الجمعة 29 مارس / مارس 2024

أردوغان.. كابوس انتخابي فرنسي

أردوغان.. كابوس انتخابي فرنسي

Changed

حمّل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسؤولية شنّ حملة إعلامية واقتصادية ضده بُعيد خطابه عن الانعزالية (غيتي)
حمّل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسؤولية شنّ حملة إعلامية واقتصادية ضده بُعيد خطابه عن الانعزالية (غيتي)
هل تطرح تصريحات ماكرون ضد أردوغان عقبة جديدة في العلاقات الدبلوماسية بين باريس وأنقرة، أم يمكن اعتبارها مجرد استراتيجية انتخابية؟

في مقابلة معه خلال برنامج وثائقي على قناة "فرانس 5"، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من تدخّل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة، المقررة في مايو/ أيار 2022.

بدا ماكرون متأكدًا من أن تركيا تحاول التدخل في الانتخابات، وأن تهديدات أردوغان له ولبلاده واضحة وليست مُبطنة؛ فالرئيس التركي، بحسب ماكرون، هو المسؤول عن شنّ حملة إعلامية واقتصادية ضده بُعيد خطابه عن الانعزالية وما تبعَها من مقاطعة للبضائع الفرنسية، وقد وصف ماكرون أردوغان وقتها بأنه يُحيك أكاذيب ضده على أعلى مستوى.

من يعرف كيف تسير السياسة في فرنسا يستغرب هذه الاتهامات، ويطرح تساؤلًا عن نوعية التهديد الذي يمكن أن يشكّله أردوغان على مجرى الانتخابات الفرنسية، في بلد ديمقراطي عريق.

بداية، يجدر التأكيد على أن ماكرون يخشى من تكرار سيناريو الانتخابات الألمانية عام 2017 في بلاده. حينها، وجّهت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اتهامات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتأثير على الناخبين من أصل تركي، وتوجيههم للتصويت ضد حزبها، وهذا ما نفته أنقرة جملة وتفصيلًا.

يخشى ماكرون من ثنائية أخرى مع مارين لوبان، لا سيما بعد ازدياد الغضب الشعبي على سياساته الاقتصادية والاجتماعية والصحية.

وقد بات واضحًا وجود اختلاف في المصطلحات التي تحدّد طريقة التعاطي مع الجالية التركية في فرنسا، فبينما يعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن نظيره ينوي التشويش على توجهات أتراك بلاده والتأثير على نواياهم الانتخابية، يرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العلاقة مع مواطنيه في فرنسا، والبالغ عددهم 800 ألف مواطن، مبنية على أساس الحوار بينه وبين الجالية، وذلك من وجهة نظره، أمر طبيعي لا يحتاج إلى تبريرات.

ولا يخفى أن الاستحقاق الرئاسي المقبل مهم جدًا للرئيس الفرنسي، حيث لا تزال استطلاعات الرأي تضعه في المقدمة مع مارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف، وذلك يعود لأسباب عدة، أهمها غياب منافس حقيقي من الأحزاب الأخرى التي تعيش حالة انقسام سبّبتها هزيمة 2017.

ويخشى ماكرون من ثنائية أخرى مع مارين لوبان، لا سيما بعد ازدياد الغضب الشعبي على سياساته الاقتصادية والاجتماعية والصحية. ولذلك، يعمل منذ مقتل مدرس التاريخ سامويل باتي، على دغدغة مشاعر الناخبين المترددين في التصويت، لئلا تخطفهم وعود "التجمع الوطني"، خاصة في كل ما يتعلق بالإسلام والهوية.

وقانون الانعزالية واحدٌ من الملفات التي تجد فيها أحزاب اليمين أفكارها، فلطالما حلمت بفرض قوانين كهذه، لكنها لم تستطع. أما ماكرون فقد حقق ذلك في شهور قليلة.

ومن بنود هذا القانون منع استقدام أئمة من الخارج كالمغرب والجزائر وتركيا؛ لأن هؤلاء، بحسب أحزاب اليمين، سينفذون حتمًا أجندات بلادهم التي لا تتوافق بالضرورة مع علمانية فرنسا.

