يتم إلقاء القبض على الجاني. ولا نعرف إن كان الجهات المعنية تسعى للوصول للطفلة المجني عليها أم لا، أو إن كانت هناك خدمات عامة مؤهلة للتعامل مع الضحايا من عدمه. وكالعادة تتضارب الأخبار، فتنشر وسائل الإعلام تقريراً عن قيام إدارة محل عمل المرأتين بنهرهما بسبب "الشوشرة"، ويعود بعضها لاحقاً لنفيها. أما في الشبكة، فوسط طوفان من إدانة الجاني، يدعو البعض إلى "الستر".

لا يكاد يمر أسبوع في مصر من دون أن تتفجر قضية مشابهة، الموضوع على الأغلب هو الأجساد المؤنثة، بالغات وقاصرات، ودائماً الوسيط هو الصورة. قد تكون الكاميرات التي تقف أمامها النساء طواعية، حجة إتهام ضدهن، أداة للمراقبة والضبط الذاتي وعين مفتوحة على اتساعها للفضيلة الجماعية. لكن، وفي حالتنا تلك، تفضح الكاميرا الستر، وتلعب دوراً معاكساً، هتك الستر، بغية حماية الأجساد بأثر رجعي، بدلاً من قمعها. لكن ربما علينا تذكير أنفسنا بأن المسافة بين الاثنين أقصر كثيراً مما نظن. فكم من العدسات المتلصصة سنحتاج لحماية الجميع؟ فإذا كانت كاميرا المراقبة التي وثقت الاعتداء مثبتة بواسطة مرفق خاص (معمل تحليل)، في المعادي، حي الشرائح العليا من الطبقة الوسطى، فماذا عن النطاقات البعيدة عن خصخصة المراقبة؟ فأن تقع في دائرة حماية الكاميرا، امتياز لا يملكه الجميع بالتساوي.

لقراءة المقال كاملاً على موقع جريدة المدن الالكترونية
المصادر:
المدن

شارك القصة

مجتمع - العالم العربي
أمطار سلطنة عمان
تعاني الإمارات وسلطنة عُمان من الحرارة الشديدة الناجمة عن ظاهرة الاحترار المناخي- الأناضول
شارك
Share

قضي 21 شخصًا في عُمان وأربعة في دولة الإمارات بعد أن شهدت غزارة أمطار قياسية منذ بدء تسجيل منسوباتها قبل 75 عامًا.

مجتمع - فرنسا
العصر الحجري
حصل هذا التطور بين سكان العالم في نهاية العصر الحجري الحديث- غيتي/ تعبيرية
شارك
Share

تم اكتشاف هذا الانخفاض في عدد الرجال من خلال تحليل كروموسومات "واي" وهذه الطريقة تتيح العودة إلى الماضي.

مجتمع - فرنسا
إلغاء آلاف الرحلات في فرنسا بسبب إضراب للمراقبين الجويين - غيتي
إلغاء آلاف الرحلات في فرنسا بسبب إضراب للمراقبين الجويين - غيتي
شارك
Share

تم إلغاء آلاف الرحلات في فرنسا بسبب إضراب نتيجة خلاف كبرى نقابات المراقبين الجويين والهيئة الناظمة للطيران.

Close