اجتهدت الأنظمة العربية عموماً، وعلى مختلف أشكالها وتنوعاتها ونسب الاستبداد فيها، كما النظام السوري خصوصاً، باستهلاك المسألة الفلسطينية اجتراراً في حلّها وفي ترحالها.
وفي سوريا، كان أمر اليوم الرسمي دائماً، والذي أُغرقت فيه أجيالٌ متعاقبة من السوريين، يعتمد أساساً على تركيبات مفاهيمية وتعبيرية تستند إلى مبدأ يبدو أن لا لبس فيه، وهو الالتزام بالذود عن الحق الشرعي للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وكما ضرورة السعي إلى تحرير الأراضي الفلسطينية المغتصبة منذ 1948.
لقد كانت القضية الفلسطينية هي قميص عثمان لتبرر الشدة في يد المؤسسة الحاكمة لمواجهة كل شاردة سياسية وواردة مطالبية للشعب السوري.