أزعج ذلك الأمر أنقرة التي ترتبط بجاليتها اجتماعيًا ودينيًا عبر مؤسساتها المنتشرة على الأراضي الفرنسية، وهي مؤسسات تُعلم اللغة والثقافة الوطنية التركية والفقه الإسلامي.

لكن الصدام الحقيقي بين ماكرون وأتراك بلاده وقع عندما رفضت جمعيتان تركيتان التوقيع على ميثاق المبادئ الخاصة بمسلمي فرنسا، الذي أبرمه ماكرون مع رؤساء الجمعيات الإسلامية. ويتضمن الميثاق تعريفًا لـ"إسلام لا يتناقض مع قيم الجمهورية الفرنسية ودستورها العلماني".

إحدى هذه الجمعيات تسمى "مللي غوريش"، وهي ترتبط بتركيا ثقافيًا لا مؤسساتيًا. وقد تلقّت الجمعية مؤخرًا دعمًا ماديًا بقيمة مليونين ونصف مليون يورو من مجلس بلدية ستراسبورغ لبناء مسجد، في استثناء خاص تتمتع به هذه البلدية دون غيرها في فرنسا، حيث لا تموّل البلديات بناء دور العبادة.

يعاني ماكرون وأردوغان من هبوط شعبيتهما في استطلاعات الرأي، ولذا لا شي سيمنعهما من إطلاق المواقف الحادة في الفترة المقبلة.

شغلت هذه القضية الإعلام والساسة في فرنسا، حتى كادت تنافس فيروس كورونا، بعد أن أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمان عزمه رفع دعوى قضائية ضد عُمدة ستراسبورغ؛ لأنها تموّل مؤسسة تابعة لأردوغان وتنفذ مخططاته، بحسب الوزير، فضلاً عن أنها لم توقع الميثاق مع رئيس الجمهورية، وهذا دليل على عدم احترامها قيم الجمهورية.

هذه التصريحات الصادرة عن الوزير كانت تستهدف، إضافة إلى تركيا، حزب الخضر الذي تنتمي إليه رئيسة البلدية، في مؤشر واضح على استهداف حزب ربما يصير مع مرور الوقت منافسًا شرسًا للماكرونية السياسية، لا سيما أنه تغلّب عليها في انتخابات البلديات وانتزع منها عدة مدن كبرى.

وكما في فرنسا، كذلك في تركيا، يتحرك السياسيون على إيقاع مصالحهم في الانتخابات المقبلة، حيث يعاني ماكرون وأردوغان من هبوط شعبيتهما في استطلاعات الرأي، ولذا لا شي سيمنعهما من إطلاق المواقف الحادة في الفترة المقبلة، فما يفرّق الرجلين أكثر مما يجمعهما، على الرغم من العبارات الدبلوماسية المنمقة التي يتحدثان بها، أحيانًا، خلف وجوه مكفهرّة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

سياسة - أميركا
يواجه بايدن (81 عامًا) قلقًا بشأن عمره ولياقته مع سعيه للفوز بولاية ثانية مدتها 4 سنوات
يواجه بايدن (81 عامًا) قلقًا بشأن عمره ولياقته مع سعيه للفوز بولاية ثانية مدتها 4 سنوات - وسائل التواصل
شارك
Share

تخلل الحفل الذي حضره بايدن احتجاجات، حيث وقف البعض في عدة لحظات مختلفة، وصاحوا منتقدين دعم بايدن لإسرائيل في الحرب على غزة.

سياسة - سوريا
صورة متداولة على مواقع التواصل للحظة القصف الإسرائيلي بالقرب من حلب
صورة متداولة على مواقع التواصل للحظة القصف الإسرائيلي بالقرب من حلب
شارك
Share

جاءت الضربات على ريف حلب بعد ساعات من غارة إسرائيلية أودت بحياة شخصين في مبنى سكني قرب منطقة السيدة زينب في ريف دمشق.

سياسة - فلسطين
أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن 120 ألف مواطن أدوا صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ومصلياته المسقوفة.
أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن 120 ألف مواطن أدوا صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ومصلياته المسقوفة - وسائل التواصل
شارك
Share

أفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتدت على النساء بالضرب في أثناء طرد المعتكفين من رحاب المسجد الأقصى المبارك.

Close