يخوض الشعب الفلسطيني حرب وجود، وفيها تعدّ معركة الذاكرة من أهم المعارك التي خاضها هذا الشعب بجدارةٍ لمواجهة حرب التهويد التي فُرضت عليه، منذ النكبة التي ابتُليت بها بلاده سنة 1948.
ولعل مقولة "الكبار سيموتون والصغار سينسون" التي أطلقها أول رئيس وزراء إسرائيلي، بن غوريون، من أكثر المقولات استفزازاً وتحدّياً لأبناء الشعب الفلسطيني. غير أنها، ومن دون أن يدري مطلقها، والإسرائيليون الذين ما زالوا يتبنّونها، أدخلت اليقظة إلى ذاكرة الفلسطينيين، من أجل عدم نسيان أرضهم المسروقة، وتاريخهم الذي يحاول الإسرائيليون طمسه.
وبرزت إرادة الحفاظ على الذاكرة، أخيراً، في معركة إنقاذ منازل حي الشيخ جرّاح في القدس المحتلة، وما تلاها من تطوّرات، لتعيد التذكير بأن الصراع التاريخي في المنطقة لم يتغيَّر، وما تزال قضية فلسطين بؤرته.